مقالات

هل العلاج بالموسيقى وهمًا؟

هل العلاج بالموسيقى وهمًا؟

كتب: هاني المقطرن

لكل شخص نوع من الموسيقى يهواها ويتفاعل معها بشكل يختلف عن الشخص الأخر… كما تختلف أيضًا الآثار التى تحدثها الموسيقى عند كل إنسان… فقد تشبع إحساس السعادة عند أحدهم… وقد تثير ذكريات قديمة عند آخرون.

والعلاج بالموسيقى ليس بالأمر الجديد… فقد استخدم واعترف به رسميًا منذ الحرب العالمية الثانية وخاصةً فى المشافي التى عالجت الجرحى من آثار الحرب.


وتم البحث فى استخدامات وفوائد العـلاج بالموسيقى لعقود طويلة… وقد أظهرت النتائج الرئيسية للدراسات السريرية أن العـلاج بالموسيقى قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم، أو حتى السرطان.

ولقدتم استخدام الموسيقى كأداة علاجية لعدة قرون… وقد ثبت أنها تؤثر على العديد من مناطق الدماغ… بما فى ذلك المناطق المسؤولة عن العاطفة والإدراك والإحساس والحركة… إلى جانب الطبيعة الجذابة للموسيقى وتنوع أشكال الموسيقى… حيث تشكل الموسيقى وسيلة فعالة وفريدة في علاج مجموعة واسعة من المشاكل الجسدية والعقلية… بما فى ذلك الاكتئاب والقلق وارتفاع ضغط الدم.

ما هو دور الموسيقى فى علاج الأمراض؟

وتتعدد الأدوار التى تلعبها الموسيقى فى علاج أنواع مختلفة من الأمراض البدنية والنفسية مثل الآلام المزمنة… والقلق والاكتئاب، من خلال تأثيراتها البيولوجية المباشرة على خفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم… وتعمل أيضًا على إعادة تأهيل الوظائف الجسدية والنفسية والمعرفية من خلال برامج إعادة التأهيل المختلفة.


كما تحسن الموسيقى التواصل الاجتماعي والدعم الذى يحسن الصحة العقلية بدوره، لذلك يبدو الاستماع اليومي إلى الموسيقى خيارًا مناسبًا للإنسان الذى يعاني من العزلة والشعور بالخوف.

تعرف أيضا علي…التكنولوجيا الجينومية و تعديل الجينات البشرية

كما لا يستطيع أى شخص أن يعالج بالموسيقى إلا إذ كان موسيقيًا خبيرًا يمتلك معرفة عميقة بجميع جوانب وأنواع الموسيقى، ودورها فى تلبية الاستجابات العاطفية المختلفة التى تحفز الناس وتساعدهم على الشفاء،
بحيث يكون المنهج العلاجي الموسيقي وفقًا لاحتياجات كل فرد بشكل يساعده على تحقيق أهدافه العلاجية، سواء عن طريق العزف أو الإستماع إلى الموسيقى أو حتى تأليفها.
ومن الجدير بالذكر إنه عند إدخال الموسيقى يعتمد المعالجون فى الغالب على اختياراتهم على مبدأ ينص على أن الموسيقى يكون لها تأثير أكبر إذا كانت مطابقة لحالة الفرد الحالية.

ما هى أساليب العلاج بالموسيقى؟

ويمكن تقسيم أساليب التدخل المستخدمة فى العلاج الموسيقي تقريبًا إلى تقنيات “تفاعلية” و”استقبالية”؛ فعندما يقوم شخص ما بصنع الموسيق، سواء عن طريق الغناء أو الهتاف أو العزف على الآلات الموسيقية أو التأليف، فإن هذا الشخص يستخدم تقنيات تفاعلية، من ناحية أخرى تتضمن التقنية الإستقبالية الإستماع إلى الموسيقى والإستجابة لها، مثل الرقص أو تحليل كلمات الأغاني، وغالبًا ما يتم الجمع بين التقنيات التفاعلية والإستقبالية أثناء العلاج، ويستخدم كلاهما كنقطة انطلاق لمناقشة المشاعر والقيم والأهداف.


كما لا تقتصر الآثار الإيجابية للعلاج بالموسيقى على أولئك الذين يواجهون مشاكل بدنية ونفسية شديدة أو طويلة الأمد؛ فقد يمكن لهذا العلاج أن يفيد الناس فى حالات متنوعة.

وفى الختام يجب القول إن العلاج بالموسيقى شأنه شأن سائر العلاجات الأخرى لا يحقق الفائدة المرجوة إلا إذا استخدم بحذر وبحرص شديد وتحت إشراف متخصصين لديهم معرفة كافية بهذه العلاج، وإلا تحولت المنافع لأضرار لا حصر لها.

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock