كتبت:- بومهدي نجاة
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو يزعم أنه يظهر صدام حسين حيًا بعد الحادثة التى أدت إلى سقوط نظامه فى عام 2003، وقد أظهر الفيديو رجلًا يشبه صدام حسين وهو يتحدث مع شخص آخر.
من هو صدام حسين؟
صدام حسين، الرئيس العراقي السابق، كان شخصية بارزة ومثيرة للجدل وقوية الحضور، ولد فى قرية العوجة فى تكريت، وهى قرية تقع شمال بغداد فى العراق و نشأ فى ظروف صعبة؛ حيث توفي والده وهو فى الثالثة من عمره، وتولت والدته مسؤوليته وتربيته.
إلتحق صدام حسين بحزب البعث العربي الإشتراكي فى سن المراهقة، وسرعان ما برزت قدراته القيادية وتميزه فى العمل السياسي وشارك فى محاولة إنقلاب فاشلة عام 1959، ولكنه تمكن لاحقًا من الصعود للسلطة وتولى رئاسة العراق فى عام 1979.
خلال فترة حكمه، كانت حياة صدام حسين مليئة بالأحداث الهامة والمثيرة للجدل و شهدت فترة حكمه حروبًا مدمرة، بما فى ذلك حرب إيران العراقية التى استمرت من عام 1980 إلى 1988، وحرب الخليج الأولى فى عام 1990.
تعرف أيضًا على- دراسات أدوية السرطان
-حقيقة ظهور صدام حسين حي
صدام حسين الذى حكم العراق لسنوات عديدة بقبضة من حديد ، والذى تم إعدامه فى أول أيام عيد الأضحى سنة 2006، ظهر فى فيديو زعم ناشره أنه قد صُوِر فى عام 2024 ، وأن الرئيس العراقي السابق مازال حيًا وهو الذى توفي قبل أكثر من 20 عامًا.
وسرعان ما أنتشر المقطع وتداوله مئات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وتباينت الأراء بين مُصَدق ومكذب يرى بأن المقطع مزيف.
كما ظهر صدام حسين بصوت ولهجة مختلفتين ومع تعليق “إليكم إثبات أن صدام حسين عايش فى 2024 ….سيفاجئكم مفاجأة كبيرة “.
لكن سرعان ما ظهر بأن الفيديو المنتشر مفبرك وأن الإدعاء خطأ، والفيديو مُعدّل بإستخدام تقنيات صوتيّة، أما المقابلة الأصليّة فقد أجريت معه سابقًا.
فقد أبان التفتيش بأن المقطع المتداول على محرّكات البحث، أنّه مُقتطع من مقابلة قديمة أجراها صدّام حسين فى 2003، و قد بُثّت على القناة الرابعة البريطانية، وفى المقابلة الأصليّة، كان صدّام حسين قد تحدث عن علاقته بتنظيم القاعدة وعن أسلحة الدمار الشمال، أما فى الفيديو المتداول فقد تم إبدال الصوت الحقيقي بصوت مركّب يوحي بأن صدام حسين كان يتحدّث بخصوص إنه ما زال على قيد الحياة وأنه لم يتم إعدامه فى العام 2003.
ويمكن العثور على المقابلة الأصلية التى تتطابق فى تفاصيلها وظاهرها مع الفيديو المتداول، ما عدا صوت الرئيس السابق الذى تم تغييره واللعب به بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا الحدث يُسلط الضوء على أهمية التحقق من مصادر الأخبار قبل نشرها، وضرورة عدم الإنسياق وراء الشائعات والأخبار غير المؤكدة التى قد تؤدي إلى إثارة البلبلة ونشر المعلومات الخاطئة.
وفى الختام..نجدد دعوتنا للجميع بضرورة الحذر والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها أو تداولها، وذلك من أجل الحفاظ على مصداقية وسائل الإعلام وتجنب نشر الأخبار الزائفة التى قد تُلحق الضرر بالجميع.