كتبت: ضحى ثروت هلال
تعد المياه واحدة من أكثر العناصر الطبيعية غموضًا وجمالًا في العالم؛ حيث تتشكل منها ظواهر مائية غريبة تجذب الأنظار وتثير الدهشة حول العالم هذه الظواهر تختلف من حيث الحجم الشكل والأسباب التي تؤدي إلى ظهورها وتشكل كل واحدة منها لغزًا بحد ذاته.
– من أبرز هذه الظواهر ظاهرة المد والجزر العكسي في خليج فندي بكندا؛ حيث يعتبر هذا الخليج واحدًا من الأماكن القليلة في العالم التي تشهد أعلى معدلات المد والجزر العكسي في العالم يظل الناس مذهولين وهم يشاهدون المياه تتدفق وتنسحب بسرعة كبيرة تاركة مساحات واسعة من الشاطئ مكشوفة فقط لتعود بعد ساعات قليلة لتغمره بالكامل مرة أخرى. هذه الظاهرة لا تتكرر سوى في أماكن قليلة جدًا حول العالم.
– وفي المكسيك تتجلى ظاهرة الحفرة الزرقاء العميقة في البحر الكاريبي، وهي حفرة تحت الماء تشبه ثقبًا كبيرًا في قاع البحر تمتد إلى عمق يزيد عن 120 مترًا ويعتقد العلماء أن هذه الحفرة تكونت منذ آلاف السنين عندما انهارت كهوف جيرية ضخمة بسبب تغيرات في مستوى المياه، هذه الحفرة تعتبر من أكثر الأماكن جذبًا للغواصين من جميع أنحاء العالم؛ فهي تجمع بين الجمال الغامض والخطر في نفس الوقت.
– أما في جزر المالديف نجد ظاهرة البحر المضيء حيث يضيء الشاطئ بألوان زرقاء متوهجة عند الليل هذه الظاهرة تنتج عن تجمع كميات هائلة من الكائنات الدقيقة المعروفة بالبكتيريا المضيئة؛ حيث تضيء عندما تتعرض لأي حركة في المياه مما يخلق مشهدًا ساحرًا وأشبه ما يكون بمنظر نجوم السماء المتلألئة على سطح البحر.
– وفي أيسلندا توجد ظاهرة الشلالات العكسية؛ حيث يبدو الماء وكأنه يتدفق عكسيًا إلى أعلى بفعل الرياح القوية التي تدفع المياه باتجاه معاكس لتدفقها الطبيعي؛ مما يعطي انطباعًا وكأن الشلال يصعد إلى السماء بدلًا من السقوط إلى الأسفل هذه الظاهرة تحدث نتيجة الرياح القوية التى تهب في اتجاه الشلالات ولكنها تبقى ظاهرة نادرة جدًا ولا تحدث إلا في أماكن محددة وظروف جوية خاصة.
– ولا يمكن الحديث عن الظواهر المائية دون ذكر نهر الألوان الخمسة في كولومبيا والمعروف باسم كانو كريستال؛ حيث يتغير لون هذا النهر حسب فصول السنة ما بين الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق. هذه الظاهرة تنتج عن تفاعل أنواع محددة من النباتات المائية مع أشعة الشمس ودرجات الحرارة مما يخلق منظرًا طبيعيًا لا مثيل له.
– من بين الظواهر المائية الغريبة التي تستحق الذكر أيضًا نجد ظاهرة بحيرة هيلير في أستراليا، هذه البحيرة المالحة تتميز بلونها الوردي الفاتح الذي يبدو وكأنه لون مستحضر تجميلي أو مشهد من فيلم خيالي السبب وراء هذا اللون الفريد هو وجود أنواع محددة من الطحالب والبكتيريا التي تنتج أصباغًا تلون المياه باللون الوردي المدهش، رغم أن العلماء أكدوا أن هذه المياه آمنة تمامًا، إلا أن المشهد البصري يظل مذهلًا وغريبًا بشكل لا يمكن تصديقه. تبدو البحيرة من الأعلى وكأنها بقعة وردية وسط الغابات الخضراء؛ مما يجعلها واحدة من أجمل وأغرب العجائب الطبيعية في العالم.
تعرف أيضًا على: البحر المضيء أو كما يطلق عليه البعض “بحر النجوم”
كل هذه الظواهر وغيرها تجعلنا ندرك أن عالم المياه مليء بالأسرار والغرائب التي لم نكتشفها بعد ربما تكون هذه الظواهر نادرة لكنها تذكرنا دائمًا بجمال وقوة الطبيعة التي تتجاوز في روعتها وخيالها كل حدود المنطق.
