مقالات

الصيام خط أحمر بالنسبة لهؤلاء..فمن هم؟

كتبت: ياسمين سمير 

 

مع إقبال الشهر المبارك والصيام معه فيسيران جنبًا إلى جنب مؤثرين على مختلف جوانب حياتنا دينيًا، صحيًا، أخلاقيًا، بل وأيضًا نفسيًا.

 

 لكن ماذا يخبئ لنا هذا التأثير؟

 

الأمر فى النهاية يعتمد عليك أنت من تحدد هذا التأثير وحدته خاصة من ناحية الصحة الجسدية، مع ذلك فهناك ما لا دخل لهم بذلك فإن المرض يلعب دور القيادة بهذا الشأن فبعدما كانوا يقيدونا أنفسهم أصبحوا هم من يقادوا من قِبل هذه الأمراض المقيتة التى تجعل من حالتهم لا تسر النظر إليها.

 

إذا ما هى هذه الأمراض التى تقلب الحياة رأسًا على عقب؟

 

تحذير.. لا تصوم إن كنت منهم

هناك أمراض يتعارض منع تفاقمها مع الصيام فكما للصيام آثاره الإيجابية على صحتنا فله أيضًا أثار قد تؤدى بحياة الأخرين خاصة مع المصابين بأمراض معينة، وقبل أن نقول ما هى الأمراض لابد أولًا من تسليط الضوء على إنه ليس بشرط من يحمل هذه الأمراض أنه يحظر عليه الصوم بشكل مطلق فكل ما وجد على الخليقة يسير بمبدأ النسبة والتناسب، فأعراض المرض وحدته وعوامل كثيرة ومتشابكة، ويكون لها دور فى تحديد ما إذا كنت قادر على الصيام أم لا ومن يحدد ذلك هو الطبيب المختص فليس من المشروط أن يمتنع من يعانون من الأمراض المزمنة عن الصيام فهذه ليست قاعدة بلا إطالة وكثيرًا من اللغو، تتمثل هذه الأمراض فى الآتي:

– بعض أمراض القلب:

فبعض أمراض القلب خطيرة وقد تودي بحياة المريض؛ إذ أنها تتطلب متابعة مع عدم إنقطاع كلًا من المأكل والمشرب والأدوية على مدار 24 ساعة وهذا الذى لا يسمح به الصيام لذلك وجب عليه الإفطار فى هذه الحالة خاصة إن كانوا يبلغون من العمر أكثر من خمسون عامًا؛ فالإمتناع عن الطعام والشراب لوقت طويل قد يؤدي لاضطراب فى ضغط الدم فيكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجلطات.

– أمراض الكبد:

متضمنة حالات التشمع أو إلتهابات الكبد الفيروسي؛ إذ أن أمراض الكبد لابد فيها من إتباع نظام غذائي ودوائي على مدار اليوم وأي خلل بهذه الإجراءات قد يؤدي لتفاقم المرض وأعراضه.

– الأمراض السرطانية بمختلف أنواعها:

تعد الأمراض السرطانية من الأمراض الخبيثة التى تفتك بحياة حاملها، وتتطلب عناية بمختلف أنواعها دائمة فى جميع الأوقات وهذا الأيام العادية فليس من المنطقي أن يصوم حامليها شيء بديهي لا نقاش فيه.

– مرض السكري:

من أكثر الأمراض شيوعًا بين الناس ولكن عند التعامل معه لابد من الحذر فيمكن أن يسوء وضع حامله فى طرفة عين بحيث يمكن الصيام فى حالته إن كان المرض فى بداياته مرحلة “ما قبل السكر/ سكر النوع الثاني”، بينما إن كان غير مسيطر عليه فوجب الإفطار حينها فإن أجبرت نفسك على الصوم قد تدخل فى غيبوبة سكر بالإضافة لإحتياجهم لحقنة الأنسولين فى أوقات معين لايمكن الإخلال بها.

– مرض الفشل الكلوي:

لا يصح الصيام لمرضى الفشل الكلوي وذلك لإحتياجاتهم الدائمة لشرب الماء والسوائل من أجل تحسين الوظائف الحيوية للكلى ففي المقابل يؤدي نقص السوائل إلى تفاقم الحالة الصحية للمصاب ومع كونه أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى.

– أمراض قرحة المعدة:

فأكثر ما يطور المرض ويزيد من آلامه هو الصيام فالإمتناع عن الطعام وبقاء المعدة فارغة لفترات طويلة قد يطور المرض ويزيد من تفاقمه فيؤدي لزيادة إفرازات المعدة التى تزيد من القرحة.

– الإلتهابات القولونية الحادة:

من أكثر الأمراض انتشارًا نظرًا لإتباع الكثير العديد من العادات الخاطئة التى تساعد على ظهوره، فينبغي عدم الصوم خلالها تجنبًا؛ لأي أعراض خطيرة كالآلام الحادة أو النزيف الدموي الحاد.

– أمراض السمنة:

صحيح أنه يتم إستخدام الصيام كجزء من العلاج والحصول على حمية صحية إلا أن ذلك يكون بإعتدال وإستشارة طبية، ويعد جسد من يعانون من السمنة مضطرب خاصة من ناحية الطعام فإذا انخفض معدل الطعام بشكل مفاجئ قد يفاقم حالته الصحية للأسوء.

– الحوامل والمرضعات:

لا يمكن اعتبار فترة الرضاعة أو الحمل مرض لكن تكن النساء حينها ضعيفات فحالتهن لا تسمح بذلك؛ فلا يتوجب عليهن الصيام خلال هذه المرحلة إلا بإستشارة من الطبيب المختص، مع وجود بعض الحالات من الحمل لا يجوز معها الصيام كالطلق المبكر أو نقص السائل “الأمينوسي” داخل الجنين أو الإجهاض المتكرر بالإضافة للإصابة بإلتهاب المسالك البولية أو سكر الحمل أو إرتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل …

فهذه الأشياء تضعف من الصحة الجسمانية الأكثر للمرأة خاصة الحامل؛ فإذا قامت الحامل بالصيام مع الحالات السابق ذكرها فقد يؤدي ذلك لحدوث إجهاض وموت الجنين مع وجوب الإشارة إلى أن صيام الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ممنوع منعًا باتًا؛ لتجنب التعرض للولادة المبكرة وأي مضاعفات خطيرة تؤثر على صحتها هى وطفلها، أما عن المرضعات فلا يجب عليهن الصوم؛ لإحتياجهن المستمر للسوائل؛ إذ يؤدي نقصانه إلى قلة إفراز حليب الثدي اللازم للرضاعة الطبيعية بالإضافة لكونهن يحتجن للتغذية الجيدة خاصة فى الأشهر الأولى من بعد الولادة.

– المرضي المصابون بالأمراض المزمنة خاصة إن كانت فى مرحلة متأخرة كتلف الكبد مثلًا.

– المرضى المعرضون للغيبوبة الكبدية وإلتهاب الغشاء البريتوني فى البطن.

– المرضى المصابون بالأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والكلى مع الإصابة بسوء الحالة العامة والصحية.

– مرضى الإسهال أو الإرتجاع، ويكون منعهم من الصوم تفاديًا لتعرض أيًا منها لمشاكل كلوية بسبب خسارة السوائل أو عدم تعويضها بسبب الصيام.

– مرضى الإلتهاب الحاد وإرتفاع درجة الحرارة؛ إذ يفقدون السوائل فى الجسم نتيجة للتعرق.

– مرضى يعانون من هبوط فى عضلة القلب أو كسل فى وظائف الكلى والكبد وحاجتهم لمدرات البول وذلك لتراكم الماء بالجسم فى غير موضعه.

– الأمراض العصبية كالصرع ومرض التصلب اللويحي المتعدد.

– أمراض الخرف والزهايمر الشائعة عند كبار السن.

– إرتفاع ضغط الدم الغير مسيطر عليه.

– فرط نشاط الغدة الدرقية.

– مرض فقر الدم.

– إلتهاب المفاصل الشديد.

– بعض الأمراض والاضطرابات النفسية.

– الأمراض التى تتطلب أخذ الأدوية والأغذية على مدار اليوم.

مع الأخذ فى الإعتبار أن معظم هذه الأمراض لا يمنع عنهم الصيام بشكل بحت فقد يستطيعون الصيام فى حالات خاصة والطبيب هو من يحددها لذلك وجب استشارته قبل الإقبال على الصيام.

فالمرض الذى يمنع الصيام عامة هو المرض الذيدى أشتدت بالصوم د، فالمرض لا ضابط له فيستطيع أن يفطر من لا يصاب بالأمراض السابق ذكرها فى حالة إن أشتد هذا المرض على صاحبه مهما كان.

 

خطر الصيام يقترب أكثر لمن مر بهذه المواقف

 

فمن يمر بالمواقف الآتي ذكرها خاصة خلال الأشهر الستة التى تسبق شهر رمضان فوجب عليه عدم الصوم مهما كانت الأسباب وهذه المواقف هى:

1- التعرض للحجز فى الرعاية المركزة.

2- إجراء عملية قلب مفتوح.

3- تركيب دعامة نتيجة لجلطة قلبية.

4- تغير علاج السكر أو الضغط أكثر من مرة خاصة إن كان يأخذ الأنسولين أكثر من مرة فى اليوم.

 

فلا حرج على من لا يستطيع الصيام فكل ما وجب عليه هو دفع فدية.. فدية يقدمها من لم يستطع الصوم كتعويض لذلك لكن إلى من؟

يجب على من لم يستطيع الصيام أن يقدمها للفقراء والمساكين وذلك وفقًا لقول الله تعالى:

“أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”

فمن كان شيخًا كبيرًا، أو مريضًا ولم يكتب له الشفاء بعد فلا يجب عليه الصوم فى هذه الحالة لعدم استطاعته فيفطر ويطعم بدلًا من ذلك كل يوم مسكينًا، أما عن مقدار الفدية وفقًا للآية فإنها تخيير بين أن تعطي كل مسكين نصف كيلوجرام ونصف من الطعام كالأرز مثلًا أو يطهو طعامًا ويدعو إليه المساكين مع ملاحظة أختلف حجم كلًا من السوائل والحبو؛ فالواحد من الماء يكون 2,75 لتر أو أقل بقليل من ثلاثة ليترات، بينما الحبوب واحدة من 2,176 كجم أو أقل بقليل من 5 رطل، وإذا لم يستطيع فعل ذلك فيمكن للفدية أن تكون نقدًا لا بأس فى ذلك.

بعدما كنت تنتظر الصيام بكل شوق وقد نفد صبرك، إذ بالمرض يأتي مفرقًا بينكما ويحول بين لقائكم الذى يأتى سنويًا مانعًا من ذكره، كما لو كنتما متشاجران فما يجب أن نتغاضى عنه.

تعرف أيضًا على: الصيام والصحة النفسية

إنه عند ذكر الصيام يجب علينا تذكر أولًا أن السكينة التى تقطع بها الطعام لإستمرار حياتك والمحافظة عليها هى ذاتها التى تستطيع أن تقتل بها أحدًا بها وهكذا هو الصيام حد الأطراف فوجب التعامل معه بحذر، بالإضافة أيضًا أن هذه الأمراض تكمن خطورتها فى عدم توقعها أو التنبؤ بما ستفعل لاحقًا إذا حدث تغير مفاجئ فى الجسم كالصوم مثلًا؛ لذا وجب التعامل معها بحذر وحساسية خاصة إن تعلق الأمر بالصحة.

تابعنا أيضًا على: https://www.facebook.com/Youth.media.cardes?mibextid=ZbWKwL

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock