كتبت:- بومهدي نجاة
الاضطرابات العقلية هى مجموعة من الاضطرابات التى تؤثر على العقل والسلوك، وتتضمن مجموعة متنوعة من الحالات التى تؤثر على الحالة العقلية للفرد وتؤثر على طريقة تفكيره وشعوره وسلوكه، ومن بين الاضطرابات العقلية، الذهان الذى يعد واحدًا من أكثر الحالات شيوعًا وخطورة.
فى هذا المقال سنعرف ما هو مرض الذهان؟
وما هى أعراضه؟
وكيف يتم تشخيصه؟
ما هو مرض الذهان؟
مرض الذهان هو اضطراب فى الفكر يتميز بفقدان الاتصال بالواقع؛ مما يؤدي إلى اعتقادات غير صحيحة أو خرافية تتعارض مع الواقع المحيط، ويمكن أن تظهر أعراض الذهان بأشكال مختلفة، مثل الاعتقادات الوهمية، والهلوسات، والتفكير غير المنطقي، وانفصام الشخصية.
ويعتبر الذهان عادةً عرضًا لاضطراب فى العمليات العقلية والعاطفية والسلوكية.
ما هى أعراض مرض الذهان؟
أعراض الذهان تشمل عدة مظاهر تتعلق بفقدان الاتصال بالواقع والتصورات غير الصحيحة، ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع:
– الإعتقادات الوهمية:
يعتقد الشخص بثبات فى شيء غير صحيح، مثل الإعتقاد بأنه مطارد من قبل جهات خارقة أو بأنه ذو قدرات خارقة.
– الهلوسات:
حالة يتصور فيها الشخص شيئًا غير موجود فى الواقع، مثل رؤية أو سماع أشخاص أو أصوات غير موجودة.
– التفكير غير المنطقي:
صعوبة الشخص فى فهم الموقف بشكل صحيح أو تجنبه للاستنتاجات المنطقية.
– انفصام الشخصية:
يعتقد الشخص بأنه شخصية مختلفة أو يفقد الشعور بالهوية الحقيقية.
– التفكير الضعيف أو البطيء:
صعوبة فى التركيز أو التفكير بشكل واضح ومنطقي.
– إنخفاض مستوى الإهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي:
ويكون هذا نتيجة لإنشغال الشخص بأفكاره الوهمية.
كيف يتم تشخيص مرض الذهان؟
تشخيص مرض الذهان يتطلب تقييمًا شاملًا من قبل أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، وتشمل العملية عدة خطوات، منها:
– التاريخ الطبي والمقابلة الشخصية:
يتحدث الطبيب مع المريض لفهم تاريخه الصحي والنفسي، ويستفسر عن الأعراض التى يعاني منها ومدى تأثيرها على حياته اليومية.
– التقييم العقلي:
يتم تقييم الحالة العقلية للشخص من خلال اختبارات تقييم الذهان التى تساعد فى تحديد وجود الأعراض ونوعها.
– استبعاد الأسباب الطبية الأخرى:
يتم استبعاد الأسباب الطبية الأخرى التى قد تكون سببًا فى الأعراض المشابهة لمرض الذهان، مثل اضطرابات التوازن الكيميائي فى الجسم أو تأثيرات الأدوية.
– التقييم الشامل:
يتم تقييم الأعراض والتصرفات لتحديد ما إذا كانت تتناسب مع تشخيص مرض الذهان أو مع حالات أخرى مثل الاكتئاب الشديد أو اضطراب الشخصية.
– التشاور مع أخصائيين آخرين:
قد يقوم الطبيب بالتشاور مع أخصائيين نفسيين آخرين أو باستخدام أدوات تقييم إضافية للتأكد من التشخيص الصحيح.
تعرف أيضًا على – ما هو الاضطراب النفسي؟
كيف يتم علاج مرض الذهان؟
علاج مرض الذهان يشمل عدة نهج متكاملة من العلاج النفسي والدوائي، وقد يتضمن الدعم الاجتماعي والتوجيه السلوكي، ويختلف العلاج بحيث يعتمد على نوع وشدة الأعراض ويمكن تخصيصه لكل حالة بشكل فردي، ومن العلاجات الشائعة:
– العلاج الدوائي:
تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب، مثبطات الذهان، ومثبطات ذاتية الإنتقائية لعلاج الأعراض النفسية المصاحبة للذهان، وتستخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبيب متخصص.
– العلاج النفسي:
يتضمن علاج الحديث الذى يساعد المريض على التعرف وفهم الأفكار والمشاعر التى تسبب له الصعوبات، وكذلك تطوير استراتيجيات للتعامل معها بشكل أفضل.
– الدعم الاجتماعي:
يمكن أن يكون الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والمجتمع مهمًا فى تحسين جودة حياة المريض ودعمه فى عملية التعافي.
-العلاج السلوكي:
يركز على تغيير السلوكيات السلبية أو غير المناسبة التى قد تكون نتيجة للذهان، وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
– التوجيه الحركي:
يستخدم لتحفيز المشاركة فى الأنشطة والنشاطات التى تعزز الحالة العقلية والبدنية.
ختامًا، تُعد الاضطرابات العقلية عامة والذهان خاصة، مسألة صحية عامة هامة؛ حيث تؤثر على جودة الحياة للأفراد المصابين وتسبب عبئًا كبيرًا على الأفراد والمجتمعات، ومن المهم التوعية بالاضطرابات العقلية، وتوفير الدعم والمساعدة للأفراد المتأثرين، بالإضافة إلى تقديم العلاج اللازم للمساعدة فى إدارة الحالة النفسية وتحسين الحياة اليومية.