الصبر على الأزمات وثبات سكان غزة
كتبت :- حنين طارق
إن الصبر من أكثر العبادات اختبارًا للإنسان، وفى الوقت ذاته من أكثر العبادات صعوبة عليه، يصبر المرء على ما لا يطيق، يصبر على ما يحب .. يصبر على الأشياء التى يتوق إليها ولا ينالها وكذلك يصبر فى أوقات الألم المفاجئة .. والموت، والقصف، يصبر حينما يرى ابنه تحت الحجارة ولا يستطيع إلا أن يلقنه الشهادة .. أو أن ترى الفتاة والدتها مُكفنة وهى تعلم أنه ليس باستطاعتها أن تُقبل يديها مرة أخرى.
شاهد أيضاً..
إذا تابعت آخر الفيديوهات والمشاهد المنتشرة للأحداث الجارية فى قطاع غزة، سوف ترى بعض المشاهد التى يحاول فيها الأطفال مساعدة بعضهم البعض .. والتخفيف عن بعضهم البعض، وحتى تلقين بعضهم البعض الشهادة!!
كيف يصبر طفل لا يفقه شيء عن الثبات النفسي والتعامل السوي وقت الأزمات على كل تلك المشاهد؟
بل إنه لا يراها فقط، لا يمر عليها مرورًا عابرًا، بل إنه جزء منها، يعيش فيها فى الواقع، ومع ذلك يصبر ويصبر..
إن الصبر على الأزمات قوة عظيمة تؤدب صاحبها، تجعله يدرك قيمة الحياة الحقيقية فى عينيه، ولا يعنى ذلك أن يزهد الدنيا بما فيها بشكل تام، ولكن على الأقل يدرك بأنها فانية.. وأن الصبر يكمن فى باطنه الخير، وأن بمقدار صعوبته يأتى الفرج.
بمقدار المعاناة التى يقاصيها الفرد حتى يمر يومه، والمرات التى تساقطت فيها الدموع من عينيه إثر فقد أو خسارة أو بلاء .. كلها محسوبة ومُحكمة ولها وبها الأجر.
شاهد أيضاً..
وكذلك أهل غزة فى كل لمعاناة والآلام ومشاهد الموت والذبح والاغتصاب التى يعانوا منها منذ بداية الحرب، فى كل هذا شهداء لله، موطنهم الجنة جزاء صبرهم على أزماتهم.
لا تخلو حياة كل فرد منا على عقبات معينة، يقف عندها عاجزًا لا يقدر على شيء .. خالى اليدين ناظرًا للسماء ليس فى وسعه شيء، فى هذا الوقت كل ما بمقدورك أن تفعله هو أن تصبر .. تصبر وتنتظر نتيجة صبرك، وتعلم أن صبرك لن يمر هباءً.
