مقالات

هل ستنتهي المعاناة بإنتهاء الحرب على غزة

هل ستنتهي المعاناة بإنتهاء الحرب على غزة

 

كتبت: أسماء اشرف

 

بعد تجاوز العدوان على غزة المائة وثلاثون يومًا.. هل ستنتهي الحرب بوقف إطلاق النار أم ستتواجد إمدادات أخرى لها؟

 

فى الواقع إن الحرب على غزة ليست مجرد حرب بين طرفان أحدهما غالبًا للآخر وبإنتهاء إطلاق النار ستتوقف، إنما هى حرب طويلة الأمد ممتدة آثارها لما بعد إخماد المدافع وعودة جنود الإحتلال لأوكارهم من جديد..

الحرب على غزة تتخذ طابعًا متسلسلًا، تُوصف بالعمق وطول الأمد؛ حيث إنه بإنتهاءها سيظهر الصراع الحقيقى، وهو صراع البقاء مرةً أخرى فى بلدة أصبحت منطمسة المعالم، وبيوت مُحيت آثارها وكأنها لم تتواجد يومًا.

وعلى غرار هذا يقول “صالح الجعفراوي” وهو ناشط صحفي فى قطاع غزة “أن الحرب هى ما بعد الحرب” أى أن الحرب الحقيقة ستبدأ حين تنتهي حرب الإبادة الحالية.

 

وعلى هذا..ما هى الصعوبات التى ستواجه أهل القطاع بعد وقف إطلاق النار؟

 

– إعادة الإعمار فى غزة

 

يأتي لفظ إعادة الإعمار بمعنى إعادة البناء والتشييد من جديد للبنى التحتية والخدمات والمرافق المختلفة، وذلك للمجتمعات المتضررة من الكوارث وغيرها من مسببات الدمار، ويهدف إعادة الإعمار إلى إعادة المجتمعات لآدميتها مرة أخرى وجعلها صالحة للعيش من جديد.

ومن هنا فإنه بعد إنتهاء الحرب على قطاع غزة لا بد من إعادة إعمار القطاع من جديد خاصةً المبانى التى مُحيت بأكملها وبيوت المدنيين التى تم قصفها.

 

تعرف أيضا علي…معاناة العيش فى غزة

 

– إحصائيات حول إعادة الإعمار فى غزة

 

ومن الجدير بالذكر أن قطاع غزة أصبح شبه مدمر جراء القصف المستمر على شتى المنشأت والمبانى المختلفة، وفى تقرير أورده البنك الدولى أن الحرب فى غزة عند الثانى عشر من ديسمبر لعام 2023، كانت قد دمرت 77% من المرافق الصحية،  76% من المواقع التجارية، 72% من الخدمات والمرافق العامة المتمثلة فى المحاكم والحدائق والمكتبات، 68% من البنية الإتصالية، بالإضافة لذلك تدمير شبه كامل للمنطقة الصناعية فى شمال القطاع، وبالطبع مازالت الأعداد فى تزايد مستمر، منحدرة بذلك من سيء إلى أسوأ.

 

وبالطبع فإن كل هذا يحتاج بعد إنتهاء الحرب لإعادة إعمار؛ لتعود الحياة من جديد ملائمة لبشر قد أنهكوا فى حرب غاشمة.

 

ولكن لكى يعود كل شيء لما كان عليه…فكم هى التقديرات المتوقعة لذلك؟

 

وفقًا للتقرير الصادر عن الأمم المتحدة فإن الأمر سوف يستغرق حتى عام 2092 حتى تستعيد غزة وضعها الاقتصادي التى كانت عليه فى عام 2022.

وطبقًا للدراسات فإن التكليف المبدأي لإعادة الإعمار فى غزة تتجاوز قيمته الخمسين مليار دولار أى ما يعادل 46.4 مليار يورو.

 

وبالطبع لا يخلو كل هذا من مساعدات دولية لإعادة القطاع لما كان عليه قبل العدوان.

 

 ولكن هل تستعد المنظمات المنوط بها المساهمة فى إعادة الإعمار لذلك؟

 

قد يكون الأمر ظاهريًا أن الدول التى من المفترض أنها متقدمة، والمنظمات التى يُزعم بأنها إنسانية، بأنهم مستعدون فعليًا للمساعدة، ولكن وبالنظر فى أحد المقالات بصحيفة “فايننشال تايمز” فسنجد أن الحقيقة هى على النقيض من ذلك تمامًا؛ إذ كتب الصحفي “جدعون راشمان” المعلق بقسم الشؤون الخارجية بالصحيفة “لقد سمعت كبار المسؤولين فى الإتحاد الأوروبي يقولون بشكل صريح أن أوروبا لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة -خاصة أن ما تحتاجه أوكرانيا من أموال يعد كبيرًا-”

وأضاف قائلًا “يبدو أن الكونغرس يعارض جميع أشكال المساعدات الخارجية”.

 

ومن هنا يتبين ما سيتكبده سكان القطاع من معاناة لأجل الرجوع لحياتهم ما قبل الحرب.

 

ويتمثل أيضًا ما سيواجه أهل القطاع من معاناة بعد إنتهاء الحرب، فى محاولة التأقلم والتعايش من جديد فى بيئة شهدت مجازر وإبادات جماعية، وكيفية العيش مرة أخرة على أرض رويت بدماء الأبرياء من أبناءها…

 

كل هذه صعوبات ستظل لتواجه من نجى من مجازر الإحتلال البشعة، ليستمر هنا التساؤل..

هل من نجى من الحصار، والقصف، والبرد والجوع، ستهزمه خيالات المجازر وبقايا البيوت المتهدمة؟!

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock