لازلو بولغار ونظرية العبقرية المكتسبة
كتبت:- بومهدي نجاة
كان عالم النفس التربوي “لازلو بولغار” مولعًا بفهم العباقرة ودراستهم .. و تحليل أنماطهم وطريقة حياتهم، وقد درس أكثر من 400 شخصية معروفة عبر التاريخ بتمتعهم بمستوى ذكاء عالى.
ما هى نظرية الذكاء المكتسب لـ” لازلو بولغار”؟
مفاد هذه النظرية “أن العلماء و العباقرة والفنانين يُصنعون ولا يولدون” وأن أى طفل يملك القدرة الفطرية ليصبح عبقرياً فى أى مجال يتم اختياره .. ولكن نظام المدارس العامة صُمم لإنتاج عقول متواضعة.
كيف أثبت “لازلو بولغار” نظريته؟
لم تحظى نظرية العالِم “بولغار” بالدعم، ولم يوافقه أحد الرأى؛ لعدم وجود دليل علمى يثبت صحة نظريته، ولم يرغب أحد بجعل طفله مَوضِع تجارب.
فما كان على “بولغار” إلا أن يتزوج من إمرأة توافق فكرته، وكانت هذه السيدة هى “كلارا” مُدرسة اللغة الأوكرانية، و قاموا بإعداد خطة مفصلة للتجربة التى سيتم تنفيذها على نسلهم المستقبلي.
بدأ العالِم “بولغار” بتطبيق نظريته على طفلته الأولى “سوزان” عندما بلغت الرابعة من عمرها، وقرر حينها أن يكون تعليمها بالمنزل، وكان برنامجها مقسماً إلى اللغة الألمانية، الروسية، الإنجليزية والرياضيات عالية المستوى والشطرنج.
بدأ العالِم “بولغار” بتطبيق نظريته على طفلته الأولى “سوزان” عندما بلغت الرابعة من عمرها، وقرر حينها أن يكون تعليمها بالمنزل، وكان برنامجها مقسماً إلى اللغة الألمانية، الروسية، الإنجليزية والرياضيات عالية المستوى والشطرنج.
فى سن الخامسة تغلبت “سوزان” على جميع خصومها فى مسابقة محلية للشطرنج، حيث كان مُعظم المشاركين أكثر من ضعف عمرها.
بعد “سوزان” أنجبت “كلارا” و “بولغار ” بنتين هما “صوفيا” و “جوديت” و لم تختلف حياتهما عن شقيقتهما الكبرى.
تعرف ايضا علي -كرة القدم..تعرف على اللعبة الأشهر فى التاريخ
ما هى نتيجة تجربة “لازلو بولغار”؟
أصبحت “سوزان” لاعبة الشطرنج الأعلى تصنيفاً بالعالم وهى بعمر الخامسة عشر فقط، وتحدثت سبع لغات، أما فى 23 عاماً فقد حصلت على لقب “الأستاذ الكبير” “Grandmaster” و هو لقب يقدمه الإتحاد الدولى للشطرنج للاعبين المميزين.
و لم تختلف الأخت الوسطى “صوفيا ” عن شقيقتها كثيراً؛ فتحدثت أربع لغات وفازت بالعديد من البطولات الدولية.
أما عن “جوديت” الابنة الصغرى .. فإن إنجازاتها أكثر من أن تُسرد فى مقال واحد؛ فهى الأولى تصنيفاً بالعالم، وكانت تخوض مبارياتها أحياناً وهى مُغمضة العينين .. أو تنافس عدة خصوم فى وقت واحد.
بعد كل هذه السنوات والعمل تَوصل “بولغار” إلى أن “المفتاح لتحقيق النجاح هو العمل الشاق والعمل الشاق يخلق الحظ، و العمل زائد الحظ يساوى العبقرية” …. فهل توافقه الرأى؟.