مقالات

الهروب المرضي

كتبت: أسماء أشرف

هل يحدث وأن تمتلئ رأسك بالضجيج والفوضى، وأن لا يهدأ صوت أفكارك؟

هل يحدث وأن تود اسكات صوت أفكارك ولو لثوانٍ؟

هل يحدث وأن تلجأ للهرب حتى يهدأ العالم داخلك؟

إن كان يحدث كل هذا، فوجب علينا تعريفه…

الهروب المرضي أو كما يسمى الهروب من الواقع..
هو حالة من الاختيار القسرى للانعزال والهرب، تسببها الضغوط وضجيج الأفكار وكثرة مواقف الحياة السلبية والضاغطة، وميل الأشخاص لتجنب المواقف المرهقة والتى تزيد عبء الحياة عليهم.

ويحدث الهروب من الواقع بطرق عدة..

– فقد يكون الهروب عقليًا، وهنا يهرب صاحبه إلى عالم من الخيال الوهمى، ويتجنب التفكير فيما يرهقه ويزيد المتاعب من حوله.

– وقد يتجه الأشخاص للهروب إلى عالم الواقع الأقل تعقيدًا وأكثر بعدًا عن واقعهم المؤلم؛ فيتجهون للطرق المختلفة من الترفيه، مثل البرامج التلفزيونية، والمسلسلات، الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي.

– أما الإتجاه الثالث، فهو يشكل الخطر الأكبر؛ حيث يهرب صاحبه بأيًا من مسببات العزلة القسرية، والتى تتمثل فى الإدمان والانجراف نحو الضياع.

ومن هنا تتضح الأضرار لهذا الهروب المرضي، وتأتى متمثلة فى:

 

– عدم الإحساس بالواقع؛ حيث إنه كلما زاد معدل الهروب، كلما قل الإحساس بالواقع المعيش حولنا.

– عدم القدرة على الفصل بين ما يحدث فى الواقع وبين ما هو مجرد خيال.

– فقد العلاقات والروابط بالأشخاص حولنا.

– الفشل فى الحياة العملية، وعدم القدرة على الإنجاز وتحقيق الأهداف.

– اللجوء للإدمان فى أغلب الأحيان؛ مما يتسبب بمخاطر لا تعد ولا تحصى.

– تعزيز الإصابة بالاكتئاب؛ حيث يدفع الهروب الأشخاص للإنطواء والعزلة؛ مما يُشعر الفرد بالوحدة وبالتالى شعوره بالاكتئاب.

– قد يتسبب الهروب أحيانًا للجوء الأفراد للانتحار؛ حيث أن فكرهم المستمر يدفعهم دفعًا لإسكاته بشتى الطرق حتى وإن كانت الانتحار.

ومع تعدد الأضرار، وجب التركيز على ضرورة العلاج لهذه الحالة المرضية..

ومن أهم طرق التعافى:

– مواجهة الفرد لخوفه ومشاكله:
إن المواجهة هى النقيض المرهق للهرب، وبالتالى فإن مواجهة الفرد لما يرهقه هى أفضل الحلول للتغلب عليه، وذلك بدلًا من الهرب وتأجيل المواجهة التى هى حتمية؛ حيث إن الهرب هو تأجيل لمواجهة الفرد مع ذاته ليس إلا.

– اللجوء للمساعدة:
من الضرورى أن يساعد الفرد ذاته، ويبحث عمن يساعده إن أخفق هو فى ذلك.
والمساعدة هنا يجب أن تكون من أشخاص على دراية وعلم بما تعانيه؛ حتى يتفهموا خوفك واضطراباتك.

 

تعرف أيضًا على: الوحدة والإنعزال المرضي

 

وفى النهاية علينا أن ندرك أن الواقع وإن كان مرهقًا، فهو أفضل بكثير من عالم نعيشه من نسج خيالنا..يفصلنا عن الواقع والعالم أجمع.

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock