مقالات

العالم الثالث بين الحقائق والأوهام

العالم الثالث بين الحقائق والأوهام

كتبت:- بومهدي نجاة

ما هو مصطلح “العالم الثالث” ؟

” العالم الثالث” مصطلح يعود إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث استخدم للإشارة إلى البلدان التى لم تكن جزءا من القوتين الكبريين أنذاك، وقد عاد هذا المصطلح وشاع فى الستينيات؛ ليصف مجموعة الدول المتخلفة من العالم، ودون أدنى شك أن للعالم الأول الذى يضم أمريكا ودول أوروبا الغربية دخلا فى إطلاق هذه التسمية.

و تعتبر السمة المشتركة بين دول العالم الأول هى التقدم الصناعي والتكنولوجي، بينما السمة المشتركة بين دول العالم الثالث هى الفقر و التخلف التكنولوجي، وإن كانت بعض هذه الدول تمتلك موارد بشرية وطبيعية وحيوانية ضخمة، وتتربع دول العالم الثالث على المساحة الأكبر من الكرة الأرضية و بعدد سكان أعلى، حتى سُميت “بالعالم الأكبر”.

تعرف ايضا علي _ حجب أخبار فلسطين من قبل شركة ميتا الأمريكية: أسباب وعواقب

ما هى الأوهام المنشورة عن العالم الثالث؟

أصبح من الواضح أن مصطلح “العالم الثالث” يفتقر إلى دقة فى التصنيف؛ حيث يُشدد على الفوارق والتمييز بين البلدان بشكل غير عادل، رغم حقيقة أن هناك تنوعًا هائلاً بين هذه البلدان، بدءًا من اقتصادات ناشئة قوية إلى بلدان متأثرة بالنزاعات والفقر المدقع، و بعض الأوهام المتعلقة بالعالم الثالث تتضمن تجاهل الإنجازات والتقدم الحقيقي الذى تحقق فى بعض هذه الدول ونشر إشاعات منها :

  • التشدد والفقر الشامل:

يُعتقد بشكل خاطئ أن جميع البلدان فى العالم الثالث تعانى من الفقر والتخلف .. بينما فى الواقع هناك بلدان فى هذه الفئة حققت تقدمًا كبيرًا فى مجموعة متنوعة من المجالات مثل التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد.

  • تجاهل التنوع:

عندما نشير إلى العالم الثالث ككل، فإننا نتجاهل التنوع الهائل بين البلدان والثقافات والاقتصادات فى هذه الفئة .. والأصح أنه لا يمكن وضع كل هذه البلدان فى إطار واحد.

  • التركيز على السلبيات فقط:

يُظهر التركيز على السلبيات فقط نظرة مشوشة حيال الإنجازات والإمكانيات الكبيرة التى تتوفر فى بعض بلدان العالم الثالث.

  • الإكراهات السياسيةوالاقتصادية :

يُغفل عادة عن العوامل الأخرى التى تؤثر على تقدم هذه البلدان … مثل الثقافة والتاريخ والبيئة.

  • الجمود:

يُظن أن البلدان فى العالم الثالث لا تتطور أو تتغير فى الواقع .. بينما فى الواقع هناك تحولات مستمرة وتقدم فى معظم هذه البلدان.

  • التحسينات غير ممكنة:

يعتبر البعض أن التحسينات والتغييرات فى البلدان النامية أمرًا غير ممكن .. ومع ذلك فإن تاريخ الإنسانية يشهد على القدرة على تحسين الأوضاع وتطورها.

وفى النهاية من المهم جداً تجاوز الأوهام والنظر إلى الحقيقة بوجهٍ أكثر شمولًا وتعقيدًا .. ويجب على المجتمع الدولى العمل معًا لدعم التنمية فى جميع البلدان .. بغض النظر عن تصنيفها.

تابعانا ايضا علي ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock