حماية الجسم الصحفي بالقوانين الدولية مع وقف التنفيذ
كتبت :خولة الكلاحشي
تعتبر حرية الصحافة من أهم الحقوق الأساسية للإنسان، وهي ضرورية لضمان سيادة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان. ونظراً لأهمية هذه الحرية، فقد حرصت القوانين الدولية على حمايتها، بما في ذلك حماية الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم.
مبدئيا، كفلت حماية الصحفيين من التعرض للخطر أو الاضطهاد و استندت حماية الصحفيين في القانون الدولي إلى مبدأين أساسيين، هما:
١ مبدأ حرية التعبير: ينص هذا المبدأ على حق كل شخص في التعبير عن آرائه وأفكاره دون قيود، بما في ذلك الصحفيين.
٢ مبدأ حماية المدنيين في النزاعات المسلحة: ينص هذا المبدأ على حماية المدنيين من التعرض للهجوم أو الاضطهاد، بما في ذلك الصحفيين الذين يغطون النزاعات المسلحة.
وتتمثل الحماية الدولية للصحفيين في مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تؤكد على حق الصحفيين في حرية التعبير، كما تجرم الاعتداء عليهم أو مضايقتهم. ومن أهم هذه الاتفاقيات:
*الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، والذي ينص على أن “لكل شخص الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون مضايقة، وحرية البحث عن المعلومات وتلقيها ونقلها بأي وسيلة كانت”.
*العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966، والذي ينص على أن “لكل شخص الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حرية البحث عن المعلومات وتلقيها ونقلها بأي وسيلة كانت، دونما اعتبار للحدود، سواء كانت حدوداً سياسية أو إدارية أو حدوداً تتعلق بالحدود الدولية للدول”.
تعرف أيضاً علي..ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطنيين إثر القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة
*إعلان اليونسكو حول إسهام وسائل الإعلام في دعم السلام العالمي والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية والتحريض على الحرب، الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1978، والذي يؤكد على دور وسائل الإعلام في تعزيز السلام والتفاهم الدولي وتعزيز حقوق الإنسان.
كما تضمنت اتفاقيات القانون الدولي الإنساني، التي تنظم النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، أحكاماً تتعلق بحماية الصحفيين. ومن أهم هذه الاتفاقيات:
*اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب، التي أقرتها عصبة الأمم عام 1949، والتي تنص على أن “يجب احترام الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة، ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين”.
*البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في وقت الحرب، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، والذي يؤكد على أحكام اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية الصحفيين.
وعلى الرغم من هذه الحماية الدولية، إلا أن الصحفيين ما يزالون يتعرضون للمضايقات والاعتداءات في العديد من البلدان و خاصة في الفترة الأخيرة في الحرب على غزة التي رصدت بها قصص شنيعة على انتهاكات العدو الغاصب للكيان الاسرائيلي في ابشع صوره . ووفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، فقد قتل ما لا يقل عن 112 صحفياً في عام 2023، معظمهم في مناطق النزاع المسلح.
تعرف أيضاً علي..الصحة العالمية تعرب عن قلقها البالغ من خطر الأمراض المعدية في غزة
ومن أجل تعزيز حماية الصحفيين، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات من قبل الدول والمجتمع الدولي، بما في ذلك:
*تعزيز الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحماية الصحفيين.
*تشريع قوانين وطنية تحمي الصحفيين من الاعتداءات والمضايقات.
*توفير التدريب للصحفيين على كيفية حماية أنفسهم في مناطق النزاع المسلح.
*زيادة الوعي بأهمية حرية الصحافة والدور الذي تلعبه في المجتمع و محاسبة كل اعتداء دون التغاضي عن الجرائم المرتكبة.
إن حماية الصحفيين أمر أساسي لضمان حرية التعبير وحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات. ويجب على الدول والمجتمع الدولي العمل معاً لتعزيز هذه الحماية وضمان سلامة الصحفيين في جميع أنحاء العالم.