الوحدة والإنعزال المرضي
كتبت: أسماء أشرف
كثيراً ما يتردد على أسماعنا كلمة وحدة أو ما يأتى من صفاتها فيتم القول أن هذا الشخص وحيد-مثلاً- ولكن ما هى الوحدة من الأساس .. أهى فقط مقتصرة على كونها عزلة وعدم اختلاط بالآخرين أم أنها تتعدى كل هذا لتكون أخطر من مجرد وحدة فحسب…
ماهي هي الوحدة ؟
حقيقةً أنا أرى أن الوحدة هى شعور أكثر من كونها حالة من الإنفراد والعزلة؛ فالكثيرين ممن يشعرون بالوحدة هم بالفعل فى بيئة تضج بالأقارب والمعارف والأصدقاء .. لكن وبالرغم من هذا وحيدين، يشعرون بالغربة وعدم الإنتماء..تتضارب في رأسهم المخاوف والأفكار السلبية، يشعرون دوماً بأنهم قد أسُئ فهمهم؛ فيقررون الإنعزال وبناء سد مانع للعلاقات، وعلى الجانب الأخر وبالنظر للفئات الأخرى التى تعانى من الوحدة فسنجد أن شعورهم هذا نابع من كونهم منعزلين بالفعل، علاقاتهم الإجتماعية شبه منعدمة.. يجدون صعوبة فى التواصل مع غيرهم وبناء العلاقات..وعلى إختلاف الفئتين كلياً إلا أن النتيجة واحدة وهى الإصابة بالوحدة والإنعزال.
ما هي أضرارها ؟
- للوحدة العديد من الأضرار التى لا تؤثر على الفرد فقط بل تصل تبعاتها لأخطر من هذا بكثير؛ ففى إحدى الأبحاث المتعلقة بضرر غياب العلاقات الإجتماعية أثُبت أن هذا الضرر يعادل تدخين 15 سيجارة يومياً، وفى الحقيقة لم تقتصر السلبيات والأضرار على ذلك فحسب بل تتعدى ليصل خطرها للإصابة بأمراض القلب والخرف نتيجة لإضطرابات النوم..والكثير من الأمراض الجسدية الأخرى التى تكون قاتلة فى أغلب الأحيان، ولو نظرنا للأثر النفسى للوحدة فسنجد أنها قد تسبب الإصابة بإكتئاب حاد ومزمن قد يدفع صاحبه لهواجس انتحارية فى الكثير من الأحيان.
تعرف أيضاً علي..البارانويا – جنون الارتياب
طرق تجنبها ؟
- بالنظر للطرق التى يمكن من خلالها تجنب الوحدة كحالة مرضية يمكننا التوصية بعدة سلوكيات من شأنها دفع السلوك المرضي للوحدة..ومن هذه السلوكيات ما هو كالآتي:
تعزيز العلاقات الإجتماعية وتكوين صداقات ومعارف مع أشخاص متقاربين لنا ثقافياً وفكرياً، وممارسة الأنشطة التطوعية والمهارات التى من شأنها تعزيز الثقة بالنفس وأيضاً تقليل الوقت الذى يتم قضاءه على شبكات التواصل الإجتماعي لما تفرضه علينا من واقع افتراضي وشعور إجباري بالوحدة، والأهم من كل هذا هو تغيير طرق التفكير النمطية التى من شأنها أن تدفعنا دفعاً لهاوية سحيقة من مشاعر متضاربة من الوحدة.
وفى النهاية يمكننى القول أن الوحدة قد تكون لها إيجابيات كما السلبيات، فيمكن ممارستها ولكن بالحد المسموح فالإفراط فى الإنعزال يؤدي لتبعات كارثية، وبالرغم من هذا يجب علينا جميعاً إدراك أننا بحاجة لبعض من الوقت مع أنفسنا..بأن نعيد ترتيبنا داخلياً..نحتاج جميعنا لوحدة ولكن بالقدر المعقول.