مقالات

المدنيين ما بين الحروب وقواعد الإنسانية

المدنيين ما بين الحروب وقواعد الإنسانية

كتبت :- حنين طارق

منذ الفترة الأخيرة التي انقلبت بها الأحداث رأسًا على عقب في يوم ٧ أكتوبر بعدما ضُربت إسرائيل بحوالي ٥٠٠٠ صاروخ تقريبًا ومن ثم تم ردّ ضرباتها بشكل أعنف، حتى وصلنا لقصف المستشفيات والمدارس التي لجأ إليها الشعب الفلسطيني كوسيلة إحتماء فقط من القصف المباشر والصريح، ولكن ما باليد حيلة.

وقد أثار البعض الجدل بقوله “دول مدنيين حتى لو إسرائيلين مش من حقك تقتلهم”، والغريب في قولهم – في رأيي – أن المدنيين الفلسطينيين تعرضوا لنفس الشيء بشكل أعنف، لقد قُتلوا وشُردّوا وأغتُصبت النساء ومات الشيوخ والأطفال، لقد كان يتم تجريد النساء من حجابهن ونزعه، وسقوط بيت الدافيء الهاديء فوق رأس طفل صغير يلعب فقط، ليصبح الآن عليه مهمة أن يبحث عن أهله تحت الأشلاء!

فجأة.. هكذا.. بلا أي مبررات
تلك الكورة التي كان يلعب بها الآن ملطخة بالدماء، ملابسه التي كان يتوق لإرتدائها ملطخة بالدماء.. طلاء الأظافر التي أشترته الطفلة الصغيرة لتتزين به الآن تجده ملطخًا بالدماء أيضًا..

وفي كل هذا يظل التساؤل:
“واذا الموؤدة سُئِلَتْ باي ذَنْبٍ قُتِلَتْ”

لذا الحرب ليست حرب بين حكومة وحكومة وسياسة وسياسة فقط .. قد نستثني الأطفال من الحسبة، فقد وجد نفسه في دنيا فجأة لا يفقه فيها شيء ولا يعلم أن جنسيته الإسرائيلية تلك سبب كل هذه الدماء والحروب والأشلاء … سبب نزع الأهل من أرضهم، سبب قصف بيوت الناس تحت رؤوسهم.

تعرف ايضا علي _“القضية الفلسطينية” . . . عش إنسانا صاحب قضية ولا تعش مشرد الفكر بلا مبدأ

وعلى الرغم من ذلك صرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس أن الحركة لا تستهدف المجازر التي يقوم بها الاسرائيلين، ولكنها تستهدف الجنود الصهاينة، قائلًا: «الشعب الفلسطيني هو الضحية، ويقاتل جلاد صهيوني محتل».

وبتوضيح الوضع بشكل أنسب .. قامت ممثلة إسرائيلية بإظهار تعاطفها للأبرياء الفلسطينيين والإسرائيليين .. ثم ظهر الهجوم عليها من الجانب الإسرائيلي حتى اضطرت لحذف التويتة التي قالت فيها:
“قتل الفلسطينيين الأبرياء أمر مروع .. وقتل الإسرائيليين الأبرياء أمر مروع، وأوضحت بأن الشعور يجب أن يكون مماثل، سواء أكنت تشعر بالشفقة على المدنيين الاسرائيلين او الفلسطينيين.

كره الإسرائيلين فكرة أن يتساوى المدني الفلسطيني بالمدني الإسرائيلي، فبالنسبة لهم المدني الفلسطيني هو المجرم ويستحق كل ما يجري له، أما الإسرائيلي فهو الضحية.

تابعانا ايضا علي ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock