كتبت: ضحى ثروت هلال
تعتبر الصحة النفسية من أهم جوانب الحياة الإنسانية التى تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والإنتاجية والسعادة، ومع تزايد الضغوط اليومية فى المجتمع الحديث تظهر العديد من التحديات النفسية التى يعاني منها الأفراد بمختلف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية المختلفة وتتنوع هذه التحديات وتختلف فى شدتها وتأثيرها مما يستدعي تسليط الضوء عليها وفهم أسبابها وطرق التعامل معها.
الضغوط النفسية
تعد من أبرز التحديات النفسية التى يواجهها جميع الأفراد فى المجتمع بشكل يومى ويمكن أن تنشأ من العمل أو العلاقات أو المشاكل المالية، تفرز الضغوط هرمونات التوتر مما يؤثر بشكل سلبى على الصحة النفسية والجسدية.
لمواجهتها يمكن استخدام تقنيات الإسترخاء مثل التأمل والرياضة، والتحدث مع شخص موثوق به.
من أبرز التحديات النفسية التى يواجهها المجتمع اليوم:
– القلق:
يعد القلق استجابة طبيعية ناتجة عن الضغوط النفسية والتوتر، لكنه عندما يتجاوز حدوده الطبيعية يصبح مشكلة تؤثر على الأداء اليومي للفرد، يمكن أن يتجلى القلق فى صور متعددة مثل نوبات الهلع والقلق الاجتماعي والقلق العام.
تنتج هذه الحالات غالبًا عن ضغوط العمل المشاكل المالية أو العلاقات الاجتماعية.
– الاكتئاب:
من أكثر التحديات النفسية انتشارًا، يعرف الاكتئاب بشعور مستمر بالحزن وفقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة التى كانت تعد ممتعة ذو إثاره فى السابق. يتسبب الاكتئاب فى تراجع الأداء الوظيفي والدراسي ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية مثل الأرق أو فقدان الشهية والوزن، ويعود الاكتئاب فى كثير من الأحيان إلى عوامل وراثية أو أحداث حياتية مؤلمة أو اختلالات كيميائية فى الدماغ.
تعرف أيضا علي…أحرق نفسك من أجل الشركة…كيف تسحقك الوظيفة سحقًا جسيمًا؟!
– الضغوط النفسية الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي:
على الرغم من أن هذه الوسائل تتيح التواصل السريع والمستمر إلا إنها تساهم أيضًا فى تعزيز مشاعر الإنفصال عن الواقع والوحدة والعزلة والغيرة، ومقارنةً حياة الفرد بما يراه من نجاحات وأحداث سعيدة فى حياة الآخرين يمكن أن يسبب شعور بالنقص والدونية.
تعتبر الأمراض النفسية المزمنة، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب المتعارف بالبايبولر، تحديات نفسية تتطلب اهتمام خاص.
هذه الحالات تتطلب علاج طويل الأمد ورعاية مستمرة من قبل المتخصصين فى الصحة النفسية بالإضافة إلى دعم العائلة والمجتمع.
كيفية مواجهة التحديات النفسية
لمواجهة هذه التحديات النفسية المتزايدة يجب على المجتمع تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية، وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة عند الحاجة ويمكن تحقيق ذلك من خلال الحملات التوعوية، تقديم الدعم النفسي فى المدارس وأماكن العمل، وتوفير خدمات الاستشارة والعلاج النفسي بسهولة وبأسعار معقولة.
فى الختام ..أود أن أنبهكم بعدم إغفال دور الأسرة والأصدقاء فى دعم الأفراد الذين يعانون من تحديات نفسية.
الحوار المفتوح والصريح، التفهم وتقديم الدعم العاطفي يلعبون دور هام وحيوى فى تحسين الصحة النفسية وتعزيز قدرة الأفراد على التغلب على التحديات ببناء مجتمع يدرك أهمية الصحة النفسية ويعمل على دعمها، يمكننا تحقيق بيئة أكثر استقرارًا وسعادة لجميع الأفراد.
