كتبت: ضحى ثروت هلال
يعتبر العناد عند الاطفال من السلوكيات المنتشرة التي تظهر في مراحل النمو المبكرة وقد يكون تحديًا كبيرًا للأهل؛ حيث يصر الطفل على رفض الأوامر أو القيام بعكس ما يطلب منه، وهذا السلوك قد يكون تعبيرًا عن رغبة الطفل في تأكيد استقلاليته أو رفضًا للسيطرة المفرطة عليه ومع ذلك فإن التعامل مع العناد يحتاج إلى صبر واستراتيجيات تربوية صحيحة لتعديل هذا السلوك بطريقة ايجابية.
– أول خطوة في تعديل مشكلة العناد هي فهم السبب الذي يدفع الطفل إلى هذا السلوك، قد يكون الطفل يشعر بالاحباط نتيجة لغياب التواصل الفعال مع الأهل أو ربما يفتقر إلى مساحة كافية للتعبير عن نفسه أو إتخاذ القرارات البسيطة، مثل اختيار ملابسه أو ألعابه، إذا تمكن الأهل من معرفة السبب الأساسي للعند سيكون من الأسهل وضع خطة لتغييره.
– بدلًا من مواجهة العناد بالتحدي يجب على الأهل استخدام أسلوب الحوار مع الطفل، فالحديث معه بطريقة هادئة يفتح الباب لفهم مشاعره ورغباته، على سبيل المثال إذا رفض الطفل تناول الطعام يمكن للأهل أن يسألونه عن السبب بدلًا من إجباره، هذا يساعد على بناء علاقة ثقة مع الطفل وجعله يشعر بأن رأيه مهم.
– التعزيز الايجابي من الأدوات الفعالة، أيضًا في تعديل السلوك عندما يظهر الطفل تعاونًا او استجابة ايجابية يجب مدحه على الفور بطريقة تشعره بالفخر بنفسه، يمكن أن يكون التعزيز بكلمة طيبة أو مكافأة صغيرة، مثل وقت إضافي للعب، الأمر الذي يشجع الطفل على تكرار السلوك المرغوب فيه.
تعرف أيضا علي…تناول الورق والطين …تعرف علي متلازمة بيكا وأعراضها
– من المهم أيضًا أن يتيح الأهل للطفل فرصة لإتخاذ بعض القرارات اليومية التي تخصه، مثل اختيار نوع الفاكهة التي يريد تناولها أو اللعبة التي يريد لعبها، هذا يعزز من شعور الطفل بالاستقلالية ويقلل من ميله إلى العناد كرد فعل على فقدان التحكم في حياته.
– في بعض الحالات قد يكون العناد ناتجًا عن احساس الطفل بعدم الإنتباه لاحتياجاته أو عدم تقدير مشاعره، ولذلك يجب على الأهل أن يظهروا اهتمامًا أكبر بما يشعر به الطفل، فمثلًا إذا كان الطفل يشعر بالحزن أو الغضب يمكن للأهل منحه وقتًا للتحدث عن مشاعره قبل محاولة فرض قيود أو توجيه الأوامر.
– على الأهل تجنب العقاب الشديد أو النقد المتكرر لأن ذلك قد يزيد من حدة العناد عند الطفل، بدلًا من ذلك يمكن استخدام طريقة العواقب الطبيعية، مثل أن يتحمل الطفل نتيجة قراراته بطريقة تتناسب مع عمره دون أن يشعر بالإذلال.
– إذا استمر العناد لفترة طويلة أو كان يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للطفل والأسرة، فمن الأفضل استشارة متخصص في التربية أو علم النفس للحصول على توجيهات أكثر دقة وفعالية.
– تعديل مشكلة العناد يتطلب صبرًا وتفهمًا من الأهل، لكنه خطوة أساسية في بناء شخصية الطفل بطريقة ايجابية وتشجيعه على التعامل مع التحديات بطريقة أكثر نضجًا واستقلالية.