مقالات

القضية الفلسطينية بين المعاناة والألم

القضية الفلسطينية بين المعاناة والألم

كتبت:- مريم خميس عبد الهادى

فلسطين التى أحتُلت وتشرد ابنائها منذ ما يقارب ال 75 عام بسبب وعد من لا يملك لمن لا يستحق..
سوف نسرد قصتها اليوم من البداية..

عروبة فلسطين عبر التاريخ

إن العرب قد اتخذوا فلسطين موطن لهم منذ القدم؛ حيث كان تمركزهم فى أراضى فلسطين منذ القرن الثالث الميلادى حتى ظهور الإسلام، وكان عددهم فى تزايد مستمر، وظلت فلسطين عربية إسلامية منذ الفتح الإسلامى إلى الحكم العثمانى الذى تفكك فى أوائل القرن العشرين، وقد حفز الدبلوماسية الأوروبية القائمة على أهداف استعمارية على زيادة أهداف حيلهم لخضوع أقاليم الأمبراطورية العثمانية تحت سيطرتهم وإدخالها فى نفوذ الإستعمار الأوروبى.
وبدأت بذلك مرحلة جديدة فى المسار السياسى والتاريخى لفلسطين العربية التى تعرضت لمؤامرة استعمارية صهيونية خلف قناع المشاريع البريطانية التى مكنت الصهيونين من احتلال فلسطين وإعلان قيام الكيان الإسرائيلى على أراضى فلسطين.

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية
  • الخلفيات السياسية لإقامة الكيان الصهيونى ودور الولايات المتحدة الأمريكية

منذ منتصف القرن الماضى بدأ ضغط المفوضية الأمريكية فى الأستانة؛ حيث سمح الباب العالى العثمانى لكل يهودي يزور فلسطين بالبقاء لمدة شهر ثم زادت المدة لتصل إلى ثلاثة أشهر، وتم الإفراج عن أربعمائة مهاجر غير شرعي من اليهود من قبل السلطات العثمانية.
ويتضمن المساواة فى المعاملة بين الأمريكان المسحيين واليهود، مما ساعد على فتح المجال لليهود للهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضى فيها.
وتأسست عام 1906 اللجنة اليهودية الأمريكية، وكانت الغاية الأساسية من إنشاء هذه اللجنة هو تسهيل تسلسل رأس المال الأمريكى فى أنحاء العالم.
ثم حدثت مباحثات بين الحركة الصهيونية والحكومة البريطانية 1917 بهدف استصدار وعد من الحكومة البريطانية ببناء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
ووصلت تفاصيل هذه المحادثات إلى قادة الصهيون فى أمريكا عن طريق “لويس براندز” والمستشار الأول للرئيس “ولسون”.
وفى 26 سبتمبر 1917 صدر قرار بموافقة الرئيس ولسون على مشروع وعد بلفور.
ووضعت الحرب أوزارها فى نوفمبر 1919 وعقد مؤتمر الصلح فى باريس فى يناير 1919، وتضمن هذا المؤتمر توصيات على ضرورة وضع فلسطين تحت الإنتداب البريطانى وهجرة اليهود ليتحول إلى وطن قومى لليهود.

وعد بلفور

تم عقد المؤتمر الصهيونى الأول فى بازل عام 1897؛ حيث تم نقل فكرة الصهيونية من مجرد حلم وخيال إلى واقع ومعاناة يعيشها شعب فلسطين لليوم.

القضية الفلسطينية وعد بلفور

تعرف أيضاً علي – حرب أكتوبر

الإنتداب البريطانى علي فلسطين وهجرة اليهود أليها

فى 2 نوفمبر 1917؛ حيث اتفقت دول الحلفاء الرئيسية على تنفيذ نصوص المادة من عهد عصبة الأمم على أختيار دولة لإدارة شئون فلسطين،
وصدقت الدول على أن يتم إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين مع بيان يشترط بعدم حدوث شيء يضر بالحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين.

تقسيم فلسطين وإقامه دولة إسرائيل

على إثر الحرب العالمية الثانية دفعت الحركة الصهيونية فى جهود من أجل إعلان الدولة الصهيونية؛
حيث قامت الحكومة البريطانية عام 1947 بعرض القضية على الأمم المتحدة التى وقعت وقتها تحت النفوذ الأمريكى؛
فأصدر قرار تقسيم فلسطين وقيام دولة يهودية وأخرى عربية وأعلن يوم 15 مايو 1948 موعد لنهاية الإنتداب البريطانى على فلسطين.

المواجهة الفلسطينية المسلحة

لم يقف عرب فلسطين فى مواجهة المشاريع الإستعمارية عند النضال السياسى ولجأوا للرفض الثورى؛
فقد حدثت العديد من الثورات والإنتفاضات الفلسطينية فى الفترة من سنة 1920 إلى 1949 للتعبير عن الرفض الفلسطيني للوجود الصهيونى فى فلسطين.

القضية الفلسطينية

تعرف أيضاً علي – حق المواطن في الإنتخاب والتصويت

انتفاضة 1920

تلك الإنتفاضة الوطنية التى حدثت فى شهر أبريل من سنة 1920 التى قام بها عرب فلسطين للتعبير عن رفض سياسة بريطانيا المصاحبة لوعد بلفور،
وقد جرت أحداث هذه الإنتفاضة عند الإحتفال بموسم النبى موسى من سنة 1920، وحدثت خلال تلك المظاهرات اشتباكات ومشادات بين العرب المتظاهرين واليهود،
وكانت تلك الإنتفاضة البداية للكثير من الثورات والإنتفاضات التى استمرت طوال مدة الإنتداب البريطانى على فلسطين.

انتفاضة يافا 1921

جرت حوادث هذه الإنتفاضة من بداية شهر مايو 1921 بين المواطنين العرب والجنود البريطانيين؛ حيث كانوا يطاردون خمسة وخمسون مواطن عربى كانوا قد اصطدموا بمظاهرة صهيونية عمالية بتل أبيب،
ولكن كان رد فعل القوات الحكومية استعمال العنف لفك تجمعات العرب المتظاهرين الذين حدث لهم إصابات جسيمة.

ثورة 1929

فى حين أن الصهيونيين يحاولون تجميع جهودهم فى الولايات المتحدة الأمريكية، كان الموقف السياسى العربى يتصف بإتخاذ مواقف الدفاع الوقائى، وبينما فشل العرب فى معظم المعارك التى خاضوها لإنقاذ عروبة فلسطين؛
حيث ظلوا يطالبون بكثير من الأشياء مثل وقف الهجرة اليهودية وإبطال الإنتداب والإستقلال ولكن لا أحد يستمع ولا يهتم لهم حتى أندلعت الثورات الشعبية.

ثورة 1929
ثورة 1929

تعرف أيضاً علي – الزيادة السكانية وآثارها

الكتاب الأبيض

أكتوبر 1930 أصدرت الحكومة البريطانية “الكتاب الأبيض”،
وأكدت فيه أن صك الإنتداب هو تعهد دولى لا يمكن العدول عنه
وأشار كتاب الحكومة البريطانية إلى أن الوقت قد حان للسير فى منح فلسطين درجة منذ الحكم الذاتى،
وأختتمت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض بدعوة العرب إلى الإعتراف بما يحدث والزعماء اليهود إلى ضرورة إجراء بعض التنازلات،
إلا أن الحكومة البريطانية تراجعت عن كتابها الأبيض بعد تعرضها لضغوط صهيونية عنيفة، وقد أطلق العرب عليه أسم “الكتاب الأسود”

الكتاب الأبيض

ثورة 1935

استمر دافع الثورات السابقة قائم؛ حيث زادت هجرة اليهود إلى فلسطين، وزاد طرد الفلاحين من أراضيهم التى أخذها الصهيونيين،
وفى مارس 1936 رفض مجلس العموم البريطانى الموافقة على الحد من هجرة اليهود ومنح فلسطين حق تشكيل مجلس تشريعى،
ومنذ منتصف مارس أخذ الصهيون فى الإعتداء على العرب، ومع اتساع الهجرة اليهودية أزداد تملك الصهيون من أراضى فلسطين،
وأعُلن الإضراب العام الذى استمر لمدة ستة أشهر وانفجرت فى أثنائه الثورة الكبرى،
وكان سبب هذا الإضراب سلسلة حوادث دموية وقعت بين العرب واليهود،
وشعرت وقتها الحكومة البريطانية بالعجز عن وقف الثورة وإنهاء الإضراب العام،
ولكن سرعان ما استجابت اللجنة العربية العليا لصوت الحكام العرب ودعت الشعب إلى أنهاء الإضراب فى بيان أصُدر فى 11 أكتوبر 1986.

ثورة 1935
القضية الفلسطينية

جيش الجهاد المقدس

واستمرت المقاومة الفلسطينية بفضل مجموعات “جيش الجهاد المقدس”؛ حيث خاضت الكثير من المعارك ضد الصهيون والقوات البريطانية وظلت قائمة تؤدى دورها فى فلسطين ضد الإستعمار إلى أن أتاها أمر الحل من الهيئة العربية العليا لفلسطين من القاهرة فى 15مايو 1946 وكان قد انشاءها الشهيد “عبد القادر الحسيني”.

المؤتمرات الوطنية الفلسطينية قبل عام 1948

لم يظهر الكيان السياسى الفلسطينى فى الإطار الوطنى الخاص إلا بعد المؤامرة الكبرى على الوطن العربى وتقسيمه فى المشرق العربى إلى مناطق نفوذ الدول العربية وفقاً لإتفاقية “سايكس بيكو”.

  • المؤتمر الفلسطيني الأول
    عُقد فى القدس فى 27 من يناير 1919 المؤتمر الأول للجمعيات المسيحية والإسلامية.
  • المؤتمر الفلسطيني الثانى
    بدأت الحركة الوطنية الفلسطينية تشعر بمدى الأخطار الصهيونية وبدأت توجه كل جهودها لمقاومة تلك المخاطر؛ حيث عُقد المؤتمر الفلسطيني الثانى فى دمشق فى 27 من فبراير 1920، وشارك فيه مندوبين اللجنة العليا للدفاع الوطنى فى دمشق وممثلو الأحزاب السياسية.
  • المؤتمر الفلسطيني الثالث
    انعقد هذا المؤتمر بأسم الجمعيات علنًا فى مدينة حيفا فى 13/ 12/ 1920 واستمر ستة أيام.
  • المؤتمر الفلسطيني الرابع
    أختار المؤتمر الوفد الفلسطيني الأول إلى أوروبا وأنعقد فى القدس 29 /5 /1921 واستمر حتى 2 /6 /1921، وأختتم المؤتمر على أن تبذل هيئة الوفد كل جهودها لتحقيق الأمانى الوطنية.
  • المؤتمر الفلسطيني الخامس
    انعقد فى نابلس من 20 حتى 25 /8/ 1922 وأتخد المؤتمر 17 قرار منهم:
    إرسال وفد إلى الولايات المتحدة،
    رفض دستور فلسطين الجديد،
    مقاطعة انتخابات المجلس التشريعى،
    رفض نظام الإنتداب،
    تأسيس مكتب فلسطيني فى لندن،
    ومقاطعة اليهود فى الشراء والبيع.
    وتبنى المؤتمر الخامس فى أخر اجتماعات الميثاق الوطنى الفلسطيني.
  • المؤتمر الفلسطيني السادس
    تم عقده فى 16 يونيو 1923 وقرر رفض مشروع المعاهدة الإنجليزية العربية والذى نشرت حكومة فلسطين ملخصه؛
    لإنه يخالف العهود المقطوعة للعرب والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والمطالبة بإلغاء السياسة الصهيونية وإنشاء حكومة وطنية نيابية مستقلة،
    وفى تلك الفترة تمكنت اللجنة التنفيذية من المحافظة على القدرة فى مقاومة السياسة البريطانية والصهيونية.
  • المؤتمر العربى الفلسطيني السابع
    عقد المؤتمر فى 20 يونيو 1928 فى القدس
    وفى الخاتمة قرر المؤتمر المطالبة بحكومة وطنية والإحتجاج على كثرة الموظفين الإنجليز فى الحكومة الفلسطينية والإحتجاج أيضًا على تفضيل العمال اليهود على العمال العرب فى الأشغال الحكومية.

وأخيراً المواجهة السياسية الفلسطينية المنظمة؛ حيث عبر فيها الشعب الفلسطيني عن رفضه للصهيونيين بأشكال مختلفة، ويعود ظهور التنظيمات السياسية الفلسطينية إلى بداية القرن العشرين ومنها:
جمعية الإتحاد والترقى 1908،
الحزب الوطنى العثمانى 1909،
الجمعية الفدائية السرية،
حزب الإستقلال العربى،
حزب الدفاع الوطنى 1934.

وفى النهاية يجب ذكر أن فلسطين مازالت محتلة حتى هذه اللحظة، ومازلت الأنتهاكات والضربات والصعوبات التى يتلقاها الشعب مستمرة…على أمل أن ينتهى هذا الكابوس يوماً ما وتعيش فلسطين حرة مستقلة.

تابعنا أيضاً هنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock