كتبت: أسماء أشرف
فى ظل انتشار مجاعة قاتلة فى قطاع غزة وبالأخص فى الشمال، واتباع الكيان المحتل سياسة تجويع بشعة يموت جراءها أعداد كبيرة من المدنيين الذين أرهقهم الجوع، ومن يتبقى منهم على قيد الحياة يضطر لتناول كل ما هو غير آدمى من أعلاف الحيوانات لأوراق الأشجار التى باتت تُباع بالأسواق..إن وجدت!
فيدور هنا تساؤل مُلح…ماذا يفعل الجوع بالأشخاص؟
التجويع هو سياسة متبعة منذ القدم؛ فكان يُستخدم فى العصور الوسطى كعقوبة للإعدام؛ حيث أن الجوع الشديد هو حالة من انعدام شبه كلى للمواد الغذائية، ويصنف على إنه أكثر أوجه سوء التغذية حدة عند البشر.
وتتمثل أسبابه فى أمور عدة أبرزها المجاعات التى تحدث جراء ظروف الحروب اللإنسانية.
ما الأعراض التى يسببها الجوع الشديد؟
وتمتد أعراض الجوع الشديد؛ فتظهر فى:
– هدم الجسم لبعض أجزاءه من الأنسجة والعضلات؛ للحصول على الطاقة وحماية أنظمة الجسم الحيوية، وتعرف هذه الحالة ب “Catabolysis”.
– يوصل الجوع الشديد الأشخاص لحالة من الخمول الشديد والتعب المفرط ونقص الطاقة؛ مما يجعل إحساس الأفراد يقل، ويؤدى لضعف القدرة على الحركة.
– بروز عظام القفص الصدري.
– ويتسبب الجوع أيضًا فى ضعف الإدراك لدى الأشخاص.
– حدوث جفاف للأشخاص الممارس عليهم سياسية التجويع؛ مما يسبب ضعف عام لحركة الجسم.
– وتؤدى المجاعة أيضًا لاستيطان الأمراض المختلفة بالجسد، وحدوث فقر فى الدم ونقص للفيتامينات.
– ويتسبب الجوع الشديد فى العديد من الأمراض مجتمعة، والتى بدورها تؤدى للطفح الجلدي، والسكتات القلبية المفاجئة.
وتمتد كل هذه الأعراض مسببة تلف دائم لأعضاء الجسم ومن ثم الموت جوعًا.
وبالإنتقال للوضع فى قطاع غزة، نرى تصريح “سيندى ماكين” المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، “إن الناس يموتون جوعًا حرفيًا بينما نحن نتحدث”.
وهذا ما يحدث بالضبط؛ فالوضع الإنساني فى غزة كارثي؛ حيث يوجد 2.3 مليون شخص يعانون جميع الأعراض السابق ذكرها منذ ثمانية أشهر أو ما يزيد.
وإن انتقلنا لشمال قطاع غزة بالتحديد، فسنجد أن الوضع ينذر بكارثة إنسانية لا تُحتمل؛ حيث يعانى سكان الشمال من نقص حاد فى الغذاء ومياه الشرب؛ مما يضع 750 ألف شخص تحت خطر الموت جوعًا فى ظل عدم توفر الاحتياجات الأساسية والتى تسهم فى إبقاءهم على قيد الحياة.
تعرف أيضا علي…مناسبات غارقة بالدماء
احصائيات المجاعة فى غزة:
وبالاطلاع على الاحصائيات الصادرة عن المجاعة فى قطاع غزة فسنجد إنه وفقًا للمكتب الحكومي فى غزة، فإنه يوجد أكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، وأن 96% من أهالى غزة يعانون مستويات مرتفعة من إنعدام الأمن الغذائى الحاد، وفقًا لما صدر عن الأمم المتحدة.
وتمتد المجاعة فى القطاع لعدم القدرة على توفير مياه شرب نظيفة، والسعى للحصول على بضع من أوراق الشجر، والتى وفقًا للإعلام الفلسطيني قد تسببت فى حالات تسمم للأطفال جراء تناولها.
ويشير المكتب الإعلامي الحكومي، إنه للقضاء على المجاعة المسيطرة على شمال قطاع غزة يتوجب إدخال 1300 شاحنة غذاء يوميًا لشمال القطاع، ويعد هذا صعب الحدوث فى ظل استيلاء الاحتلال على المعابر وإغلاقها.
ليجعلنا كل هذا نرى الصورة أوضح وأكثر عمقًا، نرى الآلاف من الأشخاص الذين أجبرتهم الظروف بين ليلة وضحاها، على العيش فى ظروف غير آدمية، فى ظل إبادة ونزوح واستهداف وقتل وترويع، وفوق كل هذا أيضًا يحاولون توفير لقمة عيش ليسدوا بها جوعهم الصارخ منذ أشهر، ويستمر السعى للحصول على شربة ماء صالحة للشرب وليست مالحة أو موطنًا للأوبئة كما المعتاد، تستمر المعاناة وتتقلص معها الأماني وتُختزل فى كسرة خبز أو شربة ماء.