مقالات

تُنسي كأنك لم تكن – تعرف علي محمود درويش

تُنسي كأنك لم تكن – تعرف علي محمود درويش

كتبت:- مريم خميس عبد الهادي

حياة محمود درويش

ولد محمود درويش عام 1941 فى قرية البروة الفلسطينية ولكن فى عام 1948 عندما كان محمود فى السابعة من عمره تم احتلال قرية البروة من جيش الإحتلال الإسرائيلي، ولم يبقي وقتها خيار آخر لمحمود وعائلته سوا اللجوء للقرى اللبنانية.
وفى لبنان كان سكان قريتهم يتجمعون ويتحدثون فى السياسية مما جعل فكرة المقاومة والدفاع عن أرض الوطن تتركز فى عقله منذ الصغر.
ثم قرورا بعد عام من رحيلهم الرجوع إلى قريتهم لكن لم يجدوا القرية بل كانت القرية عبارة عن حُطام وذكرى فى عقولهم وأصبح مكانها قرية أحيهود الإسرائيلية.
فلجأت العائلة إلى قرية دير الأسد ليتابع محمود دراسة المتوسطه هناك، كان محمود لم يتجاوز العشرين وأصدر ديوان “عصافير بلا أجنحة”
وبدأ العمل فى جريدة الإتحاد وأصبح رئيس التحرير.

محمود درويش

سبب شعر محمود ونشاطه المقاوم ضد الإحتلال مشاكل كثيرة؛ مما أدى إلى سحب رخصة العمل من والده وتعرض محمود للإعتقال وتم سجنه أكثر من مرة فكان يلقب وقتها ب “شاعر المقاومة”.

كانت المرة الأولي التي يدخل فيها محمود درويش السجن عام 1965م لإنه ألقى الشعر فى جامعة القدس بدون تصريح، ولكن فى تلك الفترة لم يتوقف محمود عن الكتابة بل كان يكتب على قصاص من الورق وظهر فى الديوان العاشر الفلسطيني “أحن إلى خبز أمى”.

قصيدة أحن إلى خبز أمى

أحن إلى خبز أمى
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبُر فى الطفولة
يومًا على صدر يوم
وأعشق عمرى لأنى
إذا مت،
أخجل من دمع أمى

لم يسمح لمحمود بعد خروجه من السجن مغادرة حيفا إلا بتصريح عدم مغادرة البيت من غروب الشمس حتى شروق الشمس، كان يجب عليه إثبات نفسه أمام أقرب نقطة شرطة فى الساعة الرابعة يوميًا.

اتجه محمود إلى الدراسة فى موسكو عام 1970، ولكن أصيب بخيبة أمل من الفرودس الشيوعي مما اضطره إلى الإنتقال بعد عام إلى القاهرة.

كانت تلك المحطه الثانية فى حياة محمود؛ حيث عمل تحت رعاية محمد حسنين هيكل فى جريدة الأهرام.

تعرف أيضاً علي – بلقاسم حبة … “العربي الأكثر اختراعًا”

بدأت مرحلة التحول فى مسيرته الشعرية فى القاهرة وذلك من خلال قصيدته “سرحان يشرب القهوة فى الكافتيريا”.

قصيدة سرحان يشرب القهوة فى الكافتيريا

يجيئون، أبوابُنا البحرُ، فاجأنا مطرٌ.
لا إله سوى الله.
فاجأنا مطرٌ ورصاصٌ
هنا الأرضُ سُجّادةٌ، والحقائب
غربهْ!
يجيئون،
فلتترجّلْ كواكبُ تأتي بلا موعد. والظهورُ التى
استندتْ للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث؟
أنت لا تعرف اليوم.. لا لون. لا صوت..لا طعم
لا شكل.. يُولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب خمرًا و يسكُرّ.. يرسم قاتله، ويمزِّق
صورته، ثم يقتله حين يأخذ شكلًا أخيرًا
و يرتاح سرحان ..

ولكن تلك القصيدة عرضت محمود للكثير من الإنتقادات وأعتبر البعض بسببها أن شاعر المقاومة إنتهى، وبسبب الإنتقاضات التى تعرض لها المثقفين والصحافيين واصرار منظمة المثقفون التحرير، ترك محمود القاهرة وتوجه إلى بيروت.

محمود درويش

وعمل محمود فى الشؤون الفلسطينية الصادرة عن مركز الدراسات الفلسطينية وأصبح عضو فى منظمة التحرير الفلسطينية، ونجحت المنظمة فى انتزاع الإعتراف الدولى بها؛ حيث قرر أن يذهب ياسر عرفات عام 1974؛ ليخطب أمام الهيئة العامه للأمم المتحدة وكان الطبيعى أن يكتب محمود درويش ذلك النص لما بينهم من علاقة أبوية.

عام 1979 قامت قوة من حرص الرئاسة التابعة لعرفات لإقتحام مركز الدراسات الفلسطيني؛ حيث يعمل محمود وذلك على خلفية مقال كتبه ألياس خوري؛ مما ترتب على ذلك إستقالة محمود وسفره إلى تونس وأسس مجلة الكرمل التى كان رئيس تحريرها.

فى عام 1982 حدث القصف الثانى للبنان، وكانت تجربة الحصار التى عاشها محمود بكامل تفاصيلها وعمل مع مجموعة من الشعراء والمثقفون العرب على دعم الصمود والمقاومة من خلال نشرة يومية يصدرها مع الشاعر “معين بسيسو” وأصدر قصيدة مديح الظل العالى الذى كتبها إلى بيروت ..

قصيدة “مديح الظل العالى”

بحرٌ لأيلولَ الجديدِ. خريفُنا يدنو من الأبوابِ…
بحرٌ للنشيدِ المرِّ. هيَّأنا لبيروتَ القصيدةَ كُلَّها.
بحرٌ لمنتصفِ النهارِ
بحرٌ لراياتِ الحمامِ, لظلِّنا ’ لسلاحنا الفرديِّ
بحرٌ’ للزمانِ المستعارِ
ليديكَ, كمْ من موجةٍ سرقتْ يديكَ
من الإشارةِ وانتظاري
ضَعْ شكلنا للبحرِ. ضَعْ كيسَ العواصفِ عند أول صخرةٍ
وأحملْ فراغَكَ…وانكساري

تعرف أيضاً علي – أوبرا وينفري.. ملكة وسائل الإعلام

ثم أنتقل إلى باريس وكانت المرحلة مرحلة ازهادر بالنسبة إلى محمود؛ حيث كتب أجمل قصائده فى باريس ووصل إلى 14 كتاب تمت ترجمتهم من شعره الفرنسي.

وكانت تجربة مارسيل خليفة الغنائية الإنتباه أكثر إلى شعر محمود؛ حيث ساهمت التوأمة بين الشعر والقصيدة فى إنتشار شعر محمود حول العالم.

أحب محمود فى شبابه فتاة ولقبها فى قصيدته ب “ريتا” ولكنه اأفصل عنها عندما علم أنها يهودية تعمل لدى الموساد الإسرائيلي.

وتزوج مرتين مرة من رنا قباني ابنة أخ الشاعر نزار قباني، ومرة من المترجمة حياة الهيني، ولكن إنتهت تلك القصتين بالطلاق ولقب محمود نفسه ب “العاشق سئ الحظ”.

فى عام 1987 أنتخب محمود درويش عضو فى اللجنه التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
وفى عام 1988 كتب محمود درويش خطاب إعلان الدولة الفلسطينية فى الجزائر والذى قبلت فيه منظمة التحرير الفلسطينية التعايش مع إسرائيل ولكنه استقال من اليوم الثانى من توقيع إتفاقية أوسلو عام 1993 وعاد إلى رام الله فى فلسطين.

وفاة محمود درويش

توفي محمود درويش فى عام 2008 فى الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة إجراء عملية القلب المفتوح فى مركز تكساس الطبي.

محمود درويش

وكانت آخر أعماله

قصيدة “لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”

رحل محمود وظلت الأراضي الفلسطينية حزينة على وفاته؛ حيث أعلن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الحداد ثلاثة أيام على وفاته وتم تسمية “قصر محمود درويش للثقافة” لإحياء سيرته.

ولكن إرث درويش لم يكن لعائلته فقط بل كان للعالم كله من خلال قصائده التى تركها تحيي اسمه، ومن أجمل قصائده:

  • هو، لا غيره
  • لا شيء يعجبني
  • يطير الحمام
  • تنسي كأنك لم تكن
  • أما أنا فأقول لإسمي
  • هو هادئ وأنا كذلك
  • نحن نحب الحياة
  • هى فى مساء وحيدة
  • الحلمُ ما هو
  • لى حكمة المحكوم بالإعدام

تابعنا أيضاً هنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock