متلازمة جينوفيز..المتلازمة التى أصابت العالم أجمع
كتبت:- أسماء أشرف
هل تسأل أحدكم يوماً أن من يقف ليشاهد حادثة ما ويصورها.. كان بإمكانه -بدلاً من ذلك- أن يتقدم للمساعدة بشكلٍ فعلى.. وأن مساعدته هذه ستحدث فارقاً إيجابياً بالتأكيد.. بل وقد تساهم فى إنقاذ حياة شخصٍ ما..
هل رأى أحدكم من قبل حادثة ما وتقدم بإتخاذ خطوات فعالة للإنقاذ؟
أعتقد أن الجواب على الأرجح سيكون لا.. ومن هنا سنتحدث عن متلازمة جينوفيز أو سلبية المارة كما تسمى.
ما هى متلازمة جينوفيز؟
فى إحدى ليالى عام 1964 فى نيويورك حدثت جريمة قتل لفتاة تدعى “كيتى جينوفيز”.. ومن المثير للدهشة أن هذه الجريمة تمت أمام 37 شخص وقفوا للمشاهدة فقط .. دون أن يتدخل أحدهم للإنقاذ بشكل فعلى.. ومن هنا يأتى مسمى “متلازمة جينوفيز” الذى يطلق على.. ردود الأفعال السلبية حيال المواقف المتعددة والجرائم المختلفة التى يقف حيالها المعظم متفرجاً فقط.. لا يحرك ساكناً أو يبادر بإتخاذ خطوات فعلية للإنقاذ والمساعدة.
تعرف أيضا على…أضطراب الشخصية الحدية
ما السبب وراء ردود الأفعال السلبية تلك؟
وهذا ما أثار دهشة الكثير من العلماء.. مما دفعهم للبحث وإجراء التجارب على العديد من الأشخاص المختلفين حيال إتخاذهم ردود فعل سلبية تجاه المواقف التى تستدعي التدخل والمساعدة.. وجاءت الأسباب لعدم التدخل والمساعدة، والوقوف للمشاهدة فقط ..فى أغلب الأحيان.. كالتالى: –
– انتظار أن يبادر الأخرين بالتدخل..حيث يقف كل شخص ينتظر من غيره أن يتدخل للإنقاذ والمساعدة.. وهكذا بالنسبة للمعظم.. مما يؤدى لعدم التدخل نهائياً.
–عدم الشعور بالمسؤولية تجاه الضحية.. حيث يرجيء كل شخص المسؤولة لغيره إن كان المجتمعين كُثر.. وبقلة الأشخاص المجتمعين تزداد المسؤولة على كل المتواجدين.
-عدم وضوح ملابسات وقوع الجريمة أو الحادثة المتطلبة للمساعدة.
– الخوف من تعريض أنفسهم ومصالحهم للخطر عند التدخل.
– المظهر الاجتماعى للشخص الذى يطلب المساعدة .. حيث فى دراسة أجراها الدكتور “كينيث كلارك” أوضح أن المظاهر الاجتماعية والتمددات العرقية يشكلان عوامل فارقة فى إصدار الأحكام على الأخرين.. وإبداء التعاطف معهم.
ومن هنا يأتى التساؤل.. أكل هذا يستحق أن نرى دماءً تراق، وأطفالاً يُقتلون.. ونساءً تنتهك حُرماتهن.. ولا نحرك ساكناً أو ننتفض لنصرتهم..! من المؤسف أن نرى وندرك أن العالم البشرى الذى من المفترض أن يكون أكثر آدمية ورحمة.. أصيب بمتلازمة جينوفيز.. وأضحى لا يحرك ساكناً تجاه العنف والقتل للمستضعفين العُزل.. من المؤسف أن يصاب العالم أجمع بتبلد فى المشاعر الإنسانية ويعتاد على مشاهد القتل ومظاهر الخراب.