مقالات

السُكري : التشخيص و إدارة الحياة مع المرض

السُكري : التشخيص و إدارة الحياة مع المرض

كتبت بومهدي نجاة

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تشكل تحديات صحية خطيرة للعديد من الأشخاص حول العالم ، و ينجم هذا المرض عن اضطراب في إنتاج أو إستخدام هرمون الأنسولين ، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم ، حيث يتسبب ارتفاع مستوياته في مضاعفات صحية خطيرة ، مما يجعل إدارة هذا المرض ذات أهمية قصوى.

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري هو اضطراب مزمن يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مستمر ، و يحدث ذلك عندما يكون جهاز البنكرياس غير قادر على إنتاج كميات كافية من هرمون الأنسولين أو عندما لا يتفاعل الجسم بشكل صحيح مع الأنسولين المنتج.
و الأنسولين هو هرمون يساعد في نقل السكر (الجلوكوز) إلى الخلايا لتحقيق الطاقة.

يمكن تقسيم مرض السكري إلى نوعين رئيسيين:

النوع الأول (السكري من النوع 1):

يحدث عندما يتم تدمير خلايا بيتا في البنكرياس ، و المسؤولة عن إنتاج الأنسولين ، حيث يتطلب مرضى النوع الأول توجيه جرعات من الأنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم.

النوع الثاني (السكري من النوع 2):

يحدث عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال أو عندما يتم إنتاج كميات غير كافية من الأنسولين ، يمكن إدارة السكري من النوع 2 من خلال تغييرات في نمط الحياة ،والأدوية، ، وفي بعض الحالات الحقن بالأنسولين.

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟

تشخيص مرض السكري يتضمن عدة خطوات واختبارات من بينها :

اختبار السكر في الدم:

اختبار السكر في الدم عبارة عن فحص يتمثل في قياس مستوى الجلوكوز في الدم ، و يمكن أن يتم هذا الاختبار بشكل عشوائي أو بعد صيام.

اختبار الصيام لمستوى الجلوكوز:

يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد صيام لفترة تتراوح عادة بين 8 و12 ساعة ، و يُعتبر مستوى الجلوكوز في هذا الاختبار مؤشرًا هامًا لتشخيص السكري.

اختبار السكر بعد تناول الطعام:

يُقاس مستوى الجلوكوز بعد تناول وجبة ، و ذلك لعكس كيفية استجابة الجسم لتناول الطعام.

تعرف أيضا علي…العلاقة بين الصحة العقلية والجسدية وفهم التفاعلات المعقدة بينهما

اختبار الهيموجلوبين السكري :

يقيس هذا الاختبار نسبة الهيموجلوبين المرتبط بالسكر في الدم على مدى فترة زمنية (الثلاثة الشهور الماضية) ، و يعكس متوسط مستوى السكر في الدم خلال هذه الفترة.

اختبار تحمل الجلوكوز الشرياني:

يتطلب هذا الاختبار تناول محلول يحتوي على كمية معينة من الجلوكوز ، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعدها بفترات زمنية محددة.

ما هي أسباب مرض السكري؟

مرض السكري يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل ، وتختلف هذه العوامل باختلاف نوع المرض و من بينها :

السكري من النوع 1:

يحدث هذا النوع نتيجة لتلف خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الأنسولين. يعتبر التلف غالبًا ناتجًا عن استجابة خاطئة لجهاز المناعة ، حيث تهاجم المناعة الجسمية الخلايا الذاتية.

السكري من النوع 2:

يكون السبب الرئيسي للسكري من النوع 2 هو مقاومة الأنسولين ، حيث يفقد الجسم القدرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال ، و تلعب الوراثة دورًا مهمًا في تطور هذا النوع ، ولكن أسلوب الحياة الغير صحي ، مثل ارتفاع الوزن ونقص النشاط البدني ، يمكن أن يسهم أيضًا في ظهوره.

السكري الحملي:

يحدث لدى بعص النساء أثناء الحمل ، حيث تزداد مستويات السكر في الدم ، و قد يكون السبب هو عدم قدرة البنكرياس على تلبية الطلب المتزايد عند الحوامل.

السكري الثانوي:

يمكن أن يكون السكري ناتجًا عن حالات طبية أخرى ، مثل أمراض البنكرياس ، وارتفاع ضغط الدم ، واستخدام بعض الأدوية.

كيف يتم التعامل مع مرض السكري و إدارته ؟

إدارة مرض السكري تشمل مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها للسيطرة على مستويات السكر في الدم وتعزيز الصحة العامة و ذلك من خلال الآتي :

نمط حياة صحي:

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ، يشمل الأطعمة ذات الألياف والمعادن.

ممارسة النشاط البدني بانتظام ، مثل المشي أو السباحة ،لتحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر.

رصد مستويات السكر:

قياس مستويات السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر المحمول.

تسجيل النتائج ومشاركتها مع الفريق الطبي لتحسين إدارة المرض.

الأدوية:

تناول الأدوية الموصوفة بانتظام ووفقًا لتوجيهات الطبيب ، سواء كانت عن طريق الفم أو بالحقن.

في حالة السكري من النوع 1 ،قد تكون حقن الأنسولين ضرورية.

التعلم والتوعية:

فهم المريض للمرض وكيفية تأثير الأطعمة والنشاط البدني على مستويات السكر.

البحث عن مصادر موثوقة للمعلومات والتواصل مع الفريق الطبي لتلقي الدعم والتوجيه.

إدارة الوزن:

الحفاظ على وزن صحي يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين والحد من مخاطر مضاعفات السكري.

الرعاية النفسية:

التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بالمرض.

البحث عن دعم من العائلة والأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات دعم.

زيارات منتظمة للفحص الطبي:

الزيارات المنتظمة للطبيب والفحوص الدورية لضمان متابعة حالة المريض وضبط العلاج.

في الختام ، يعد مرض السكري تحديًا يتطلب الوعي والالتزام بإجراءات الوقاية والرعاية ، من خلال إدارة فعالة وتغييرات في نمط الحياة ، و يمكن للأفراد المصابين بالسكري أن يحققوا حياة صحية ونشطة رغم التحديات التي يواجهونها.

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock