مقالات

عيد الفطر بين الماضي والحاضر…كيف غيرت التكنولوجيا مظاهر الاحتفال

كتبت: مرفت مصطفى

يُعد عيد الفطر مناسبةً دينية واجتماعية محببة للمسلمين حول العالم، لكن مظاهر الاحتفال به شهدت تحولات كبيرة مع التطور التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية.

فلنقارن بين الماضي والحاضر، ونستكشف تأثير التكنولوجيا على هذه المناسبة:  

 

1- التواصل والتهاني:

– الماضي:

كانت التهاني تُنقل شفهيًا أثناء الزيارات العائلية، أو عبر البطاقات الورقية والرسائل المكتوبة بخط اليد.

– الحاضر:

أصبحت الرسائل النصية والوسائط المتعددة (مثل “ستيكرز” الواتساب وبطاقات الفيديو) وسائل سريعة لإرسال التهاني، حتى أن البعض يُنشئ “منشورات” احتفالية على فيسبوك وانستغرام.

2- التحضير للعيد: 

– الماضي:

كانت العائلات تُعد الحلويات التقليدية -كالكعك والمعمول- يدويًا في المنزل، وتُشارك الجيران والأقارب في تحضيرها.

– الحاضر:

انتشرت خدمات التوصيل عبر التطبيقات لشراء حلويات العيد جاهزة، كما ظهرت وصفات الكترونية عبر يوتيوب لتحضيرها بطريقة عصرية.

3- العيدية والهدايا:

– الماضي:

كانت “العيدية” تُقدّم نقدًا أو هدايا ملموسة، مثل الملابس الجديدة، وكان تبادلها يتم وجهًا لوجه.

– الحاضر:

ظهرت “العيدية الرقمية” عبر تحويل الأموال الكترونيًا، مثل الحوالة البنكية أو عبر “بي بال”، كما انتشرت هدايا التوصيل الالكتروني من المتاجر عبر الانترنت.

4- الزيارات والاجتماعات:

– الماضي:

كان العيد يعتمد على الزيارات المنزلية المباشرة واجتماع العائلة الممتدة حول مائدة واحدة.

– الحاضر:

مع انشغال البعض أو تباعد المسافات، أصبحت “الزيارات الافتراضية” عبر زووم أو مكالمات الفيديو بديلًا، خاصةً للمقيمين في الخارج.

5- الترفيه والتسوق:

– الماضي:

اقتصر الترفيه على الألعاب الشعبية في الأحياء أو الذهاب إلى الحدائق العامة.

– الحاضر:

صار الكثيرون يقضون وقت العيد في الألعاب الالكترونية أو مشاهدة العروض الخاصة على منصات مثل “شاهد”، كما تحوّل التسوق إلى “الجمعة السوداء الرمضانية” عبر الانترنت.

6- الجانب الروحي:

– الماضي:

كان الناس يحرصون على أداء صلاة العيد في المصلى أو المسجد، ثم يستمعون لخطبة العيد مباشرة.

– الحاضر:

مع انتشار القنوات الدينية والبث المباشر، يمكن متابعة الصلاة عبر اليوتيوب أو التلفاز، خاصةً لكبار السن أو المرضى.

 

تعرف أيضًا على: الفجوة الرقمية بين الأجيال وطرق تقليصها

آراء ومقتطفات

 

“زمان، كنا نجهز للعيد من قبل رمضان يخلص، نخبز الكعك مع الجيران، ونفصل لبس العيد عند الخياط، وكان طعم الفرحة أبسط وأجمل.”

— الحاجة فاطمة، 72 سنة

“دلوقتي أولادي بيفرحوا بالعيد من ورا الشاشات…بيستنوا العيدية على فودافون كاش، والتهاني على الواتساب، بس مافيش نفس الحماس القديم.”

— الأستاذ محمود، 58 سنة

“أنا في الغربة من 5 سنين، ومع أني بعيد، بس الفيديو كول بيخليني أحس إني وسط أهلي، حتى لو من ورا الشاشة.”

— أمل، 29 سنة

“أكتر حاجة افتقدها من عيد زمان هي صوت تكبيرات العيد في الشارع، ولمة العيلة على الفطار بعد الصلاة.”

— ياسين، 35 سنة

 

الايجابيات والسلبيات:

 

– الإيجابيات:

التكنولوجيا سهلت التواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض، ووفرت وقتًا وجهدًا في التحضير للعيد.

– السلبيات:

قلّت التفاعلات المباشرة، وضعف الجانب العاطفي في بعض العائلات، كما أدى الإفراط في استخدام الهواتف إلى تشتيت جو العيد التقليدي.

 

التكنولوجيا غيّرت شكلًا من أشكال الاحتفال بالعيد لكنها لم تُلغى جوهره كمناسبة للفرح والتقارب.

الأهم هو الموازنة بين الاستفادة من وسائل العصر الحديث والحفاظ على الروح الترابطية التي تميّز عيد الفطر.

تابعنا أيضًا على: 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock