مقالات

شلالات دماء..مطر حيوانات.. شواطئ خفية… بوابات جحيم تفتح 

ضربة تجعل منك عبقريًا... لا يكف العالم عن ابهارنا بغرابته

كتبت: ياسمين سمير صبرى

لطالما وقف الإنسان بعلمه وذكائه الخارق عاجزًا عن تفسير الكثير من الظواهر الكونية غير المفهومة…ظواهر خلابة نستمتع بجمالها المبهر كالشهب والنجوم، ظواهر مرعبة تثير قلقنا ومخاوفنا كالزلازل والبراكين، سواء كانت ظواهر ساحرة الجمال أو حتى مفزعة الخوف فلا يمكن للطبيعة أن تسدل الستار عن خفاياها مهما فسرنا ومهما إمتلكنا فسنظل دائمًا لا نعرف سوى 1% من أسرار الطبيعة وخفاياها، لكننا استطعنا أن نزيل القليل من العتمة ظاهرين بعض ملامح أسرارها الغريبة المخيفة والمبهرة على حدًا سواء، فيا ترى إلى أي مدى وصل الجنس البشري؟

 

عوالمنا الخفية لا حدود لها ودلائلها الكثيرة لا تحصى

لقد ظهرت الكثير من الظواهر التى أثارتنا بجمالها وغرباتها فى آن واحد خاطفة أبصارنا وعقولنا منها:

1- أعمدة الضوء الفضائية:
تعد أحد أهم الظواهر الطبيعية غرابة، تبدو كما لو كانت أشعة ضوئية قادمة من مركبة فضائية من خارج الكوكب، فهي عبارة عن مسارات ضوئية ضيقة تمتد من السماء إلى الأرض فى القطب الشمالي وبعض الأماكن الباردة فى أمريكا وكندا، ينشأ هذا الوهم من تحول الهواء البارد الرطب إلى بلورات منحدرة ببطء نحو الأرض وعندما تصطدم الأضواء المحيطة بالبلورات؛ إذ بتأثير هذه الظاهرة تظهر أوهام ضوئية طويلة ورفيعة شبيهة بأضواء ليالي الشوارع الجميلة المبهجة.

2- مطر الحيوانات:
من أندر ظواهر الأرصاد الجوية حدوثًا؛ إذ نرى سقوط الحيوانات المائية غير الطافية من السماء إلى مختلف البحار، وقد تم الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث فى كثير من البلدان على مدار التاريخ والعصور، وجدت فرضيات تفسرها، منها أن الحيوانات تُحمل لإرتفاعات عالية بفعل الرياح الشديدة على الرغم من أن هذه الفرضية لم تفسر الجزء المتعلقة بكيفية وجود حيوانات من نوع واحد وبنفس الحجم فى الواقعة، فما زال هناك جزء ناقص وغير واضح بشأن هذه الظاهرة.

3- الشمس الوهمية:
من أكثر ظواهر الطبيعة انتشارًا وتكرارًا، تتشكل نتيجة لإنكسار ضوء الشمس بواسطة السحب الجليدية؛ مما يُظهر بقع مضيئة على أحد جانبي الشمس أو حتى كليهما مشكلًا كرات شمسية عند 22 درجة من الشمس.

4- البرق البركاني:
ظاهرة فى غاية الجنون والرعب؛ إذ فيها تتحد ظاهرتين خطيرتين معًا مشكلًا ظاهرة فى غاية العنف إنها ظاهرة “البرق البركاني”؛ إذ بها عبارة عن بركان أثناء ثورانه ينتج منه إحتكاك رماد البركان الذى بدوره ينتج تيار كهربي مكونًا برق متحدًا مع البركان محدثًا أخطر ظواهر العالم ظاهرة “البرق البركاني”.

5_ نقاط “أوكفيل” الماطرة:
إنها ظاهرة ظهرت لأول مرة فى 7 أغسطس 1994 بالتحديد فى الثالثة صباحًا فى “أوكفيل” بواشنطن، بدأ الأمر عند هطول مادة جيلاتينية فى منتصفها نقاطًا سوداء غريبة غير معروفة، وذلك بدلًا من المطر؛ إذ بفترة وجيزة من الواقعة أصيب الناس بأعراض مشابهة لداء “الإنفلونزا” كضيق النفس والغثيان وتشويش بالرؤية، لم يتوقف التأثير على الناس فقط؛ فقد لاقت القطط والكلاب حتفها بعد ملامستها مباشرةً، وقد أتضح فيما بعد من قِبل “بيفرلي زوبرتس”، المقيمة بالمنطقة، أن الجميع قد أصيبوا بمرض شبيه ب”الإنفلونزا”، وقد إلتجأ العلماء إلى محاولة لتفسيرها عارضين بعض الفرضيات منها أنها ناتجة عن سقوط نفايات بشرية من أحد الطائرات، على الرغم من أن لوائح الطيارين تحظر من إلقاء أي شيء بمنتصف الرحلة، والبعض الأخر يقول أنها ناجمة عن تدمير بحرية الجيش الأمريكي تجمعًا من القناديل فى عرض البحر بالرغم من عدمية وجود رائحة متعفنة تثبت صحة النظرية، كما أنه صدر عن سلاح جوي مؤكدًا أنهم كانوا يمارسون عمليات قصف فوق المحيط الهادئ فى نفس وقوع الحادثة إلا إنهم ينكرون صلتهم بالحادثة، وعلى الرغم من كل تلك الجهود والبلبلة إلا أنها حتى الآن لا تزال لغزًا.

6- عجائب النار والبرق:
لطالما حملت لنا السماء الكثير فى جعبتها مما لا يمكن توقعه، كعجائب النار والبرق مثلًا المتمثلة فى:

•عواصف النار الرعدية:

وهى عبارة عن خليط من أعاصير وعواصف رعدية تتواجد فوق البراكين الثائرة، ومع اجتماع الظروف المحفزة من هواء بارد وتيار حار ظاهرًا دوامة هوائية ذي قوة مدمرة مكونًا ما يُعرف ب”عواصف النار الرعدية”.

•إعصار ناري:

يحدث عند إصطدام الرياح القوية بحريق أرضي؛ مما يولد زوبعة ضخمة ممتصة جميع الغازات القابلة للإشتعال والمواد المحترقة إلى الأعلى، وقد ترتفع درجة حرارة نواة الإعصار وصولا إلى 1092 درجة مئوية وهى درجة كافية لإشعال أي شيء مهما كان.

أما عن عجائب البرق فإنها تتمثل فى:

– البرق الصاعد عند النظر إلى السماء:
فإننا نجد البرق خاطفًا أبصارنا بنزوله من أعالي السماء إلى أسفل الأرض، لكن ماذا إن غفوت واستيقظت اليوم واجدًا العكس؛ إذ بالبرق يصعد إلى الأعلى بدلًا من نزوله للأسفل، وهذا ما يعرف ب”البرق الصاعد”.

– البرق الخالد:
ويطلق عليه أيضًا “كاتاتومبو”، يحدث بمناطق معينة ومنها دولة فنزويلا، إنه اسم على مسمى؛ فهو عبارة عن برق متواصل يتراوح حدوثه 160:140 يومًا، إذ به أصبح جزءًا من حياتهم اليومية الروتينية؛ مما يعبر عن خالديته لذلك سمي ب”البرق الخالد”.

 

تعرف أيضا علي…الذكاء الاصطناعي خطر يهدد البشرية، ويزيد من بطش الاحتلال الإسرائيلي

7- شلالات دماء أنتاركتيكا:
إنها شلالات متدفقة بدماء حمراء بدلًا من مياهًا زرقاء، وذلك منذ أكثر من 106 عامًا، لاحظت فى بادئ الأمر عام 1911 بوادي “ماكموردو” الجاف فى الجزء الشرقي من القارة القطبية الجنوبية على يد “توماس جريفث تايلور”، سابقًا كان يعتقد أن لون المياه الدموي الأحمر ناجمًا عن الطحالب الحمراء مع ذلك لم يتم إثبات هذه الفرضية حتى عام 2017 الذى أكتشف فيه السبب الحقيقي للون الدموي وأصل الإحمرار الذى يرجع إلى الحديد المؤكسد فى المياه المالحة حسبما ذكرت مجلة (فوريس).

8- شاطئ المكسيك الخفي:
يقع هذا الشاطئ على بعد عدة أميال من ساحل المكسيك، الناتج عن تفجيرات الحكومة المكسيكية كجزء من التدريب على التصويب والرماية إلى أن تشكل كما يرى الأن؛ إذ أصبح الشاطئ اليوم وجهة أحلام كل العشاق؛ لذلك أطلق عليه “شاطئ الحب”، للوصول إليها وجب عليك ركوب قارب لمدة ساعة وبمجرد هبوطك على الجزيرة ما عليك سوى التجديف أو السباحة عبر المياه وصولًا للهدف المقصود منطقة معزولة عن الأنظار بها شاطئ غير مرئي للناس عمليًا؛ لهذا يسمى ب”الشاطى الخفي”.

9- فقاعات كندا المجمدة:
يمكن رؤيتها شتاءًا فى بحيرة “أبراهام” بمدينة “ألبرتا” الكندية، تحدث نتيجة لانحصار غاز الميثان تحت الماء من ثم تجمده مشكلًا صورًا فى غاية الجمال كما لو كانت من عالم أخر، ولكن مع حلول الربيع تبدأ الفقاعات فى الإنفجار وذلك؛ لقابلية غاز الميثان أسفل المياه للإشتعال فحتى لو وجد عود ثقاب مضيء فى مكان قريب منها يمكن أن يسبب انفجارًا.

10- مثلث شيطان أمريكا:
يوجد بالمحيط الأطلسي قريبًا بولاية “فلوريدا”، ويطلق عليه أيضًا مثلث برمودا وقد أخذ لقب الشيطان لكون كل ما يقترب منه برًا كان أو بحرًا يختفي كما لو لم يكن له وجود؛ مما أعرب عن كثير من التفسيرات المنطقية وما يخالفها محدثًا له شهرة عالمية خاصةً فى منتصف القرن العشرين وذلك لصعوبة فهم ما يحدث من أحداث الإختفاء، لطالما أثارنا المحيط الأطلسي بغرابته فقد كان تاريخه حافلًا بمثل هذه الحوادث بدءًا من مثلث الشيطان حتى بحر الشيطان المعروف ب”مثلث التنين”.

11- جزيرة “سوقطرة” العجيبة:
أغرب جزر العالم وأكثرهم إبهارًا؛ لكونها تتمتع بتنوع بيئي ليس له مثيل عجز العالم عن تفسيره؛ إذ بها أكثر من ثلث نباتات العالم، بالإضافة لوجود 140 نوعًا من الطيور، عشر أنواع منها لا توجد فى العالم أجمع، كما أن صخورها وأشجارها قد بلغت أكثر من 6 ملايين سنة، على الرغم من كل هذا إلا أن الإنسان لم يتدخل فى تكوينها؛ مما أعرب عن تكوين جزيرة مثالية طبيعة 100%.

12- بحيرة أستراليا الوردية:
إنها بحيرة تم اكتشافها عام 1802، ويبلغ طولها 600 متر وعرضها 250 مترًا، لكن الدهشة ليست هنا، إنما فى مياهها ذي اللون الوردي الزاهي التى ترجع إلى لونها الطبيعي نتيجة لاجتماع ظروف معينة كإرتفاع درجات ووجود الطحالب الخضراء وأملاح الروبيان والسالينا؛ مما يكون بكتريا وردية تتصبغ البحيرة بها.
هل يمكن ألا يكون لهذه البكترية تأثيرا على كائنات محيطها؟

13- الثقب الأزرق:
دائمًا ما نسمع مصطلح الثقب الأسود وعجائبه، لكن أسمعتم من قبل مصطلح الثقب الأزرق؟

إنه مصطلح يعبر عن الكهوف المائية العمودية ذات الأعماق الكبيرة ومن أكثر الظواهر الغريبة انتشارًا حول العالم كمصر، وجوام، و البهاماس وأستراليا، تتميز بلونها الداكن مقارنةً مع مياهها المجاورة الضحلة وذلك لعمقها الكبيرة مقارنة بما يحيطه، تشكلت فى العصور الجليدية نتيجة لتفاعل المياه المالحة مع العذبة؛ مما نتج عنه تآكل وذوبان الصخور تلك التفاعلات الكيميائية مشكلًا ما يعرف ب”الثقب الأزرق”، يتميز بعمقه الشديد فمن أعمق ثقوبها ثقب “بوزوديل ميرو” بإيطاليا؛ إذ بلغ عمقه 392 مترًا.

14- حجارة وادي الموت المتدحرجة:
تعرف أيضًا بالحجارة المبحرة أو المتحركة، تتواجد بولاية كاليفورنيا، أحد ولايات أمريكا، وهى ظاهرة جيولوجية كلفت بها وكالة (ناسا) عام 2006؛ إذ تجد الصخور البالغ وزنها 300 كم تتحرك على طول وادي أملس إلى مسارات طويلة تبلغ 250 مترًا دون أي قوة سواء بشرية كانت أو حتى حيوانية أو طبيعية قادرة على تحريكها.

15- دوائر “ناميبا” الفارغة:
عبارة عن بقع دائرية فارغة محاطة بحلقة من الأعشاب يبلغ قطرها 15:2 متر تمتد حوالي 2400 كم بمدينة “أنغولا” تتشكل فى المراعي الطبيعية الصحراوية الرملية، وقد أثارت اهتمام علماء الجيولوجيا والبيئة فى عام 1971 حول كيفية تشكلها وإختفائها دون سابق إنذار أو سبب محدد وقد كان أقرب تفسير منطقي لها هو تفسير عالم الأحياء الألماني “نوربرت جورجنز” الذى يرجع تشكلها إلى النمل الأبيض الذى أثبت فرضيته من خلال اكتشافه أن 100:80% من هذه الدوائر الغريبة تعيش فيها الحشرات الوحيدة بها.

16- بوابة جحيم “ديرويز”
التى تعرف أيضًا بحفرة الجحيم؛ فهي عبارة عن حفرة يبلغ قطرها 70 مترًا، عرضها وعمقها 20مترًا فى تركمستان بعاصمتها “عشق أباد”، وقد أمر الرئيس التركماني فى 2010 بغلق الحفرة للحد من تأثيرها بعدما زارها ولكن فى 2019 أصبحت من أهم مواقع السياحة فى تركمستان، تكونت نتيجة لسقوط حفارة الغاز الطبيعي خلال عملها بالمنطقة وذلك فى 1917 فى عهد الإتحاد السوفيتي سابقًا، ولمنع تسرب غاز الميثان والإضرار بكل من حولها قرر العلماء حينها إشعال النار بها أملين إستهلاك الغاز بإستخدام النار خلال بضعة أيام، ولكنها لم تنقطع عنها النيران وقتها وحتى الأن لن تتوقف ولا يبدو أنها ستفعل.

17- ضربة نقل الموهبة..ضربة تجعل منك عبقريا:
أسبق وأن تمنيت نقل كل ما تحتاجه من معلومات وبيانات بوضع شريحة كما فى فيلم “اللمبي 8 جيجا”، أو أخذ حبوب تزيد من نسبة ذكاءك أو حتى التعرض لضربة على الرأس أو حادثة ما جاعلة منك شخصًا عبقريًا حاصلًا على كثير من المعلومات دون أي جهد للحفظ أو حتى للدراسة، وهذا ما حدث مع “جو بادجيت” وهو شاب بريطاني عادي وصف نفسه بالبلاهة والمشاكسة فقد كان يهرب من الكلية ودروسها، لكن بعد تلقيه ضربة على رأسه تغير كل شيء؛ إذ تغير من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه فقد تحول من شاب عادي لا يفقه شيئًا لا يتميز بشئ إلى عالم رياضيات وهندسة فراغية قادرًا على رسم أعقد النماذج والأشكال الهندسية والرياضية، وقد أشار العلماء إلى وجود 40 شخصًا فقط بالعالم من سبق وتعرضوا لها؛ إذ تجدهم يتميزون مقارنةً بالمبدعين والعلماء المالكين لهذه المهارات منذ الصغر بإكتساب هذه المهارات بعد التعرض لضربة على الدماغ منشطًا المنطقة المسؤولة عن النواحي الإبداعية على عكس العلماء والمبدعين الحاصلين على هذه المهارات منذ الصغر دون الحاجة لأية ضربة على الرأس.

من السماء وصولًا إلى البحار إقترابًا من الأرض اختتامًا بالإنسان، لم يترك الله عز وجل شيئًا إلا وظاهرًا قدرته وعظمته فيها؛ فقد وجدت هذه الأشياء كالظواهر غير المفهومة وأسرار الروح وغيرها من خفايا عالمنا ليس سوى تعظيمًا وتسبيحًا للقدرة الإلهية وتحطيمًا لأنفنا وغرورنا غير المحدود وتذكيرًا لنا بأنه مهما امتلكنا ومهما ارتفعنا فسنظل دائما نقاطًا..مجرد نقاط تلوح فى الأفق وسط عالم فسيح مغلف بالمجهول والأسرار الغامضة.

أتسألتم يومًا لِمَ تكشف أسرار وبعضها لا يكشف؟

لِمَ على الأسرار أن تكون أسرارًا؟!

هناك أسرار لابد وأن تكون أسرارًا؛ فبعض الأسرار بكشفها تجلب الدمار كما لو كان “صندوق باندورا” قد فتح جالبًا معه الخراب، لا تدع غرورك يعميك ويوهمك بمقدرتك على فعل كل شيء، فالله أعلم وأنتم لا تعلمون لذلك دعوا الأسرار مدفونة، لا تفتحوا صندوق باندورا، ولا تشوهوا ألواح إبداع الخالق الفنية.

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock