مقالات

عالمنا قوي بأشجاره الزاهية ونحن من نضعفه بإزالتها

كتبت: ياسمين سمير صبرى

فى عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، وكذلك إيقاع حياتنا، معه مما آل فى نهاية المطاف إلى اعتمادنا على كل ما هو صناعي وحديث، نابذين الطبيعية بكل إزدراء ناكرين جميلها.

إن الأشجار ليست مجرد منظر طبيعي خلابًا أو كائنًا نتغذى عليه فحسب، بل وأيضًا محركات الحياة وبإزالتها تزول الحياة، وبهذا تبدأ رحلتنا فى إعادة الطبيعة التى أزالها تطورنا المجحد.

عصب الحياة فى خضرتها وليس فى حداثتها

عالمنا يعطينا ما نحتاج من غابات وأشجار، لكن بتصرفاتنا الهوجاء فإننا نميت أشجارًا، نميت حياتنا وحياة كل من على الكوكب، وبهذا فإننا نُذهب كل شيء مهب الريح؛ إذ بنا نميت أشجارًا بأحياءها نحيي شعوبًا، ولأننا لم نعد ندرك حقيقة أن وجودنا من وجود الأشجار يكمن فيما نقتله يوميًا، وبهذا فإننا نقتل أنفسنا وكوكبنا فى آن واحد فحياة الكوكب من حياة الأشجار.

لما لا ندرك هذه الحقيقة المهمة؟!
وكيف نقتل من يحمينا، وبأيدينا ندمر أنفسنا؟!!!

لقد بدأ العد التنازلي لإقتراب صور العالم بلا أشجار، ومادام البشر لم يوقفوا تصرفاتهم البلهاء فإنهم سيغرقون الجميع والكوكب بما فيه إلى جحيم الهاوية، وهذه التصرفات تتمثل فى قطع الأشجار؛ لجني مزيد من الأموال من بيع أخشابها أو إزالتها؛ توفيرًا لأراضي الزحف العمراني، حسبما نُشر من أحد دراسات موقع (Nature) أنها أثبتت أن البشر قد اقتلعوا نصف أشجار العالم والتى يرجع وجودها منذ حوالى 12 ألف سنة، أي أننا الآن نعيش بنصف أشجار العالم التى تبلغ 5,8 تريليون شجرة، التى يُزال الآلاف منها يومًا بعد يوم؛ إذ يُقطع حوالي 15 مليار شجرة بالمناطق خاصة الإستوائية منها؛ مما نجم عن هذا تراجع رقعة الغابات بنسبة 32% من الثورة الصناعية، بالإضافة إلى أنه قد زادت حرائق الغابات بنسبة 84% فى غابات أمازون البرازيلية فى أغسطس سنة 2021 مقارنةً بنفس فترة العام الماضي، ولم يتوقف الأمر عن ذلك وحسب فقد قطعت مزيد من الأشجار؛ إصلاحًا للأراضي الإندونيسية والمدغشقرية، مما أسفر عن زيادة نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى 12% فى الهواء بالإضافة لإنبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن الإنسان المتراوحة 6%:17% و 20% من إنبعاث الغازات الدفينة مهلكة الكوكب بكل ما فيه بسمها البطيء المعذب.

 

تتعدد طرق قتل محركنا وسبيلنا الوحيد للحياة

قد تتعد طرق الإزالة لكن الأشجار لا يمكن تعويضها ومن ضمن طرق الإزالة التى تتعدد؛ حيث تقطع الأشجار إلى حسب الغاية الصناعية منها التى تقف وراء العملية ما بين القطع الطولى أو الكامل أو حتى الجزء وما يخلف عنها من مخلفات ومنها كالأتي:

• الإزالة الموحدة:
إزالة جميع الجذوع والسيقان بحيث لا يبقى لها ظلال.

• الإزالة فى رقع:
إزالة جميع جذوع وسيقان الأشجار فى حدود منطقة معينة.

• الإزالة في الصفوف:
حيث يتم إزالتها على هيئة صفوف عمودية على إتجاه الرياح؛ تقليلا لآثار الرياح المسببة لتعرية التربة.

• الإزالة مع حفظ المخزونات: حيت يتم قطع الأشجار مع إبقاء القليل منها؛ من أجل إستخدامها كعقبات لموائل الحياة البرية.

ومع تعدد طرق الإزالة فقد تعددت أيضًا الأراء حولها منقسمين إلى ثلاثة أراء منهم من يدعم أراء إزالة الأشجار بحجة إحتياج بعض الحيوانات لأشعة الشمس التى تحجبها الأشجار الكبيرة وتمنع من تطورها وغيرها من وجهات النظر الإيجابية التى تنص على أنه بإزالة الأشجار من شأنها إظهار أنواع جديدة من الأشجار تتطلب قدرًا أعلى من الضوء، بينما البعض الأخر يدعم عدم الإزالة بحجة الأضرار الكارثية التى تنجم عن إختفاء الأشجار، أما عن الرأي الثالث فإنه بائع للقضية لا يبالي بكل هذا يقطع وقتما شاء كيفما شاء بهدف الإستفادة أو حتى التسلية، العيب ليس فى الإزالة أو عدمها إنما فى الإفراط فى الاستخدام أو حتى عدمه.
الأشجار لا تحتاج سوى الإهتمام فأوقاتًا تحتاج للإزالة وأوقات لعدم ذلك بشكل معتدل وعدم مفرط، فنزيل بتعويضها بمعني أنه مع كل إزالة لشجرة تزرع فى مقابلها عشرًا على الأقل، حيث تعد مشكلة إزالة الأشجار بكافة الطرق من أكبر مشكلات البيئة.

 

الأشجار و الحياة زوجان وبطلاقهما ينتهي كل شيء

الأشجار المتتالية تشكل بيئة فى غاية التنوع، بعبارة أخرى فإن من ينوع عالمنا هى أشجارنا.

دعونا نسبح بخيالنا طارحين سؤالًا فى غاية الأهمية، ماذا سيحدث إن اختفت الأشجار؟

بدءًا من إنقراض الحيوانات المقيمة والمعتمدة بشكل أساسي على الأشجار، من ثم ينتقل التأثير إلى المناخ إذ تزداد الأعاصير والظواهر الطبيعية المخيفة؛ نتيجة للخلل البيئي ويتبعه زيادة درجات الإحتباس الحراري مسببًا جفاف ومؤثرًا على دورة المياة ومجاعة شديدة؛ نتيجة لقلة المواد الخام اللازمة لصناعة الذى يعتمد البشر على أشجارها فى صناعة الأخشاب والأصماغ والأوراق وغيرها من المواد الأساسية لإستكمال الحياة، من ثم يأتي الدور على الهواء إذ يتشبع الجو بالهواء الفاسد الملوثة بفكرنا الطائش ناشرًا بذلك الأوبئة والأمراض الخطيرة، إلى أن يؤول الأمر إلى باقي الحيوانات إختتامًا بالمسوؤل الأساسي عن كل هذا إنه الإنسان، هل بيد البشر حل لهذا؟

الحل بيدنا والخطوة الأولى لنا، لكن هل نستطيع التغلب على غريزتنا وفعلها حقا؟

بالطبع، فلدى البشر حل لكل هذا؛ لأنهم من خلقوا كل هذا الأضطراب بسلوكهم الملئ بالأنانيةوالتهور،
أما عن الأساليب والحلول المقترحة بهذا الشأن على يد منظمات عدة متخصصة منها “FPC” المعروف ب”مجلس حماية الغابات”، مع العلم أن الأمر يعتمد على كل فرد منا فالأمر لابد وأن يبدأ بالأفراد قبل المؤسسات وهذه الحلول تتمثل فى الأتي:

1- تثقيف الأخرين:
كثير من الناس ومن حولنا غير مدركين لنتاج ما يفعلون والعواقب الوخيمة الصادرة عن تصرفاتهم الهوجاء؛ لذلك وجب علينا تثقيف جميع من حولنا من أصدقاء وعائلة ومجتمع حول دورنا ككل فرد منا ودوره الكبير من أجل التقليل من مخاطرة إزالة الأشجار أو حتى حرقها أو إلحاق الضرر بأي طريقة كانت والعمل على توعية الناس بزيادتها وعدم إتلافها.

2_ اللوائح الحكومية:
إذ تقلل اللوائح والقوانين الحكومية من تصرفات البشر البلهاء المتمثلة فى إزالة الأشجار سواءًا بقطعها أو حتى حرقها فالطبيعة مغرية لأبعد حد خاصة مع زيادة جشع وبشاعة البشرية يوما بعد يوم فما لا يأتي بالحسنة يأتي بالعقاب.

3_ حظر القطع الحاد للغابات:

وذلك بفرض أقسى العقوبات على من يفعلها وذلك تحت إدارة الحكومة ومتخصصيها؛ مما يمنع النضوب الكامل للغطاء النباتي خاصة مع وصوله لحالة حاجة لا يمكن تجاهلها، وهذا حل علمي ومريح للغاية خاصة مع سير عالمنا الحالي الذى أصبح يسير على قدم واحدة.

4_ التشجير:
مع أفضل الحلول المتبعة خاصةً مع عدم قدرة البشر على منع غرائزهم الأنانية المدمرة فمع إزلتهم للأشجار نوازن بتاعى الأشجار من ناحية أخرى تعويضًا عما يتم فقدانه مع الإشارة إلى أن الأشجار القليلة التى نزرعها تعويضًا لا تكون كالتي أزيلت.

5_ تقليل إستهلاك اللحوم:
حيث الإكثار من تناول اللحوم التى بدورها تقلل من الأشجار بشكل كبير، فإذا قللنا من اللحوم يقل معها إستهلاك النباتات والأشجار ، سيكون الأمر صعبًا فى البداية لكن مع الوقت سنعتاد فنسقلل ولا نعدمها بحيث لا نفقد بروتينات اللحوم المفيدة، على ذلك فنحن نضحي بالمهم للأهم منه.

6_ التقليل من إستهلاك المنتجات المسببة لإزالة الغابات:

إذ توجد العديد من المنتجات المضرة المستخدمة المعرضة لإزالة الغابات كزيت النخيل الموجود فى كثير من الأطعمة بالإضافة لفول الصويا أيضًا الذي بدوره يقلل من الأشجار فيجب أن نقلل من إستهلاك أو على الأقل نجد أساليب لإستخدام بدائل لهذه المنتجات كفول الصويا العضوية المحلية مثلًا.

 

تعرف أيضا علي…الطاقة الشمسية وأكثر الدول استخدامًا لها

7_ تقليل إستهلاك الورق:
إذ تكون المادة الخام للورق هى الأشجار، فبزيادة الأوراق تقل معها الأشجار وبدلًا من إهدار الأشجار فى صناعة الأوراق لما لا تقوم بإعادة تدوير هذه الورق بدلا من إنشاء أوراقا بأشجارًا جديدة وذلك؛ تقليلًا لمعدلات إزالة الأشجار والمخلفات الورقية الملوثة للبيئة.

8_ زيادة المنتجات المستدامة والصديقة للبيئة:
حيث يجب علينا أن نبحث عن المشتريات الأقرب للتجدد والنظافة بحيث تكون صديقة للبيئة ولنا نحن أيضًا؛ لذلك وجب على كل الفرد الإلتزام بشراء المنتجات بالشركات الملتزمة بالحد من إزالة الأشجار.

9_ إيجاد بدائل للأشجار:
فعند إيجاد بدائل تعوض ما نفقده من المواد الخام المستخرجة من الأشجار بهذا لا نحتاج إلى إزالة الأشجار بحجة الإستفادة منها وذلك؛ لوجود بديلها فلا حاجة لإزالتها وبهذا لا تزال الأشجار ولا يحدث ما نخاف عقباه.

10_ الإبتعاد عن حرق الغابات:

حيث وجب حث الناس بالإبتعاد عن كل ما يثير الحرائق وتوعيتهم بعدم حرق الغابات؛ تقليلا للأخطار الناجمة عنها كتأكل طبقة الأوزون وارتفاع ثاني أكسيد الكربون وظاهرة الإحتباس الحراري وغيرها من الظواهر الخطيرة التي بدورها يمكن أن تدمر كوكبنا الجميل.

فوائد لا تعد وامتنانًا لا يكفى على نعمة الله الكبرى

إن الأشجار تفيد فى كل شيء إذ بها تقوم بالتالي:-

 فوائد الأشجار إتجاه البيئة:

1- أخذ ثاني أكسيد الكربون وتحويله للأكسجين خالقًا حياتنا؛ لذلك تعد من أكبر المساهمين فى خلق توازن بيئي بخلله تدمر جميع صور الحياة.

2- تعمل كمضخات مياه بيولوجية؛ إذ بها تسحب الماء من التربة مانعة تجرف التربة من ثم تسحب المياه إلى الأعلى، وبهذا فإنها تمتص الماء الزائد من على كوكب الأرض إلى أعالي السماء، مما يساعد على خلق الغيوم والتي بدورها تهطل الأمطار وتنزل رزق الشعوب.

3- تثبت التربة وتعمل كمصدات التي بدورها تمنع من تجريف التربة بفعل الرياح أو الأمطار الشديد مما يساعدنا على الزراعة خالقا أولى الحضارات الكبرى.

4- تحسن وتنقي من المياه الجوفية مما يزيد من جودتها أي أن الأشجار تعمل كفلاتر طبيعية قبل خروجها للأرض خالقًا مياها طيبة حلوة المذاق وقادرة على شفاء ما استعصي على العلم.

5- وجود أنواع من الأشجار الفريدة القادرة على القضاء على الفيروسات بواسطة عصاراتها وموادها المفرزة كما فى السندباد والصنوبر والفصفص والحور والكينا والعديد من أمثالها.

6- تقلل من ظاهرة الإحتباس الحراري ودرجات الحرارة المرتفعة من خلال عملية “الإدماع” التى تقوم بها إذ ثبت أنها تخفض الحرارة إلى7 درجات مئوية فتكون بمثابة مكيف طبيعي يلطف من الجو.

وبهذا فقد صححت معلومة خاطئة تناقلت فيما بيننا، فقد اعتقد الكثيرون أن الأمطار هى السبب فى وجود الأشجار وليس العكس، إذ اتضح فى النهاية بفضل عمليات الأشجار الحيوية كعملية “الإدماع” مثلًا أن الأشجار هى التى تخلق الأمطار وليس العكس كما كنا نتوقع.

 فوائد الأشجار إتجاه النظام البيئي والتنوع البيولوجي:

1- تعد الأشجار من أكبر داعم التنوع البيئي البيولوجي، وأحد أكبر وأهم مأوي الطبيعية فى العالم؛ إذ بها تعد من أنسب أماكن إقامة الحيوانات بها أي أنها تعتبر كما لو كنت فندق خمس نجوم بالنسبة لجميع الحيوانات، بمثابة بيئة مثالية لهم؛ مما يعبر عن ضروريتها لتحقيق التوازن البيئي المثالي.

 

 فوائد الأشجار إتجاه السلاسل الغذائية:

1- كونها تعدل المصدر الغذائي الأول لجميع الحيوانات وهي من تبدأ بالسلسلة الغذائية بعدًا من الكائنات المحلية كالديدان التي تقوم بدورها فى إخصاب التربة، فهي الغذاء الأهم لجميع الكائنات الحية بدءا من حيوانات وطيور الغابات والأسماك حول العالم إنتهاءا بالجنس البشري المعتمد على الجميع فى إطعامه، وبهذا فإن النباتات دائما ما تدعم السلسلة الغذائية.

فوائد الأشجار إتجاه الإقتصاد البشري:

1- تعد مصدر مهم لتصنيع كثير من المواد الخام اللازمة للصناعة كالأخشاب التي تدخل فى صناعة الكثير من الأشياء كالأصباغ والأوراق، كما أنها أيضًا تنتج الأحطاب المسؤولة بدورها عن التدفئة والطهي والعديد من المواد كالفلين واللبان، بالإضافة لإنتاجها للثمار الطازجة المغذية بكل ما يحتاجه الإنسان، فهي مصدر لكثير من الأشياء والمواد الخام الأساسية اللازمة فى حياتنا اليومية.

2- تحسن من كفاءة الناس فى العمل كونها من أنسب الإطلالات المحفزة والمساعدة على أداء العمل.

4- حسبما أشارت الأبحاث فإن أسعار المنازل المحاطة بالأشجار الصالحة الناضجة تكون أزيد بنسبة 5%: 18% مقارنة بأسعار المنازل الأخرى.

3- مصدر أساسي لصناعة الأدوية ومكوناتها.

 

فوائد الأشجار إتجاه صحة الإنسان ونفسيته:

 

1- تخفض من الضوضاء والظلال ودرجات الحرارة المرتفعة المؤثرة على الإنسان وصحته.

2- تعمل كمرشحات وفلاتر لتنقية الهواء من أتربته وأبخرته الملوثة طاردًا الهواء الفاسد جالبة معها الهواء النقي الممزوج بالصحة النفسية والجسدية على حدا سواء إذ تمتص كل شجرة سنويًا حوالي 1,7 كجم من الملوثات المصاحبة للجو الأسود.

3- يساعد الجلوس وسط الأشجار والزهور الباهرة الخلابة لعدة دقائق على خفض ضغط الدم ومعدلات القلب والتوتر؛ مما يساعد على التخفيف عن النفس و الإسترخاء محدثا سلام وهدوء داخلي مفيدا لصحته النفسية للشخص المعرض لهذه الجرعة الطبيعية محولا سلوكه العدواني إتجاه الأخرين إلى سلوك لا يخلو من الود والألفة.

4- تساعد على توسيع الإدراك وذلك بإكتشاف أجزائها وفائدتها مخلقين أناسا مقربين من ربهم، وكذلك الدعم النفسي الصحي للأطفال وكذلك للكبار؛ مما ينشئهم التنشئة الصحيحة بالنسبة للأطفال، أما عن الكبار فإنها تغير برمجتهم ونشأتهم الخاطئة وتعديلها للنشئة التى تهذب وتسمو بالروح.

 

ومن يريد أن يعرف الآثار السلبية الخاصة بإزالة الأشجار فالأمر كوضوح الشمس، فإذا اختفت الأشجار تختفي فوائدها وبهذا تنعدم الحياة ويتحول كوكبنا الأزرق الجميل الملاء بمعالم الحياة والخضرة إلى كوكب أسود ليس به أي معلم من معالم الحياة، إنها من أفزع الصور التى يمكن تصورها لنهتم بمستقبلنا فليس هناك مستقبل من دون ماضي أو حتى حاضر وكذلك ليس هناك حياة بشر وجود من دون الأشجار.

وصولًا لهذه النقطة هل تغير شيء فى قرارة نفسك، أم ما زالت ترى الأشجار كما كنت تراها سابقًا؟

لِمَ لا نبدأ حمايتها من الآن، لنشجع ولنزرع الأشجار فى كل مكان وإلا سيسدل الستار عن النهاية المظلمة التى نخشاها ما دمنا نستمر في هذه التصرفات الهوجاء، لِمَ لا نقلد اليابان مثلًا؛ إذ بها تشجع على زراعة الأشجار وتجعل منها عادة بغرزها فى جذور الأجيال فهي تقوم بزراعة شجرة مع كل مولود جديد مفرحين الأطفال بولادتهم ونموهم مع أشجارهم كما لو كانت هذه الشجرة توأما لهذا المولود وبهذا نضرب عصفورين بحجر واحد مكتسبين أطفالًا وأشجارًا أصحاء، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طيرًا أو إنسانًا أو بهيمة إلا وكان له به صدقة”.

 

ليس هناك أفضل من هذه اللوحة رؤية كوكب أزرق ممزوجًا بالخضرة به جميع معالم الحياة، فالأشجار دائما ما كانت تزين وتجمل وتلون كوكبنا الأزرق الجميل أكثر بإخضرارها الذى يبعث إلى النفس كل الأفكار الدينية والدنيوية المحفزة للحياة والأمل وبهذا فإننا نعمر الأكوان محققين أهدافنا من الحياة حياتنا المؤقتة ناجحين فى اختبار الدنيا فائزين بجائزة الآخرة الكبرى.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock