الهوية فطرة إنسانية…تأملات حول الارتباط بالأصول الإسلامية
كتب: محمد نجيب
حاجة الإنسان للهوية:
الإنسان، ككائن اجتماعي بطبيعته، يندمج فى جماعة يشترك مع أفرادها فى لغتهم وعرقهم ودينهم، هذا الارتباط الفطري يتجلى فى اللغة والعرق والدين، ويظهر كجزء من الفطرة التى جُبل عليها الإنسان.
وكما جبل الله تعالى الإنسان على هذه الجبلة فشرع له الدين ليشبع هذه الحاجة الضرورية للتواجد فى جماعة والأدلة فى ذلك كثيرة:
• ﴿إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ﴾.
• ﴿وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاتَّقونِ﴾
• ﴿وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ﴾
فالله عز وجل ألف بين قلوبنا وأمرنا ان نكون على قلب رجل واحد؛ فمسلم الشرق أخو مسلم الغرب، وكلاهما اخوان لمسلم الشام.
المتملصين من إخوانهم
ومع ذلك، عندما يبتعد الإنسان عن الوحي والشريعة ويتملص من هويته الإسلامية، يفقد هويته بشكل واضح.
يلجأ بعضهم إلى الفكر العلماني الغربي متخذينه عقيدةً ثابتة؛ اعتبارًا منهم أن تقليد الناجحين -ماديًا- سيجعلهم أفرادًا منهم، ولكن فى الحقيقة أنهم يُنظر إليهم كأشخاص دونيين يتملصون عن هويتهم لإرضاء الآخرين.
وأذكر فى ذلك قول “عمر بن الخطاب” -رضي الله عنه-: “نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة فى غيره أذلَّنا الله”.
وهناك الآخر الذى يأخذ عقيدته من القومية، والوطنية؛ محددًا هويته بالخطوط الوهمية -الحدود-؛ معتبرًا الدفاع عن هذه الخطوط أهم من الجهاد فى سبيل الله، يبيت مأخي لغير المسلمين تحت مسمى شركاء الوطن متناسيًا اخوانه الحقيقيين.
وقد حارب الإسلام العصبية القبلية؛ ففي العصر المدني نشب خلاف بين رجلين من المهاجرين والأنصار واستند كلًا منهم على قبيلته فسمع النبي هذا وقال لهم: “دَعُوهَا، فإنَّهَا مُنْتِنَة” قاصدًا بها العصبية القبلية.
تعرف أيضا علي…العمل التطوعي وتأثيره فى الحياة المجتمعية
وللنهي عن العصبية القبلية أسباب كثيرة ومنها:
• العصبية عامل من عوامل هدم الدين، والمجتمع والتفريق بين الناس.
• سبب من أسباب للقتال والفتنة كما انها خلق من أخلاق الجاهلية.
ما ينبغي علينا
فى الآونة الأخيرة، أصبح التملص من الدين والتمسح فى الهوية القومية واضحًا وضوح الشمس كما يقولون، وظهر ذلك فى الأحداث الأخيرة لإخواننا فى غزة؛ فإخواننا هناك يعيشون فى أشد الابتلاءات، وهم على بعد كيلومترات منا ونحن لا نشعر أن القضية قضيتنا (فقط لأنهم خارج الحدود الترابية خاصتنا).
لذا يجب على كل مُصلح ومُصلحة محاربة أفكار العصبية القومية التى تُرسخ فى عقولنا على مر السنين؛ بتعلم وتعليم العقيدة الصحيحة، والشريعة الإسلامية، ومحاربة الأفكار المتطرفة المندسة فى أمتنا العربية، ويجب أن نرسخ معنى أن مرجعيتنا الأولى والأخيرة هى الدين.