مقالات

صلاة التراويح كنز ثمين لا تضيعه

 

كتبت: ياسمين سمير

صلاة التراويح لا يمكن أن تمر دون صلاتها وهكذا أعتاد المسلمون على القيام بها فهي جزء لا يتجزأ من الشهر المبارك، فمن لم يستطع الصوم فكان بها ومن استطاع الصوم فكان أكثر من بها؛ إذ أنها تعد من متممات الصوم خاصة والشهر المبارك عامة؛ فمن تنازل عنها كما لو كان صومه ناقصًا ومن طمع فى حسنات أكثر ومغفرة أكثر وسيئات أقل فعليه بصلاة التراويح التى تقربه أكثر من الله ورسوله، وكما فى الحديث: “لا يزال عبدي يتقرب إلىَّ الله بالنوافل حتى أحبه”.

فلا تقلل من القيام بها أو أجرها عند الله، فمن يراها صغيرة فى ناظريه فقد دعم عدو الإنسان اللدود دون أن يشعر؛ إذ تبدأ جميع المصائب الكبرى بالهفوات الصغيرة دائمًا فلا يجب التقليل من قدر الأشياء مهما كانت، فقدر لتقدر وأبذل قصارى جهدك قدر المستطاع.

– نشأة صلاة التراويح وماهيتها

 

هى سنة منقولة عن رسول الله -صلى الله عليه- فقد كان الرسول يقوم بها خلال شهر رمضان، واتخذها المسلمون سنة؛ محبة فى السير على خطاه.

وقد كانت بدايتها عندما صلى النبي محمد بالمسلمين فى رمضان صلاة قيام الليل التى سميت فيما بعد ب “صلاة التراويح” معهم لأول مرة آنذاك مع مرور الوقت لم يعد رسول الله يصلي بهم صلاة التراويح فى الجامع وأصبح يصليها فى البيت بدلًا من ذلك وعندما سُئل الرسول عن السبب قال خشية أن تفرض عليهم أو تكون عذرًا لعدم القيام بالفروض الخمسة الواجب أدائها فكلاهما فى النهاية صلاة وأحب الأعمال إلى الله هى الصلاة؛ فمن يريد حب الله ورضاه والبعد عن غوى الشيطان والنفس بالإضافة لغفران الذنوب فعليه أن يصلي كلما سنحت الفرصة بغض النظر عما تكون؛ فالفرق الوحيد بين الفروض الخمس و التراويح أن الفروض الخمس واجبة الأداء تحاسب عليها لكونها ركن من أركان الإسلام بينما التراويح فهي سنة تزيد من الحسنات وتغفر من الذنوب وتجعلك محببًا لله، لكن لا تحاسب عليها ومن لم يستطع الإلتزام بها فلا وزر عليه لكنه يأثم عليها إن كانت سببًا فى تعطيل واجب ما أو أهمل فرضًا فينبغي على الجميع أن يعبد ربه كما يريد الله وليس كما يريد هو؛ فلا يجوز تقديم المستحبات على الواجبات ولا يجعل من السنن حجة لترك الفروض المنوط بها فى شهر رمضان المبارك.
عندما مات الرسول واتبعه الخلفاء الراشدين قام “عمر بن الخطاب” بإحياء هذه الذكرى تكريمًا لرسول الله وتشجيع الآخرين على إتباع نهجه لذلك قام بتشريعها فجعل إمام يصلي بهم جماعة لأول مرة بعد وفاة الرسول؛ إحياءًا لذكراه، ومنذ ذلك الحين أصبحت سنة يتبعها المسلمون خلال الشهر الفضيل فبات من المستحيل التخلي عنها قط فمن ذا الذى لا يريد إتباع خطى رسول الله ونهجه؟!

 

لكن ماذا عن سبب تسميتها بصلاة التراويح وما أصل هذه التسمية؟

 

التراويح مفردها ترويحة وتعني الإستراحة أو الترويح عن النفس وإزالة هموم الحياة من على كاهل لمسلم، الترويحة أصلها اسم للجلسة المطلقة؛ حيث كان يؤديها المسلمون فى مكة إذ يأخذون إستراحة بعد الركعة الرابعة مع الطوفان بالكعبة المشرفة ثم يؤدون أربع ركعات أخرى ثم يطوفون مرة أخرى وهكذا، وذلك أيضًا ما كانوا يفعلونه الصحابة فقد كانوا يستريحون عند أدائها وهذا أول ما شرعت له تلك الصلاة بالإضافة أيضًا لإتفاق الفقهاء على مشروعية هذه الإستراحة لإدارة قيامها وقد قال مذهب الحنفية أن حكم هذه الإستراحة محبب فعلى المصلي استغلالها فيما يفيد كالسكوت أو الصلاة أو التسبيح أو قرأة القرأن، فى حين يرى مذهب الحنابلة أنه يجوز فعل ذلك ولا يسن لمن جلس للإستراحة أن يدعو بدعاء محدد فبعض العلماء منهم “ابن حجر الهيثمي” يقولون إن الذكر فى الإستراحة بدعة ولا أساس لها من الصحة فى السنة النبوية أو أفعال السلف الصالحين ولا بأس بإلقاء الموعظة فيقولون أنه لا يفضل فعل ذلك لتجنب أي إعتقاد بكونها جزء من التراويح أو واجبة فيؤدي لإنكار كل من لا يفعلها لذلك غير مستحب بالنسبة لهم على الرغم من أن الذكر لا يضر أحد بل العكس لذلك لم يستحبوا هذا لنظرهم من زاوية مختلفة كون أن عدم قول الأذكار يبطلها لذلك لا يرجحونها، ولكن ما يجب عليك أن تعرفه أن الأذكار غير ضرورية فى الإستراحة، وأن أهم ما فى الأمر هو فعل شيئًا مفيدًا خلال الإستراحة سواء كان أذكار أو غيرها.

ما هو وقت وموعد صلاة التراويح؟

تبدأ صلاة التراويح فى الليلة التى تثبت فيها رؤية الهلال مع صلاة العشاء مباشرة ولا يجب صلاتها قبل العشاء فهي تعد سنة تابعة لفريضة العشاء فلا تقام إلا بعدها ومن صلاها قبلها فلا يمكن إعتبارها صلاة التراويح حينها، بالإضافة لكونها لا يمكن قضائها أو تعويضها إن فات وقتها وليست كالفرائض الخمس.
تبدأ التراويح فى رمضان بعد الإنتهاء من سنة صلاة العشاء حتى أذان الفجر ومع ذلك فقد أختلفت المذاهب الفقهية حول تحديد وقت التراويح بالضبط كما يلي:

– الحنفية:
قالوا إن وقت صلاتها يبدأ من بعد صلاة العشاء حتى آذان الفجر، والوقت الأفضل لها هو ما بعد سنة العشاء مباشرة وذلك لكونها سنة تؤدي بعد الفريضة وليس العكس وينتهي وقتها المخصص بطلوع الفجر.

– الشافعية:
قالوا إن موعد الصلاة يبدأ من بعد أداء الصلاة حتى آذان الفجر، فى حالة جمع صلاة العشاء والمغرب معًا فقالوا بخصوص هذا إنه يمكن جمعها مع المغرب المقدم بدلًا من العشاء فقد نقل عن الزركشي أن صلاة التراويح يمكن فعل ما سبق ذكره فى هذه الحالة فقط مع وجوب تأخير التراويح إذا جمعت العشاء مع المغرب.

– المالكية:
قالوا أصحاب هذا المذهب إن وقت التراويح كوقت صلاة الوتر.

– الحنابلة:
قال هذا المذهب إنها تبدأ بعد وقت صلاة العشاء وسنتها؛ وذلك لكره تأخير سنة العشاء إلى ما بعد صلاة التراويح وتستمر حتى آذان الفجر بشرط أن تؤدي قبل الوتر.

وبهذا يمكننا الإستنتاج أن جميع المذاهب أتفقوا على أن موعد التراويح يبدأ من بعد صلاة العشاء حتى الفجر مع إضافة بعض الشروط أو حالات معين تحدث مع التراويح لم يسبق ذكرها أو الإعتراض عليها من أي مذهب من المذاهب السابق ذكرها.

كيفية أداء صلاة التراويح ومشروعية أدائها؟

المرة الأولى التى تم أداءها بها كانت تحت رسول الله فبعد وفاته طلب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إحياء هذه الذكرى فشرعها آنذاك فكانت أول مرة يتم فيها تجميع المسلمين تحت إمام واحد لأول مرة بعد وفاة الرسول.
وأما عن كيفية أداءها فقد أختلف أهل العلم بهذا الأمر أيضًا؛ مما آحدث لبس فى الأمر بسبب ظهور العديد من الأحاديث المنقولة عن هذا الأمر المتمثلة فى:

– عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة (رضي الله عنها): كيف كانت صلاة الرسول فى رمضان؟ قالت: “يصلي أربع ركعات،فلا تسأل عن طولهن وحسنهن ثم يصلي ثلاثًا آخر، فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: (تنام عيني لكن قلبي فلا)” ومن هذا الحديث استطاع أهل العلم استنتاج إنه يتم فيها التسليم كل أربع ركعات مع أن ذلك يتناقض مع الحديث الشريف الناقل عن ابن عمر الثابت: قول رسول الله “صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة” ومن يتبع هذا الحديث مذهب مالك بينما يرى المالكية إنه يستحب التسليم بعد الركعة الثانية ويكره بعد الرابعة، فى حين أجاز مذهب الحنفية فى التراويح بتسليمة واحدة بينما الحنابلة ذهبت إلى بطلان الصلاة إذا لم يسلم بعد الركعة الرابعة، لكن فى الحين الأكثر رواجًا بين الناس فى كيفية الأداء هى التسليمة بعد الركعة الثانية إعتمادًا على الحديث مثنى مثنى.

لكن ماذا عن كيفية أداءها؟

يتم إتباع الخطوات الآتي ذكرها:

1- الإنتهاء من صلاة العشاء وسنتها.

2- البدء بالنية محلها القلب من ثم تكبيرة الإحرام.

3- البدء بالركعة الأولى بقراءة سورة الفاتحة مع سورة مما تيسر من القرأن الكريم؛ إذ كان رسول الله والسلف الصالحين يطيلون فى قرأة القرأن فى التراويح لدرجة ختمه، وفي مرة من المرات كان رسول الله يصلي بالمسلمين صلاة التراويح وقد طال الأمر قرب الفجر لدرجة أن المسلمين آنذاك خافوا من عدم اللحاق بالسحور؛ لذلك أستحب أهل العلم أن يختم القرأن فيها وكره البعض الزيادة إلا إذا أتفق الجماعة على ذلك؛ لعدم إجبارهم على تحمل مالا طاقة لهم به.

4- ثم يبدأ المصلي بالركوع بإطمئنان قائلا: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات.

5- ثم يسجد قائلا: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات من ثم يجلس مطمئنًا وبعد ذلك يعود للسجود مرة أخرى قائلا: “سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات”.

6- من ثم الإعتداء بالوقوف قائلًا: “الله أكبر” ويبدأ الركعة الثانية بنفس الخطوات السابقة.

7- بعد الجلوس من السجدة الثانية للركعة الثانية يقرأ التشهد ثم التسليم.

8- ثم بعد الإنتهاء من عدد الركعات القادر عليها فى صلاة التراويح تختم بركعتي الشفع وركعة الوتر، هما صلاة تتكون من ثلاث ركعات على الأقل ففي الركعة الأولى تقرأ سورة الفاتحة والأعلى والركعة الثانية تبدأ بسورة الفاتحة والكافرون ثم نسلم وهذه هى ركعتي الشفع أما عن الوتر فهي ركعة واحدة تتبع الركعتين السابقتين وتقرأ فيها سورة الفاتحة والإخلاص ثم يرفع من الركوع ويرفع يديه ويدعي الله بما يتمنى لا ينسى إخوانه المسلمون، ثم يسجد السجدتين ويسلم ويمكن أن يجمع الثلاث ركعات معًا بشرط عدم القيام بالتشهد الأوسط حتى لا تتشابه مع صلاة المغرب.

– عدد ركعات صلاة التراويح

قد أختلف أهل العلم بخصوص العدد أيضًا، ومع ذلك فقد أتفقوا على أن عدد الركعات مرتبط بأحوال الناس واستطاعتهم؛ فقد أتفق جميع العلماء على عدم وجود عدد معين لعدد الركعات أو إنحصارها.

إذًا ما الأمر الذى أختلفوا عليه؟

أختلفوا حول الأفضلية فى العدد؛ فهناك صراع بين المذاهب وبعضها فبعضها يقول إنها لا يجب أن تزيد عن إحدى عشر ركعة وفقًا لحديث السيدة عائشة السابق ذكره بالإضافة أيضًا لأحاديث أخرى كمثلًا:
روي البخاري عنها: “كان رسول الله يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذ أتسع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين” فى حين قال قال النووي: “وعنها فى البخاري أن صلاته باليل حيث أشار كلًا من مسلم والبخاري بعد هذا من حديث ابن عباس أن صلاة رسول الله من الليل ثلاثة عشرة ركعة مع ركعتين بعد الفجر سنة الصبح، ففي حديث زيد بن خالد ذكر أنه كان يصلي ركعتين خفيفتين ثم طويلتين وذكر الحديث، وقال فى أخره: فتلك ثلاث عشرة، ففي المذاهب الحنفية تقوم بعشرون ركعة وعند الإمام أحمد ومالك ستة وثلاثون ركعة فنتيجة لكل هذا تجد الجوامع تقوم بعدد مختلف من الركعات فى التراويح من زاد عن العدد الشائع للركعات فلا حرج عليه، ففي النهاية قد أتفق الجميع على أن الأمر يعتمد على طول القيام وقصره وكيفية أدائه بعدد الركعات بالإضافة للظروف وإمكانية كل شخص؛ فطول القيام يغني عن زيادة عدد الركعات والعكس صحيح، وكل فعل منهما يكمل الأخر فلا بأس على من صلاها ثلاثين أو أربعين أو إحدى عشر أو ثلاثة عشر أو حتى أكثر من ذلك، مع العلم أن أهل العلم شرطه عدم قلتها عن ثماني ركعات فإذا قلت عن ذلك لا تعتبر صلاة تراويح، أما بخصوص المساجد؛ فإذا وجدت الإمام يصلي بعدد مختلف عن صلاتك فأكمل معه ولا تقطعها فعدم إكمالك معه لا يضرك بل العكس يعطيك حسنات فأحب الأعمال إلى الله هى الصلاة.

 

تعرف أيضا علي…أفضل الأدعية ومواقيت الإجابة فى شهر رمضان المبارك

– فوائد صلاة التراويح

مع كثرة الأسرار حول هذه الصلاة سواء من ناحية وقتها أو عدد ركعاتها أو كيفية أداءها؛ فما الإستفادة الراجعة منها.
هى كالصيام تمامًا فوائدها بالتصرف على جانب واحد لذلك حثنا رسول الله عليها وذلك لمعرفته بفائدتها، قال رسول الله “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” تأكيدًا على أهميتها وتشجيعا للإلتزام بها.
فمع مجيء الشهر المبارك يتبعه صلاة التى تكمل عمله فى التأثير علينا للأفضل، المتمثلة كالآتي:

1- صحيًا:
تعتبر الصلاة عمومًا شكل من أشكال الرياضة خاصة التراويح وهذا ما أثبتته الأبحاث العلمية؛ إذ أنها تعادل المشي لخمس كيلومتر لكل ساعة فتأثيرها الفسيولوجي مشابه للمشي، أبسط أنواع الرياضة وأفيدها فى رمضان، وما أثبت فائدتها ليس الدراسات فقط بل وجد أيضًا مثال حي يثبت ذلك فكبار السن الذين يواظبون على على الصلاة عموما والتراويح خاصة يتمتعون بصحة جيدة مقارنة بغيرهم.

– تحسين عضلات الجسم:
تساعد التراويح على انقباض العضلات بشكل متوازن كما لو كانت ميزان أحد كفيه لا يغلب الآخر، مقللًا بذلك التعب الذى يصيب العضلات بمرور الوقت فيساعد على التحمل وتقليل خطر الضمور.

– خفض ضغط الدم:
يرتفع ضغط الدم الإنقباضي مع ثبات الإنبساطي ومع الإنتهاء من الصلاة ينخفض الدم وصولًا لمستواه الطبيعي لذلك تعد الصلاة إشارة إيجابية على صحة المسلم.

– تحسين كفاءة الجهاز التنفسي:
إذ إنها تساعد على تدفق وتنشيط الدورة الدموية فى جميع أنحاء الجسم فتحسن جميع أجهزة الجسم وليس التنفسي فقط فهي تعزز عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وعملية التنفس العميق.

– زيادة النشاط واليقظة:
تساعد على البقاء نشيطًا ويقيظًا خاصة عند كبار السن وتقدمهم فى العمر.

– حماية المفاصل والعظام:
تقوي العظام والمفاصل بالإضافة لإعطائها مرونة واستقرار أكثر للمفاصل فيؤدي لحماية الأوتار والأنسجة الضامة من أي إصابات.

– السيطرة على الوزن وإتباع نظام غذائي سليم:
فالحركة المستمرة حينها تساعد على حرق الدهون الزائدة دون زيادة الشهية بشرط أن يكون معها أيضًا تناول وجبة إفطار وسحور متوازنة.

*حماية القلب من الأمراض:
فالتمارين الرياضية تحمي القلب من الأمراض بإعتبار صلاة التراويح نوعًا من أنواع الرياضة المفضل أدائها خلال الشهر المبارك.

– التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري:
تساعد التراويح على التقليل من مستويات السكر فى الدم؛ مما يحد من خطر الإصابة بمرض السكري.

2- نفسيًا:
إن ممارسة الرياضة بإعتدال تساعد على خلق حالة نفسية من راحة البال من خلال تحسين المزاج والأفكار فيؤدي ذلك لرفع طاقة الإنسان والحد من الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية؛ مما يعكس كل ذلك على سلوكه ويزيد من ثقته بنفسه.

أكثر من يحتاج صلاة التراويح هم كبار السن فمع تقدمهم فى السن تضعف قواهم الجسدية فيكونون أكثر عرضة للإضطرابات المزاجية الحادة مع مواجهتهم لمشاكل عديدة كظهور التجاعيد وقلة كفاءة كلا من ألية تصليح الأضرار والجهاز المناعي؛ فيؤدي كل هذا لضغط نفسي ليساعد على ظهور وتفاقم الأمراض المزمنة.

لذلك الصلاة مهمة عامة والتراويح خاصة لهم فأثناء ادائها يُفرز الأدرينالين الذى يساعد على توسيع مسالك التنفس وتنشيط عمل القلب وعمليات الأيض فتهيء الجسم لأي أضرار محتملة فلا يتخلى عنها أحد سواء كانوا كبارا أو صغارا فالوقاية خير من العلاج.

3- دينيًا:
تتمحور أفضال قيام عامة وصلاة التراويح خاصة حول الآتي:

– من أعظم أسباب رفع الدرجات فى الجنة ودخولها.

– من يحافظون على قيام الليل يستحقون رحمة الله وليميزهم الله وصفهم الله بعباده الأبرار.

– شرف للمؤمن.

– قيام الليل من أفضل الصلوات بعد الفريضة.

– من أسباب غفر الذنوب وزيادة الحسنات ومفكر للسيئات ومنهي للأثام.

عناية رسول الله بقيام الليل لدرجة أن قدميه كانت تفطر فقد كان يجتهد فيها اجتهادًا عظيمًا، وهذا ما يثبت أهميتها لذلك يقال أن من صلاها فقد قام رمضان.

فضل صلاة التراويح لا يمكن إنكاره فهي نعمة منحها الله لنا؛ لمعرفته بنقصنا لذلك يجعل من هذه الأشياء كالتراويح سببًا لمغفرة الذنوب وفرصة مثالية للإعداد للأخرة وزيادة الحسنات، لذلك لا يجب أن نتصارع فى تحديد ما إذا كانت بدعة أم سنة أو عددها أو كيفيتها لا يهم كل هذا، أهم ما فى الأمر هو إتحاد الأمة الإسلامية على كلمة الإسلام والتنافس من أجل الحسنات بحدود وعقلانية؛ فالدين الإسلامي يدعو لليسر وليس العسر فلا ينبغي أن نكون حساسين بشأن الأمور الاجتهادية فالمجتهد ليس دائمًا على صواب فالله أعلم بما نمر به ومدى تحكم الظروف بنا لذلك لا يثقلنا بما لا يمكننا تحمله.
وفي النهاية إن صلاة التراويح هدفها الأول والأخير التقرب أكثر من الله وإتباع خطى الرسول فأهم شيء ترك كل ما يشتت الأذهان فأهم شيء فى ديننا الحنيف النية والعمل الصالح، وفي النهاية تذكر… أقم صلاتك تنعم حياتك.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock