كتبت: ضحى ثروت هلال
فى السنوات الأخيرة أصبحت معايير الجمال المثالي موضوع شائع بين الشباب؛ حيث يتزايد الضغط لتحقيق معايير غير واقعية للجمال والتى تروج لها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، هذه الظاهرة أدت إلى زيادة كبيرة فى عدد الأشخاص الذين يسعون لتحسين مظهرهم الجسدي بطرق قد تكون ضارة لصحتهم النفسية والجسدية.
أسباب تواجد الهوس بالجمال الخارجي
الهوس بالجمال المثالي بدأ يظهر بشكل واضح من خلال تزايد الإقبال على عمليات التجميل والحميات الغذائية القاسية وممارسة التمارين الرياضية المكثفة، كلها لتحقيق صورة مثالية غالبًا ما تكون غير واقعية. يرى الشباب صورًا لنجوم السينما والمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلهم يشعرون بالضغط لتقليد هذه الصور المثالية، هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية حيث يصبح الشباب غير راضين عن مظهرهم ويعانون من قلة الثقة بالنفس.
أحد أكثر الجوانب السلبية لهذه الظاهرة هو تأثيرها على تصور الجسم والشعور بالرضا عن الذات؛ الشباب الذين يقارنون أنفسهم باستمرار بالصور المثالية التى يرونها على الإنترنت قد يشعرون بعدم الرضا عن أجسامهم مما يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، هذه المشاكل يمكن أن تكون مدمرة على المدى الطويل إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
تعرف أيضا علي…اضطرابات النوم و وتأثيرها على الصحة العقلية والجسدية
دور المجتمع المحيط فى تعزيز الظاهرة
– وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز معايير الجمال غير الواقعية من خلال الإعلانات والمجلات والبرامج التلفزيونية التى تروج لصورة محددة للجمال؛ مما يساهم فى تعزيز هذه الظاهرة بين الشباب وللأسف فإن هذه الرسائل قد تكون مؤذية لأنها تقدم صورة مشوهة للواقع حيث يتم تعديل الصور بشكل كبير لتبدو مثالية.
– إلى جانب وسائل الإعلام يجب أن نشير أيضًا إلى دور الشركات الكبرى فى ترويج هذه المعايير غير الواقعية للجمال؛ لتحقيق أرباحها.
هذه الشركات تعتمد على تسويق منتجاتها التجميلية وبرامج اللياقة البدنية من خلال استغلال مشاعر عدم الرضا عن الذات لدى الشباب، هذا النهج لا يعزز فقط الهوس بالجمال المثالي بل يجعله أيضًا مصدر للاستفادة الاقتصادية على حساب الصحة النفسية والجسدية للأفراد.
حلول للتصدي لظاهرة الهوس الجمالي
– لمكافحة هذه الظاهرة يجب علينا تعزيز الوعي بين الشباب حول أهمية تقبل الذات والجمال الطبيعي.
– ينبغي على المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمجتمع بشكل عام دعم الشباب وتشجيعهم على تطوير صورة صحية وإيجابية عن أنفسهم.
– كذلك ينبغي أن يكون هناك رقابة أكبر على المحتوى الذى يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي والذى يعزز معايير الجمال غير الواقعية.
فى الختام…الهوس بالجمال المثالي هو مشكلة حقيقية تواجه الشباب اليوم وقد يكون لها تأثيرات خطيرة على صحتهم النفسية والجسدية لذلك من الضروري العمل على تعزيز الوعي بأهمية الجمال الطبيعي وتشجيع الشباب على تقبل أنفسهم كما هم، مع مواجهة التأثيرات السلبية للإعلام والشركات التى تستفيد من تعزيز معايير الجمال غير الواقعية.
