كيف يعيش رواد الفضاء بعيدًا عن الأرض..إليك التفاصيل

كتبت: مرفت مصطفى
يعيش رواد الفضاء في بيئة تختلف تمامًا عن الحياة على الأرض، حيث يواجهون انعدام الجاذبية ومساحات محدودة وتحديات صحية ونفسية.
فكيف يقضون حياتهم اليومية في الفضاء؟
1. السكن…الحياة داخل المحطة الفضائية
تعتمد المحطات الفضائية مثل محطة الفضاء الدولية (ISS) على تصميم متطور يوفر مساحة معيشة آمنة، رغم ضيقها مقارنةً بالمنازل الأرضية.
أقسام المحطة الفضائية:
وتقسم المحطة الفضائية إلى أقسام وأجزاء مختلفة، كالتالي:
– مناطق النوم:
لكل رائد فضاء كبسولة نوم صغيرة مزودة بحزام يثبته أثناء النوم؛ لعدم الطفو في الجو.
– المطبخ:
يحتوي على أطعمة مجففة أو معبأة، ويُسخن بواسطة أفران خاصة.
– الحمام:
يستخدمون شفاطات هواء بدلًا من الماء، وتُجمع الفضلات في حاويات مُحكمة.
– منطقة العمل:
مليئة بأجهزة الكمبيوتر ومعدات البحث العلمي.
2. الطعام…نظام غذائي خاص
لا يوجد ثلاجة في الفضاء، لذا يكون الطعام:
– مجففًا أو معلبًا -يُضاف إليه الماء الساخن قبل الأكل-.
– مثبتًا بأشرطة لعدم طفو الأطباق في الهواء.
– بعض الأطعمة الطازجة -مثل الفواكه- تُرسل مع البعثات التموينية، لكنها سريعة التلف.
ومن أشهر أطعمة رواد الفضاء:
– البيض المسلوق المهروس(يؤكل بأنبوب).
– اللحوم المجففة.
– المشروبات المجففة (مثل القهوة والعصائر البودرة).
تعرف أيضا علي…الفضاء مصدر جديد للحصول على المعادن
3. النظافة الشخصية…تحدي في انعدام الجاذبية
– الاستحمام:
يستخدمون مناشف مبللة وصابون لا يحتاج شطفًا.
– تنظيف الأسنان:
يبللون الفرشاة ثم يبتلعون المعجون أو يبصقونه في منشفة.
– الحلاقة:
يجب التقاط الشعر المتطاير بمكنسة هواء صغيرة.
4. النوم…معلقين في الهواء!
– ينام رواد الفضاء في أكياس نوم مُثبتة على الحائط، ويضعون أذرعهم داخل الأشرطة لئلا تطفو أثناء النوم!
– يعاني بعضهم من الأرق بسبب عدم وجود “ليل أو نهار” واضح (تشرق الشمس 16 مرة يوميًا في المحطة!).
5. الرياضة…حيوية للبقاء بصحة جيدة
في الجاذبية الصغرى، تفقد العضلات والعظام كثافتها، لذا يمارس الرواد الرياضة ساعتين يوميًا باستخدام:
– جهاز الجري، ويكون مثبت بأحزمة لمنع الطفو.
– دراجة ثابتة (بدون مقعد!).
– أجهزة رفع الأثقال، والتي تعمل بنظام الفرامل الهوائية.
6. العمل…أبحاث علمية وتجارب يومية
يقضي رواد الفضاء معظم وقتهم في:
– إجراء تجارب في الفيزياء، الأحياء، وعلوم المواد.
– صيانة المحطة وإصلاح الأعطال التقنية.
– التواصل مع الأرض عبر اتصال فيديو مع وكالات الفضاء.
7. الترفيه…كيف يقضون وقت الفراغ؟
– التصوير:
يُحب رواد الفضاء تصوير الأرض من الفضاء، ومشاركة الصور على وسائل التواصل.
– القراءة أو الأفلام:
يحملون كتبًا الكترونية ويشاهدون الأفلام في أوقات الراحة.
– الاتصال بالأهل:
عبر مكالمات فيديو خاصة.
8. التواصل مع الأرض
يستخدم الرواد الانترنت، الفيديو، والاتصالات اللاسلكية للتواصل مع العلماء في الأرض ومع عائلاتهم، يمكنهم إرسال الإيميلات وإجراء مكالمات فيديو أحيانًا مما يساعدهم على مقاومة الشعور بالوحدة.
9. التحديات الصحية والنفسية
أ. المشاكل الجسدية:
– ضعف العضلات والعظام بسبب انعدام الجاذبية.
– انتفاخ الوجه (يتجمع السائل في الجزء العلوي من الجسم).
– اضطرابات النوم بسبب اختلاف التوقيت وضوء الشمس الدائم.
ب. التحديات النفسية:
– الوحدة والضغط العصبي بسبب العيش في مكان مغلق لشهور.
– الحنين إلى الأرض (يُسمى ب”ظاهرة التأثير الكلي”).
10. العودة إلى الأرض…صعوبة التكيف من جديد!
بعد أشهر في الفضاء، يواجه الرواد صعوبات مثل:
– الدوخة بسبب عودة الجاذبية.
– آلام العضلات حتى يعتادوا المشي من جديد.
– التأقلم النفسي مع الحياة الطبيعية.
الحياة في الفضاء مغامرة عظيمة لكنها مليئة بالتحديات. ورغم البُعد عن الأرض، إلا أن إرادة الإنسان، وتقدّم التكنولوجيا، مكّنا رواد الفضاء من التكيّف والعيش والعمل خارج كوكبنا، فبينما ننظر نحن إلى السماء، هناك من يعيش فيها بالفعل، ويُمهد الطريق لمستقبل قد يشهد استيطان الإنسان للكواكب الأخرى.