نقوش بالكرنك تكشف تسجيل إرتفاعات منسوب مياه النيل بعصور ١٧ ملكاً مصرياً
كتبت:- رحمة محمود
كان المصريون القدماء دائما حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم، والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب، وحتي الآن، لاتزال نجاحات وإنجازات ملوك الأسر المصرية القديمة تُكتشف وتظهر لنا، ولم تفشل أبدا في ابهارنا..
في هذا السياق، ومع تزامن هذه الأيام مع ذكرى فيضان النيل في مصر القديمة، الذي بدأ منتصف شهر أغسطس ، ومستمر حتى أواخر شهر سبتمبر الحالي، وحيث برع المصريون القدماء في شتى أنواع الفنون والعلوم، وسجل معبد الكرنك بالأقصر، العديد من النقوش التي تضم علومًا فلكية وهندسية، ومنها مقياس النيل، الذي كان يستخدم قديمًا في قياس فيضان النيل ونسب إرتفاع المياه في النهر.
تعرف أيضاً علي – بأكثر من 650 سائحا – 27 رحلة بالون طائر في سماء الأقصر
من هنا، أوضح الطيب غريب، مدير معابد الكرنك، أن في الواجهة الغربية لمرسى مجموعة معابد الكرنك وأسفل الكوبري الخشبي المؤدي إلى داخل المعبد، توجد مجموعة من النقوش المهمة التي سجلت ارتفاعات منسوب مياه نهر النيل خلال أسرات متعددة، تبدأ من عصر الأسرة الثانية والعشرين وحتى عصر الأسرة السادسة والعشرين.تعر
وأضاف غريب في حديثه، أن مجموعة من الملوك سجلوا أسماءهم ومستوى إرتفاع مياه نهر النيل خلال عهودهم، وكان هذا الأمر مهم جدًا في عصر مصر القديمه، حيث كان ذلك يساعدهم في تحديد قيمة الضرائب والرسوم المفروضة على الفلاحين، بسبب استخدام المياه للزراعة.
والجدير بالذكر ايضا، أنه بين عامي 2003 و2010، كشفت البعثة المصرية عن أضخم مصد ورصيف حجري في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وكان ذلك أمام مجموعة معابد الكونك، بطول تجاوز 360 مترًا وعرض حوالي مترين وعمق 6 أمتار لصد المياه، حيث يتم التنبأ بمستوى الفيضان كل عام، حتى يجري اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهته؛ وذلك عن طريق تعلية السدود والمصدات المائية التي كانت تشيد من الحجر، لكسر حدة دخول المياه إلى المعابد.