كتبت: ياسمين سمير صبرى
جسدك لن يتحمل المزيد…دعه يتزوج بالرياضة وفز بتاج الأصحاء كهدية
أحيانًا ما يحتاج الإنسان إلى فترة من الراحة والسكينة بالذهاب إلى الأماكن الطبيعة الساحرة، وكما أنت تحتاج للخلو بنفسك فإن جسدك بالمثل فهو أيضًا يحتاج للخلو والارتياح منك أيضًا ومن إهمالك وضغطك المتواصل عليه، ولأنك لا تستطيع التوقف عن إضرار جسدك المسكين بتناول الأطعمة الضارة وممارسة مختلف العادات الضارة، فإنك تودي بحياتك؛ فأنت وجسدك مربوطان بخيط لا يُقطع قط.
إذًا لما لا تكف عن الضغط على جسدك وقلبك الذى يسير يومًا بعد يوم إلى طريق التهلكة الذى لا رجعة منه، وأول خطوة لتجنب هذا الطريق هو بزواج الرياضة وجعلها كالزوجة أو كالزوج بالنسبة لك، جزء ملازم لا يتجزأ من حياتك اليومية.
ومن هنا يبدأ العد التنازلي لحياة صحية بعيدة عن جحر الأمراض والأوبئة المجحف…
صحتك من قلبك ومحركهما الرياضة
إن القلب فى نهاية المطاف ما هو إلا عضلة كباقي العضلات، ولا تقوى العضلات إلا بممارسة الرياضة خاصةً مع ازدياد الأمر سواء بالعادات الصحية الخاطئة كالأطعمة الجاهزة المشحونة بالدهون وكل ما هو غير مفيد ومتوازن للجسم، إلى أن يؤول الأمر فى النهاية إلى تسرب كميات كبيرة متراكمة من الدهون المشبعة حول الجسم وشرايينه مكونة بذلك لويحات دهنية مترسبة على شريان القلب موقفة بذلك تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب وجميع أجزاء الجسم مانعة أي سبل للحياة، وهنا يأتي دور الرياضة وممارستها التى تفيدنا فى الآتي ذكره:
1_ تقليل ضغط الدم وتحسين تدفقه:
مما يساعد على خف الضغط والحمل الزائد عن القلب وشرايينه وتحسين سريان الدورة الدموية لقدرة الرياضة على منع الترسيبات، فلا يجب أن ننسى أن القلب ينبض ويضغط الدم لكامل الجسد، سبحان الذي سخر لنا هذا عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد تتحكم بكامل الجسد وحياتنا كذلك.
2_ زيادة كفاءة القلب:
كون ممارسة الرياضة تساهم فى تقوية عضلة القلب التى تقوى وتزيد من كفاءة عملها بالرياضة المعتدلة المتواصلة.
وتقوم الرياضة بهذين الفائدتين من خلال…
3_ خفض شحوم الدم:
إذ الرياضة بواسطتها تخفض نسبة الدهون الثلاثية وتزيد نسبة الكوليسترول المفيد فى الجسم؛ مما يقودنا إلى خفض شحوم الدم وهذا ما يقودنا إلى النقطة التالية.
4_ تعزز العادات الصحية:
كونها تساعد على خلق أجسامًا صحية خالية من السموم المخزنة بالجسم مكسبًا جسدًا رشيقًا ذو وزن مثالي بعيد عن التوتر والمزاج السيء، مبعدًا بذلك كل ما يبث الطاقة السلبية.
5_ تبعد اضطرابات نظم القلب:
كالرجفان الأذني الذى ينتج عن اضطرابات نظام عمل القلب ومساره المتبع.
5_ تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة اليومية:
كالسكتة الدماغية والسكري وأمراض القلب، وأيضًا تحد من أعراض الذبحة الصدرية التى تعود فى النهاية إلى ضعف القلب وعدم ممارسة الرياضة والعادات الصحية المفيدة؛ حيث بممارسة الرياضة تقل ونستطيع النحكم بجميع العوامل المحفزة للأمراض المزمنة، كما أنها تساعد أيضًا على الإقلاع عن التدخين المضر الذى يعد من أحد أهم العوامل المسببة للأمراض المزمنة وتفعل الرياضة المنتظمة كل ذلك من خلال:
– تحسين كفاءة الشرايين والقلب فى ضخ الاكسجين إليه أو حتى إلى باقي خلايا الجسم.
– تحسن من قدرة العضلات والخلايا فى استقبال الأكسجين واستخدامه؛ فيساعد على قلة ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى الجسم ليقل الضغط على القلب ويخفف من عمله المستمر.
– إن الرياضة المنتظمة من شأنها خفض هرمونات التوتر التى تزيد من ضغط العمل على القلب وعبئًا إضافيًا له، كما أن عمل الرياضة يتشابه مع عمل “حاصرات بيتا” فى خفض معدلات القلب والضغط المرتفع.
– كونها تساعد على زيادة نسبة الكولسترول المفيد والتحكم فى نسبة الدهون الثلاثية، بحيث لا تزيد عن حدها المفرط المسببة للجلطة الدموية والنوبات القلبية الحادة.
تعرف أيضا علي…أفضل الأغذية وأهم النصائح والتقنيات لتقليل الوزن
6_ تحد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجي:
مع الإشارة إلى أن أمراض القلب التاجي شائعة عند من يكثرون من الجلوس أمام الشاشات ذوي النشاط الأقل مقارنةً بالنشطاء ممارسي الرياضة بانتظام، إذ أن الخمول وتناول الأطعمة غير الصحية من شأنه أن يزيد من شحوم الدم ويضعف عضلة القلب التى تزيد بالتدخين، والذى يعد أحد أهم العوامل المحفزة لمرض “القلب التاجي” الذى ينشأ من تراكم مادة سمعية تعرف ب “اللويحات” داخل الشريان التاجي؛ مما يضيق من الشريان التاجي مانعًا وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب موقفة بذلك عمله الحيوي، وما قد يزيد الأمر سوءًا هو تكسر منطقة اللويحات مسببًا بذلك جلطة دموية أو نوبة قلبية، ومن هنا يبدأ مرض القلب التاجي وتفاقمه، وما يمكن أن يمنع ذلك هى الرياضة خاصة ممارسة الأنشطة المعتدلة والقوية منها بإنتظام كالتمارين الهوائية.
ولا يمكننا أن ننسى إنها…
7- تحافظ على مرونة وحركة العضلات والمفاصل التى من شأنها المساعدة فى تأدية المهام بكل بساطة دون أية ذرة من الإرهاق، ولا يمكننا أيضًا إنكار القوام والشكل الجذاب الذى نحصل عليه من خلالها، والذى يساعدنا على تطوير صحتنا النفسية والعقل فكما يقال العقل السليم فى الجسم السليم.
ولا يجب أن ننسى أن ممارسة الرياضة لا يكتمل عملها إلا بالنظام الصحي المتوازن المتبوعة بالأطعمة الصحية ذات الأدوار الأهم كونها منخفضة السعرات الحرارية التى تساعد على تخفيف الوزن والسمنة الزائد معطيًا وزنًا صحيًا لائقًا خاليًا من سمومها القاتلة، الذى بدوره يضبط مستويات السكر والأنسولين فى الدم، ولا يمكن القيام بكل هذا مع التدخين؛ فالتدخين يجعل من كل هذا فى مهب الريح.
وقبل كل هذا لا يجب أن ننسى أن نوعية التمارين سلاح ذو حدين فما لا يناسبك قد يقتلك.
وهذا يدفعنا إلى السؤال المتبادر بذهنك حاليًا…ما هى أنسب وأفضل رياضة لي؟
“الخطوة الصحيحة للرياضة الصحيحة تأتى بمراحلها”
عند الحديث عن الرياضة المناسبة نحن نشير بعبارات أخرى إلى مراحل ممارسة الرياضة وتمارينها فليس هناك أهم من هذه المراحل الثلاث مقارنة بالرياضة ذات نفسها، وهذه المراحل هى كالتالي:
1- مرحلة الإحماء:
إنها مرحلة أعدت خصيصًا لنقل حالة الجسم من الراحة أو الخمول الذى كان فيه إلى الحيوية والنشاط؛ لهذا فهى تعرف أيضًا بمرحلة “التسخين”، ولابد من الإشارة أن هذه المرحلة أهم من الرياضة التى تليها أيًا كان نوعها فلا تمارس أي رياضة مهما كانت من دون الإحماء؛ منعًا لأي ألم أو شد عضلي مفاجئ، كونها أيضًا تهيئ العضلات والمفاصل للتحرك، بمعنى إنها تعطيها الإشارة أو العد التنازلي لبدء التمارين مما يجعل من العضلات والمفاصل أكثر استعدادًا لذلك؛ مما يقلل من الضغط الحاصل على القلب والعضلات وذلك بواسطة زيادة وتيرة وسرعة التنفس وضربات القلب وأيضًا حرارة الجسم تدريجيًا فأي شيء لا يأتي إلا بالتدريج وكذلك صحة الجسم ومرونته، وتتمثل هذه المرحلة فى عدة تمرينات وهى:
– تمارين منخفضة الشدة كالمشي البطئ.
– الأنشطة الحركية لمرونة المفاصل والعضلات.
– تمارين التمدد والإطالة.
مع أهمية ذكر ألا تقل مرحلة الإحماء عن 15 دقيقة وإلا وفقد تأثيرها المهم والحيوي.
2- مرحلة التهيئة:
إن مرحلة الإحماء قد وضعت خصيصًا لتهيئة واستعداد العضلات والمفاصل إما عن نصيب الأحشاء والأعضاء الداخلية كالقلب والرئتين للتكيف مع ممارسة الرياضة وتدريباتها؛ فإن مرحلة التهيئة تتولى الأمر من أجل تجهيزها لخوض المجهود المطلوب وبأعلى كفاءة، كما أنها تعرف أيضًا بمرحلة “التكييف” بالإضافة لمجيئها بعد مرحلة الإحماء وليس العكس، فى هذه المرحلة لابد بأخذ عين الإعتبار هذه الأشياء:
• معدل التواتر:
وهو معدل تواتر وانتظام ممارسة الرياضة خلال مدة معينة بمعنى أن الحفاظ على وتيرة استمرارية ومدة الممارسة.
• الشدة:
وهى الشدة التى تتوقف عليها التمارين، بحيث تتراوح شدة هذه التمارين ما بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة، وتختلف حدتها فى كلًا منهم عن الآخر، ويتم اختيار التمرين بحدة معينة وفقًا للحالة الصحية والجسمانية للممارس، أي بعبارة آخرى، إن شدة التمرين تعتمد كليًا على من يمارس تلك التمارين، وهذا يتم عن طريق مراقبة دقات القلب أثناء ممارستها، مع وجوب النصح بأن تمارس الرياضة ذات الشدة المتوسطة فى بادئ الأمر وإذا مررت بأي حالات صعوبة فى التنفس والقلب أو عدم الراحة خلالها بحيث يكون مستوى كلامه مناسبًا مع حدة ودرجة تمرينه، ويعد هذا الاختبار مقياسًا شائع الإستخدام لتحديد مدى ملائمة النشاط لك أو ما يناسبك حقًا من الرياضات.
• المدة:
والمقصود بها هى الفترة الزمنية المستغرقة فى ممارسة الرياضة التى لابد وأن تتراوح ما بين 30 إلى 40 دقيقة يوميًا، سواءًا متواصلة كانت أو حتى متقطعة لكل 10 دقائق على الفترة السابق ذكرها.
وأهم شيء هو الإلتزام، بغض النظر عن ماهية التمرينات أو كيفيتها، ولكن إذا ما تم الإنقطاع عنها لفترة هل تكون العودة بعد انقطاع طال كالاستمرار؟
لا بالطبع، فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وكذلك الأمر فى ممارسة الرياضة فهل الذي يمارسها بإنتظام كالذي توقف عنها!!
لذلك لكل من انقطع عنها لفترة لظروف ما، وجب عليه إعداد القلب والرئتين والعضلات وتهيئتهم للنشاط خلال التمرين، وبهذا الصدد ينصح بالممارسة 15 دقيقة يوميًا وزيادتها تدريجيًا بواقع 5:3 دقائق أسبوعيًا، وصولًا للدقائق 40:30 المطلوبة.
• النوع:
إن نوعية التمرين المتبع تحرز دورًا فعال فى تحقيق النتائج المرجوة، بمعنى إن كنت تمارس تمرينات لا تتوافق مع النتائج التى تريدها فلن تظهر هذه النتائج، لذلك قبل أن تمارس أي رياضة عليك أن تسأل نفسك أولًا ماذا أريد وما النتائج المرجو تحقيقها؟
إن التنوع لهو أمر ضروري فى كثير من الأشياء وكذلك الرياضة، إذ لابد من التنوع فيما بين مختلف الأنشطة؛ تأثيرًا وتوزيع تأثير الرياضة على الجسد بأكمله؛ حيث تتواجد الكثير من التمرينات التى يختلف تأثيرها على مناطق الجسد، لكن فى النهاية تقوم جميع التمرينات بشكل عام بالحفاظ على صحة الجسم التى تتنوع ما بين تلك وذلك، كهذا:
1- تمارين “الآيروبيك”:
من ضمن تمارين زيادة وتيرة التنفس بعمق ومعدلات القلب، كما إنها أيضًا تتخصص فى تنشيط العضلات الكبيرة التى منها تمارين المشي وركوب الدراجة.
2- تمارين “القوة العضلية”:
هذا النوع من التمرينات لا يمكن الإستغناء عنه ولابد من إدراجه إلى أنشطتك وبشكل يومي كونه يرتكز فى الأساس على تحسين لياقة ومرونة العضلات لتركيزها على العضلات وتقويتها.
3- تمارين “التمدد والإطالة”:
لقد سبق وأن ذكرت هذه النوعية من التمارين فى مرحلة “الإحماء”، وكذلك يمكن ممارستها فى مرحلة “التهيئة” لكونها تحسن من مرونة الجسم بشكل عام وتهيئ من النشاط البدني لذلك هى أساسية فى كلتا المرحلتين.
3-مرحلة “التهدئة”:
وهى أخر مراحل ممارسة الرياضة وأنشطتها لهذا هى تعرف أيضًا بمرحلة “التبريد” كونها تمكن من إعادة المؤاشرات الحيوية لطبيعتها؛ إذ ينخفض معدلات ضربات القلب وضغط الدم إلى ما يقارب معدلاتهم الطبيعية فى حالة الراحة، مع وجوب ذكر أن الوصول للمعدل الطبيعي لا يعني البتة الوقوف بلا حراك أو الجلوس مباشرة بعد التمرين إنما يقصد بها هنا هو التوقف التدريجي لهذه التمارين كون ما يخالف ذاك قد يشعرك بالدوار والغثيان أو الخفقان آلا وهو زيادة وتيرة خفقان وضربات القلب بشكل مفرط؛ ولحساسية هذه المرحلة فإنه ينصح بإتباع عدة إرشادات من شأنها الإستفادة القصوى وهى كالآتي:
– من الضرورة فى هذا الصدد بخفض معدل النشاط البدني مع عدم التوقف المفاجئ؛ لذلك كن حريصًا على تحريك القدمين وإبقائهما فى حالة حركة مستمرة ومتفاوتة السرعة دون توقف.
– كما ذكر قبل قليل فإن هذه المرحلة تلتزم بتوقف تدريجي ولا يتم ذلك إلا من خلال تمارين المد والإطالة وغيرها من تمارين الإحماء والمرونة؛ تجنبًا لأي آلام من بعدها، بعبارة أخرى يمكن القول أن جميع مراحل ممارسة الرياضة وجوه لنفس العملة.
وكما هو الحال فى مرحلتي الإحماء والتهدئة لا يجب أن تقل مدتهما عن 15 دقيقة تحقيقًا للإستفادة القصوى من كليهما.
وهذا لا يثبت شيء إلا أن الرياضة ليست سهلة كما كنا نضع فى خيالنا، وأنها تحتاج لمعرفة بها أكثر، بعبارة أخرى، ما كنا نقوم به بجهل إتجاه الرياضة وممارستها ليست برياضة قط ولا يمت لها بصلة على الإطلاق.
لا تتعامل مع الرياضة بجهل فهى علم له أصول وقواعد
إن الرياضة كالنار الحارقة وكل من يتعامل معها بجهل واستخفاف تذيقه الويل؛ فليس من المتاح لأيًا كان أن يقوم بأي شيء دون خبرة أو علم كافي بالشيء، وكذلك الأمر فى الرياضة؛ فعند ممارستها لابد وأن تكون حذرًا؛ لكونها بمثابة خيط رفيع محفوف بالمخاطر ملئ بالأشواك وأي خطأ فى السير عليه قد يودي بحياتك، فكما الرياضة تحييك فهي أيضًا تميتك، وطريقتك فى ممارستها هى ما تحدد ذلك؛ ولأن موقع (YMC) يحرص على عدم وقوعك فى مثل هذه الهفوات غير المقصودة، والتى تبعدكم عن السير فى هذه الطرق الوعرة التى لا رجعة فيها، نقدم لكم نصائح لا غنى عنها عند ممارسة أي رياضة كانت، وهذه التعليمات هى:
1- صحيح أن الرياضة تساعد على خلق أجسام صحية خالية من السموم الممرضة؛ فتعمل كعمل الأدوية تمامًا، إلا إن كنت تعاني من مرض ما وتحمي نفسك منه بالرياضة فقط دون اللجوء إلى الأدوية المتبعة من قِبل الطبيب فإن هذا قد يضرك وينقلب تأثيرها، خاصة لمرضى القلب وأصحاب الأمراض المزمنة، أي إنه لابد أن يسير كلًا من الرياضة والأدوية جنبًا إلى جنب ليلاقي النتيجة المرجوة.
2- عند الحديث عنش السكرى والرياضة فنحن نتحدث عن التعقيد بحد ذاته كون أن الرياضة تستطيع أن تحسن وتدهور صحة مرضى السكرى فى نفس الوقت، وما يحدد ذلك هو كمية ونسبة السكر غير الثابتة بالنسبة لهم فى الجسم لهذا وجب قياس نسبة السكر لمرضى السكري قبل الإقبال على أية رياضة وحتى بعدها؛ تجنبًا لأية أعراض جانبية بإستثناء الخارجين عن هذه الحسبة أي الخاضعين لعلاج الدواء المعروف ب”الميتوفورمين”، ولا تستهن بهذا فالأمر يحتاج لكثير من الدقة، إذ أن الإهمال أو الخطأ غير المقصود بهذا الشأن قد يقتل مريض السكري عبثًا.
وهذا يرتبط بالنصيحة القادمة…
3- من يخضعون لسكري من النوع الثاني فإنهم بأمان عند ممارسة الرياضة إن تراوحت نسبة السكر داخل دمائهم ما بين 100 ملجم/داسل _ 5,5 ملي مول/متر _ و 500 ملجم/داسل _ 16,6 ملي مول/متر _، أما عن من يخضعون لسكري من النوع الأول فيجب أن يكونوا بأمان إن تراوحت كمية السكر لديهم ما بين 100 ملجم/داسل _ 5,5 ملي متر/مول _ و 250 ملجم/داسل _ 13,8 ملي مول/لتر _.
4- إن الهدف الأساسي من الرياضة وممارستها هو التمتع بما يكفي من الراحة والصحة، ولكن إن انقلب هذا الشعور بالتعب والإعياء عند ممارستها ينبغي التوقف عن ممارستها فى الحال ولكن إن توقف هذا الشعور بغير الراحة يمكنك الاستمرار عند الشعور بالراحة، مع الإشارة إلى إنه إن استمر عدم الارتياح أو الضيق عند ممارستها بشكل متكرر وجب استشارة الطبيب بخصوص ذلك.
5- الإمتناع عن الرياضة إن أصبت بحالة مرضية أو عدوى حادة أو حتى أي علامات تتفاقم بممارستها كإرتفاع درجات الحرارة مثلًا، ولحين الشفاء يمكنك معاودة ممارستها مع تقليل النشاط البدني فى حالة الإنقطاع عن الرياضة لعدة أيام تبعًا لأي ظروف طارئة، ويتم زيادتها تدريجيًا حسبما تفرضه قوة تحملك وقد تحدثنا عن هذا الشأن من قبل.
6- تجنب الرياضة فى الظروف القاسية سواءًا الحار أو البارد منها، دخولًا أكثر فى التفاصيل يمكنك فى الطقس الحار تخصيص ساعات انخفاض الحرارة فى الفترات الصباحية أو المسائية فى ممارسة رياضة المشي؛ منعًا لأي ضغط حاصل على القلب وأوعيته؛ لذلك وجب تجنب أي ممارسة إن تجاوزت الحرارة أكثر من 27 درجة مئوية أو تجاوز الرطوبة 80 على الأقل، أما بخصوص الطقس البارد فينصح بتخصيص الأوقات الدافئة لممارسة رياضة المشي وتجنب الرياضة بالخارج إن كانت تمطر أو الطقس غير مناسب لها بعيد عن الأرض الزليقة أو انخفاض الحرارة أقل من 7 درجات مئوية ويمكن تعويض الرياضة فى الظروف الجو بالمشي خلال المولات أو مراكز التسوق أو حتى الأنشطة البيتية فذلك يحل محل الرياضة منعًا لأي فقدان للرياضة أو أثرها الحيوي، مع العلم بإرتداء الزي المناسب للطقس وحذاء مناسب له.
7- الإبتعاد قدر الإمكان عن الإستحمام بالمياه شديدة البرودة والحرارة أو حتى الإقتراب من حمامات الساونا بعد ممارسة الرياضة مباشرة.
8- إن المشروبات الكحولية لخطر حقيقي على صحتك الجسدية والعقلية وأيضًا النفسية ويزداد خطرها أكثر بالتعرض لها قبل ممارسة الرياضة.
9- تجنب أكل الوجبات الكبيرة الدسمة قبل الرياضة والحرص على الانتظار ساعة على الأقل قبل الإقبال على الرياضة من تناول مختلف الأطعمة مع الإشادة بالحرص على تناول كميات معتدلة من السوائل كالماء مثلًا بحيث تتراوح ما بين 177 و237 ملي قبل الرياضة أو حتى خلالها بإستثناء من أوصى لهم الطبيب بكميات مختلفة ملائمة لظروفهم.
10- لكل من يعانون من أمراض القلب ويمارسون الرياضة ينبغي عليهم بهذا الشأن أن يحرصوا على إعلام فريق إعادة تأهيل القلب بأي تغييرات تطرأ على نوعية الأدوية قبل الإستمرار بالرياضة كون الأثر الذى تحدثه الأدوية من الممكن أن يؤثر على طريقة استجابة الجسم لمثل هذه الأنشطة، بالإضافة لوجوب اتباع تعليمات أخصائي العلاج الطبيعي فيما يخص معدل نبضات القلب كونها أحد أكثر الوسائل شيوعًا فى مراقبة مدى شدة النشاط البدني.
11- التوقف على الفور عن ممارسة الرياضة حينها ونيل قسط من الراحة إن ظهرت مثل هذه الأعراض كعدم الارتياح وشعور بضيق وحرقة وثقل فى الصدر أو ضيقًا شديد وصعوبة بالتنفس أو الشعور بالإغماء والدوار والإعياء خلالها أو الشعور بإنزعاج وألم بالذراعين أو الرقبة والفك أو بين لوحي الكتفين إلى أن يصل للمفاصل والعضلات، وكما يمكن أيضًا أن يحدث اضطرابات بضربات القلب وهو الخفقان والتسارع المفاجئ لنبضات القلب ويمكن أن يكون مصاحبة أيضًا بإرهاق وتعب شديدين، وإن استمرت هذه الأعراض لمدة تجاوزت ال20 دقيقة أو عاودت إليك بشكل متكرر فيرجى بإستشارة الطبيب بخصوص ذلك قبل تفاقم الأمر أكثر من ذلك.
12- حينما نتحدث عن الرياضة نحن نتحدث عن الانتظام فكلاهما كالأم و أبنها لا يعرف معنى الحياة من دونها، وهذا ما ينطبق على الرياضة والانتظام اللذين لا ينفصلا وهذا ما ستحاول فعله النقاط القادمة المتمحورة حول الآتي:
• ضع هدفًا نصب عينك بشأن ما تريده أن تكون من قِبل ممارستها؛ فالهدف كالبوصلة من دونها تضيع السفينة بين الأمواج، ومنعًا لأي تخبط أحرص على وضع هدفًا قريب المدى ملائمًا لظروفك وحياتك اليومية حتى لا تكون الرياضة عقبة وهذا ليس الهدف الأساسي منها، وقبل كل شيء لتأخذ فى اعتبارك إنه لا يوجد شيء يبنى بين ليلة وضحاها والنتائج لا تظهر إلا بالصبر، فمن يتعجل على النتائج لن ينال شيئًا وهكذا تسير الأمور، فقط أحرص على الانتظام الدائم عليها.
• انتقي بعناية واختار أنسب بداية، أؤمن بأن كل واحد منا خلق للقيام بعملًا خاصًا به يتلائم مع شخصيته المنفردة ولهذا عندما تقبل على فعل شيء ما كممارسة الرياضة، اتبع أكثر رياضة مناسبة لك من ثم قم بإدراجها إلى جدول حياتك اليومية بوقت يناسب حياتك وظروفك اليومية، فكما قلنا قبل قليل الرياضة التى لا يرافقها انتظام ليست برياضة ولا علاقة بها على الإطلاق.
• لا تلزم نفسك بالحصص التدريبية فقط بحيث إن طرأ ظرف ما لم تستطع الإلتزام بها يمكنك تعويضها بالسير فى المحلات والتنزه وحتى الأنشطة المنزلية أثناء مشاهدة التلفاز أو القيام بالأعمال المنزلية، ذلك أفيد لك من الحصص التدريبية أو الرياضة العادية، استغل وقتك جيدًا.
• الخطط المسبقة لا تولد إلا الانتظام، وهذا ما تقوم عليه الرياضة من الأساس؛ حيث إن قمت بتحديد وقت ممارسة الأنشطة ووقت تعويضها بحيث لا تفقد أي تأثير يرجى منه؛ لهذا وجب بهذا الشأن أن تضع خطط مسبقة لممارسة أنشطتك بشكل داخلى فى حالة أي ظروف خاصة تطرأ كالطقس السيئ غير الملائم مثلًا.
• احتفظ بسجل خاص بتدريباتك الرياضية الذي من شأنه تحديد مدى الإحراز الذي حققته ويكون محفزًا لك على الدوام؛ مما يزيد حافزك وحماسك للإقبال عليها وحبها أكثر، يأتي ذلك من خلال تدوين نوعية النشاط المهتم به ومدته المستغرقة وكذلك معدل قياس الجهد ونبضات القلب التى بدورها تساعد فى تحديد التحصيل الحاصل والقرب منه أكثر أيضًا.
13- عند موت المتعة والترفيه يموت الإنسان معها، لذلك خذ فى ذهنك دائمًا عند الإقبال على أي عمل أشرك المتعة فيه ليزداد تألقًا، ولا يمكن غض النظر عن نصيب الرياضة من المتعة وذلك بإتباع الأتي:-
• عند اختيار رياضتك اختار ما يضفي عليك من مرح ومتعة.
• إن التنوع ما بين ممارسة مختلف الأنشطة يبعد الملل الروتيني الذي يمكن أن يصاب بها أيًا كان نتيجة للتكرار الفارغ للأشياء الذى يضعف من الحافز والرغبة فيها.
• إن القيام بمختلف الأشياء كمشاهدة التلفاز أثناء الرياضة إن كان نشاطًا داخليًا أو حتى الاستماع للمذياع إن كان خارجيًا، يحث على ممارسة هذه الأنشطة أكثر وتضفي مزيد من المتعة والاستمرارية.
• ليس هناك أفضل من صديق يشارك أنشطتك الخاصة، خاصةً إن زاد عدد أصدقائك أكثر فهذا من شأنه أن يزيد من متعتك أكثر ويساعدك على اكتساب المزيد والرغبة فى ذلك ويشجع كلا منكما الأخر؛ مما يضفي جوًا من الحماس المغلف بالتحدي.
14- أجعل من رياضتك عادة يومية، إن ما يأتي بالعادة لا يحتاج أي جهد يذكر للقيام أو الاستمرار به، وذلك يأتي بالممارسة المنتظمة بحيث تباشر بالانتظام فى هذا الأسبوع وإن لم تستطع فحاول الأسبوع المقبل، وسترى مع مرور الوقت مدى الانتظام الذي وصلت له رغبتك العارمة بممارستها أكثر لدرجة أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ منك بحيث لا تشعر بأي إرهاق يذكر.
15- أجعل من الرياضة سببًا من أسباب اللحظات العائلية المريحة المفعمة بالبهجة والمتعة، إن استبدال أنشطة الجلوس الضار كالتلفاز يستطيع أن يغير حياتك 180 درجة، فبدلًا من تضييع الوقت فى الأنشطة التى تخدم الجسد نستطيع أن تستغلها فى شد أواصل الرباط بينك وبين عائلتك أكثر من خلال الأنشطة المشجعة لذلك كالتنزه مع العائلة ومشاهدة الطبيعة وركوب الدرجات؛ مما يعدد المنافع ويضرب عصافير بحجر واحد وليس عصفورين وذلك؛ لكونها تحفز من الأنشطة الصحية زيادة متانة العلاقة مع عائلتك واكتشاف الطبيعة والأماكن الجديدة فى جو يسوده الود والتلاحم.
القلب والرياضة كما السيارة والصيانة فمن دون الصيانة تهلك السيارة، وكذلك الأمر بالنسبة للقلب فمن دون الرياضة التى تمثل صيانتها يهلك القلب ولا يعود قادرًا على الاستمرار وبعدم استمراره نحن لا نستمر أيضًا، فكيف إذًا نقتل سبل حياتنا بأيدينا؟!
إن الإنسان لا يدرك قيمة الشيء ما لم يخسره، فأحذر ألا تصل لتلك الحالة وأدرك أهمية الرياضة وأقبل عليها وقدم النصح لكل من حولك قبل فوات الأوان وكما الكل يعرف فكلمة “يا ليت” لا تعمر أية بيت.