العلاقة بين الذكاء الأصطناعي ونسبة البطالة
كتبت:- ياسمين عزت
لقد إزدادت المخاوف من تأثير تطبيقات الذكاء الإصطناعى على سوق العمل عن طريق إزدياد معدلات البطالة، ولم تأتى كل هذه المخاوف من العدم؛ حيث أن معدلات الإنفاق العالمى التى يتم إنفاقها لتطوير الذكاء الإصطناعى فى تزايد مستمر، حيث ازداد مبلغ الإنفاق إلى 46 مليار دولار فى 2020 وقد إزداد أكثر بكثير الأن، وهذه الأرقام العالية للاستثمارات تؤكد على أن العالم يتوجه بغزارة للإستثمار فى هذا المجال.
ومن وجهة نظر معظم المحللين الإقتصاديين أن دخول الذكاء الاصطناعى فى كافة المجالات الصناعية سينتج عنها مصانع بعدد موظفين قليل، وذلك سيتسبب فى زيادة نسبة معدلات البطالة، وأدت هذه التوقعات إلى ضغط كبير من قِبل الشعب على السياسيين؛ حيث طالبت الشعوب الحكومات بتجهيز خطط بديلة لكى لا تزداد نسبة البطالة فى ظل وجود الذكاء الإصطناعى.
ما تأثير التطور التكنولوجي على المجالات العملية؟
ولكن فى الحقيقة أُثبت أن التغيرات التقنية لا تتسبب فى زيادة نسبة البطالة بشكل كبير، ولكنها فقط تنقل فى سوق العمل من مجال إلى مجال أخر فهى تُحدث تغيراً فى شكل سوق العمل نفسه.
وفى عام 1470م بألمانيا عندما تمت طباعة أول كتاب، قام الخطاطون بمظاهرات واحتجاجات؛ حيث قالوا أن اختراع آلة الطباعة سيجلعهم يتقاعدون؛ لأن هذه الآلات ستحل محلهم، ولكنهم ومع مرور الوقت اكتشفوا أن هذه الآلات ستحتاج لمن يحفر الأحرف فى قوالبها، وهكذا يكون قد تحول عملهم إلى عمل أكثر أهمية وفاعلية.
تعرف أيضاً علي – مستقبل الميتافيرس و الوجه الأخر للبرمجة الحديثة
فالتقنيات الحديثة أو التكنولوجيا تزيد الكفاءة و الإنتاجية، ولا تلغى دور العنصر البشرى إطلاقاً، فهى تعزز دور العنصر البشرى كجزء أساسى من العملية الإنتاجية، كما يرى “ويلينز” أن الذكاء الإصطناعى كان له تأثير كبير على القطاع الصناعى، حيث استفادت منه كافة الشركات الصناعية وذلك من خلال الحصول على البيانات من خلال الأجهزة المتصلة بالإنترنت، وذلك جعل الشركات تساهم فى تقليل أوجه القصور في العملية الإنتاجية.
ونفت “بيلار بونس” مديرة الموارد البشرية فى شركة”آي بي أم” العالمية، أن يكون ظهور تقنيات الذكاء الإصطناعى مرتبط بمعركة بين الآلات والإنسان، وأضافت أن ذلك سيشكل اتحاداً بين الإنسان والآلات، ولكن يجب تنفيذ أسلوب التعلم المستمر لإكتساب الخبرات للتعامل مع هذه الآلات و زيادة القدرات البشرية، وتنشيط ذهن الأشخاص لمواكبة التغيرات المتواصلة للتطورات التقنية.
لذا فلا داعى للخوف إطلاقاً من أن تؤثر تقنيات الذكاء الإصطناعى على زيادة نسبة البطالة، طالما أنك تتعلم مهارات جديدة بإستمرار لتواكب هذا التطور، فدور الآلات يقتصر على المهام الروتينية فقط، ولكن نحن البشر من نقوم بالمهام الأكثر حرفية وإبداعاً، فمعظم الخبراء الذين يعملون فى مجال الموارد البشرية والتقنيات الحديثة، أكدوا أن الذكاء الإصطناعى لن يمس شيء من الفرص الإقتصادية والإجتماعية فى المستقبل؛ فمن استطاع تطوير مهاراته أحاط نفسه بفرص عمل كثيرة، ومن احتج على هذا التطور ولم يسعى لمواكبته لن يجد له فرصة جيدة في ظل هذا التطور.