كتبت : هدى جبر
ذكرت صحيفة dailymirror البريطانية أن هجوم اليمنيين على حاملة الطائرات إيزنهاور غير مجرى تاريخ الحروب البحرية
الحوثيون لا يملكون قوة بحرية، وكل هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر تنطلق من قواعد برية، لكن الهجوم الصاروخي الحوثي على حاملة الطائرات البحرية الأمريكية دوايت دي أيزنهاور يشكل حدثاً تاريخياً غير مجرى التاريخ في الحروب البحرية .
لأنه حدث غير قواعد اللعبة في تاريخ الحرب البحرية، فأر يهاجم فيلًا ويجبره على التراجع.
أقرت البحرية الأمريكية بالهجوم ورفضت مزاعم الحوثيين اليمنيين بتضرر حاملة الطائرات ومدمرة الصواريخ المرافقة لها في هجوم الطائرات بدون طيار.
لكن الحقيقة تظل أن حاملة الطائرات لجأت إلى ميناء جدة السعودي بعد الهجوم. وهو الميناء الصديق الوحيد في المنطقة حيث يمكن لسفينة حربية أمريكية أن ترسو في حالة الطوارئ. ويبقى السؤال – هل كان ذلك رسوًا مقررًا مسبقًا، أم أن قائد حاملة الطائرات، الذي شعر بالصدمة من هجوم الحوثيين، قرر البحث عن ملجأ؟
المنافذ المحايدة:
وعلى نطاق أصغر كثيرا، فإن هذا يذكرنا بأسطول البلطيق الروسي، أو ما تبقى منه، الذي لجأ إلى موانئ محايدة بعد معركة كارثية مع البحرية اليابانية في مضيق تسوشيما في عام 1905. وكانت الخسائر كبيرة لدرجة أن روسيا لم تبدأ في إعادة بناء البحرية البحرية حتى سبعينيات القرن العشرين.
والحوثيون ليس لديهم بحرية وكل هجماتهم تنطلق من قواعد برية. لكن المحللين المحايدين يعترفون بأن تقنياتهم وقدرتهم على تعطيل أحد أكثر طرق الشحن حيوية في العالم باستخدام تكنولوجيا غير مكلفة للغاية ولكنها متطورة غير مسبوقة وثورية، منذ أن بدأوا هجماتهم على في البحر الأحمر في 19 أكتوبر 2023.
تعرف أيضاً علي – شيخ الأزهر أحمد الطيب يتسلم الدكتوراة الفخرية بحضور رئيس الوزراء الماليزي
يسيطر الحوثيين اليمنيين على مناطق ساحلية كبيرة مطلة على البحر الأحمر. وقالوا إن الهجمات على الشحن في البحر الأحمر كانت ردًا على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، والدعم الغربي المرتبط بذلك لإسرائيل. وبصرف النظر عن إطلاق الصواريخ والهجمات بالطائرات بدون طيار على أهداف إسرائيلية.
هاجم الحوثيون بانتظام السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إتلاف ما لا يقل عن 25 سفينة حتى الآن. كما استولوا على العديد منها.
الأهداف العسكرية ل هجوم اليمنيين
ضد الأهداف العسكرية تمكنت الهجمات من إلحاق الضرر بزورق إنزال بريطاني، وتخوض عشر دول الآن هذه المعركة، والبحرية الأمريكية، التي تم تجهيزها منذ الحرب الباردة لمحاربة القوى العظمى، تخوض الآن معركة خاسرة على ما يبدو حرب عصابات برية ليس لها بحرية.
وقد اضطرت إلى إرسال حاملة الطائرات أيزنهاور التي تعمل بالطاقة النووية، ثالث أكبر حاملة طائرات في العالم والتي تضم 90 طائرة، إلى المنطقة.
وقد دمرت طائراتها من طراز إف/إيه 18 هورنت والصواريخ من السفن الأمريكية الأخرى العديد من الطائرات بدون طيار الحوثية وصواريخ كروز المضادة للسفن، لكن الهجمات مستمرة.
ولكن إذا كانت حاملة الطائرات أيزنهاور قد رست في جدة خشية المزيد من الهجمات، فإن ذلك من شأنه أن يشكل فصلا جديدا في تاريخ الحروب، حيث تتمكن مجموعات مسلحة صغيرة نسبيا (وليس حتى دول) من تهديد قوات أكبر بكثير وأفضل تجهيزا بكثير وإجبارها على اتخاذ إجراءات دفاعية.
الأسلحة في الحقبة السوفييتية:
أفادت وسائل الإعلام الروسية الرسمية أن الحوثيين يمتلكون الآن صاروخًا فرط صوتيًا، وإذا كان هذا صحيحًا، فإن هذا من شأنه أن يرفع الرهانات كثيرًا. على عكس صاروخ كروز الذي يطير في مسار منتظم ويمكن اعتراضه بواسطة صاروخ باتريوت الأمريكي على سبيل المثال، يمكن للصاروخ فرط الصوتي تغيير مساره وبالتالي يصعب اعتراضه.
كانت حاملة الطائرات رمزًا لقوة البحرية منذ الحرب العالمية الثانية. خسرت اليابان الحرب عندما خسرت أسطولها الرئيسي من حاملات الطائرات في معركة ميدواي. ومنذ ذلك الحين، قادت الولايات المتحدة العالم في قوة حاملات الطائرات.
ولديها حاملات طائرات أكثر من بريطانيا وفرنسا وروسيا والهند مجتمعة. والصين جديدة في هذه اللعبة لكنها تلحق بالركب بسرعة، حيث قامت ببناء خمس حاملات طائرات جديدة. لكن الدرس حول مدى ضعف حاملة الطائرات تم عرضه بوضوح من قبل مجموعة في اليمن.