حسن الظن بالله، فن راحة القلب….
كتبت/ دنيا حجاج
يعتبر حسن الظن هو التفكير البناء تجاه الآخرين وتوقع حدوث الأفضل، كما أن لا يوجد أفضل للعبد في الحياة من حُسن الظن بالله، فيه يسلم المرء من أي أذى، سواء كان هذا الأذى أفكار سيئة، خواطر مقلقة، تعب بالجسد.
كما يؤدى حُسن الظن إلى راحة البال، وسلامة القلب والصدر، وزيادة الأُلفة والمحبة بين أبناء المجتمع وبعضهم البعض بسبب التفكير الايجابي واستحسان الظن في الآخر.
وإذا كان أبناء هذا المجتمع بهذه الصورة الرائعة، فإن أعدائهم سوف يخافون منهم، ولن يستطيعوا أن يفرقوا فيما بينهم، لأن القلوب صافية وسليمة متآلفة.
ومن الأسباب المعينة على حُسن الظن:-
- الدعاء:
إن الدعاء باب الخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل ربه ويدعوه أن يرزقه قلبا سليما.
- إنزال النفس منزلة الغير:
فيجب أن يضع كل منا مكان غيره عندما يتحدث أو يقوم بفعل شئ ما، فقد قال الله سبحانه لعباده “لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا”، وإن أبناء المجتمع يد واحدة وكيان واحد فقال الله تعالى ” فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ” .
تعرف أيضاً علي – كيف نواجه تحديات الحياة….
- تجنب الحكم على النيات:
فيجب أن يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده، فقال النبي عليه الصلاة والسلام”إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى”.
- حمل الكلام على أحسن المحامل:
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:” لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا”، فيجب أن يحن كل منا الظن بالآخر حتى إن ظهر أنه يحمل له الشر.
- استحضار آفات سوء الظن:
فمن يُسيء الظن بالناس كان في تعب وغم، وغير ذلك فإنه يخسر أقرب الناس إليه، وإن من آفات سوء الظن أن يحمل الانسان صاحبه على اتهام الآخرين، وهذا نوع من تزكية النفس، فقال تعالي سبحانه ” فلا تُزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى”، وأنكر الله سبحانه وتعالى هذا المسلك على اليهود حين قال “ألم تر إلى الذين يُزكون أنفسهم بل الله يُزكي من يشاء ولا يُلمون فتيلا “.
إن حُسن الظن يحتاج إلى مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة أن الشيطان يوسوس للإنسان طوال الوقت خاصة أوقات الضعف، وإن أفضل الطرق لقطع الطريق على الشيطان ووساوسه هي إحسان الظن بالله وبالمسلمين.
