كتب: محمد نجيب
تُعتبر الانتخابات فى الولايات المتحدة واحدة من أهم العمليات الديمقراطية التى تُمارَس فى العالم.
تضمن القوانين الانتخابية فى الولايات المتحدة نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها، وتتيح للمواطنين المشاركة فى اختيار قادتهم وممثليهم.
تُنظم هذه القوانين على مستويين رئيسيين: الفيدرالي والولائي، وتختلف بعض التفاصيل من ولاية إلى أخرى.
1- المستوى الفيدرالي:
يُحدد الدستور الأمريكي والقوانين الفيدرالية الإطار العام للانتخابات، من أبرز القوانين الفيدرالية التى تحكم الانتخابات:
– قانون حقوق التصويت لعام 1965:
يهدف إلى القضاء على التمييز العنصري فى عملية التصويت، وذلك من خلال حظر الممارسات التى كانت تمنع الأمريكيين من أصل أفريقي من التصويت.
– قانون التسجيل الوطني للناخبين لعام 1993:
يُعرف أيضاً بقانون “الموتور فوتر”، ويهدف إلى تسهيل عملية تسجيل الناخبين من خلال السماح للمواطنين بالتسجيل أثناء تجديد رخص القيادة أو من خلال البريد.
– قانون مساعدة أمريكا على التصويت لعام 2002:
وُضع لتحسين النظام الانتخابي بعد انتخابات 2000 المتنازع عليها، ويشمل توفير الأموال لتحسين الآليات الانتخابية وضمان توفير إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة.
2- المستوى الولائي:
تُعد الولايات مسؤولة عن تنظيم وإدارة الانتخابات المحلية والفيدرالية داخل حدودها.
تختلف القوانين واللوائح من ولاية إلى أخرى، لكن هناك بعض القواسم المشتركة بينها:
– تسجيل الناخبين:
تختلف متطلبات التسجيل من ولاية لأخرى، بعض الولايات تسمح بالتسجيل فى يوم الانتخابات، بينما تُلزِم ولايات أخرى بالتسجيل قبل فترة زمنية محددة من موعد الانتخابات.
– التصويت المبكر والتصويت الغيابي:
تُتيح العديد من الولايات للناخبين التصويت قبل يوم الانتخابات من خلال التصويت المبكر أو التصويت الغيابي. تختلف اللوائح الخاصة بهذه الأنواع من التصويت من ولاية لأخرى؛ حيث تسمح بعضها بالتصويت لأي سبب كان، بينما تتطلب أخرى أسبابًا محددة للتصويت الغيابي.
– بطاقات الهوية:
تختلف قوانين الهوية اللازمة للتصويت بشكل كبير بين الولايات، بعض الولايات تتطلب هوية تحمل صورة، بينما تكتفي أخرى ببطاقات تعريفية أقل صرامة، وهناك ولايات لا تتطلب أي هوية على الإطلاق.
– إجراءات التصويت:
تشمل كيفية إعداد مراكز الاقتراع، ساعات العمل، وتدريب العاملين فى الانتخابات.
تُولي بعض الولايات اهتمامًا كبيرًا بتحديث أنظمة التصويت الالكترونية لضمان الأمن الالكتروني ومنع التلاعب.
التحديات والإصلاحات
التى تواجه قوانين الانتخاب فى الولايات المتحدة
يوجد العديد من التحديات التى تستدعي الإصلاح، من أبرز هذه التحديات:
– قمع الناخبين:
هناك جدل حول بعض القوانين التى يُعتقد أنها تهدف إلى تقليل مشاركة بعض الفئات من الناخبين، مثل الأقليات والشباب.
– أمن الانتخابات:
مع تزايد التهديدات السيبرانية، أصبحت حماية الأنظمة الانتخابية من الاختراقات أولوية قصوى. تُبذل جهود كبيرة لتعزيز الأمان الالكتروني وتدريب العاملين فى الانتخابات.
– التمويل الانتخابي:
قضية تمويل الحملات الانتخابية تُعد من القضايا المثيرة للجدل. تتفاوت القوانين الولائية بشأن حدود التمويل والشفافية، وتستمر المناقشات حول كيفية تقليل تأثير المال فى السياسة.
وفى النهاية يجب علينا معرفة أن قوانين الانتخابات فى الولايات المتحدة تُشكل العمود الفقري للديمقراطية الأمريكية، ورغم التحديات المستمرة، تظل هذه القوانين محورية لضمان انتخابات نزيهة وحرة.
تتطور القوانين واللوائح باستمرار لمواكبة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية؛ مما يعكس إلتزام الأمة بتحقيق العدالة الانتخابية وضمان تمثيل صوت كل مواطن.