كتبت:- خولة الكلاحشي
يُعد تغير المناخ أحد أخطر التحديات التي تواجه البشرية اليوم. فارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط الطقس، وارتفاع مستوى سطح البحر، كلها تشكل تهديدًا كبيرًا للحياة على كوكب الأرض.
يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أحد التقنيات التي يمكن أن تساعد في مواجهة تغير المناخ. فقدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة كميات هائلة من البيانات، وتعلم أنماط معقدة، واتخاذ قرارات ذكية، يمكن أن تسهم في تطوير حلول مبتكرة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ.
إمكانات الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُستخدم في مجموعة متنوعة من المجالات التي تتعلق بتغير المناخ، بما في ذلك:
*الرصد والمراقبة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد ومراقبة حالة المناخ، مثل درجة الحرارة، ومستويات سطح البحر، وتركيزات غازات الاحتباس الحراري. وهذا يمكن أن يساعد في توفير معلومات أكثر دقة وفائدة لصانعي السياسات والعلماء.
*تطوير حلول جديدة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول جديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مثل تقنيات الطاقة المتجددة، وإدارة الطلب على الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
تعرف أيضاً علي – الذكاء الإصطناعي فى الإعلام بين الواقع والمستقبل
مساعدة المجتمعات على التكيف: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ، مثل تطوير نماذج لتوقع الكوارث الطبيعية، وتحسين التخطيط الحضري، وإدارة الموارد الطبيعية.
أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ
هناك العديد من الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ، مثل:
- استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الغابات المطيرة في البرازيل، وذلك لمنع قطع الأشجار غير القانوني.
- استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات جديدة لتخزين الطاقة المتجددة، مثل الهيدروجين الأخضر.
- استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المجتمعات الساحلية على التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
- مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ.
على الرغم من إمكانات الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ، إلا أنه من المهم أيضًا أن ندرك المخاطر المحتملة لاستخدامه في هذا المجال. فمثل أي تقنية، يمكن أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي للأغراض الجيدة أو السيئة.
من بين المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ ما يلي:
الانحياز:
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي عرضة للانحياز، إذا تم تدريبه على بيانات غير متوازنة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عادلة، أو إلى تطوير حلول غير فعالة.
الآثار غير المتوقعة:
يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي آثار غير متوقعة، قد تكون ضارة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تطوير تقنيات جديدة لتخزين الطاقة المتجددة إلى زيادة الطلب على الطاقة، وبالتالي زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
تعرف أيضاً علي – الذكاء الاصطناعى فى قطاعات الأمن والدفاع
السيطرة على البيانات:
يمكن أن يمنح الذكاء الاصطناعي الشركات والحكومات إمكانية الوصول إلى قدر كبير من البيانات الشخصية. وهذا يمكن أن يُستخدم في التجسس، أو في مراقبة المواطنين.
الحاجة إلى الأخلاق والحوكمة:
من المهم أن يتم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة. وذلك يتطلب وضع قواعد ومعايير تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ.
تشمل هذه القواعد والمعايير ما يلي:
- ضمان الشفافية: يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي شفافة، بحيث يمكن للمستخدمين فهم كيفية عملها، وكيفية اتخاذها للقرارات.
- ضمان المسؤولية: يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي مسؤولة، بحيث يمكن تحديد المسؤول عن أي ضرر قد يتسبب فيه النظام.
- ضمان العدالة: يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي عادلة، بحيث لا يتم التمييز ضد أي مجموعة من الناس.
يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في مواجهة تغير المناخ، ولكن من المهم استخدام هذه التقنية بطريقة مسؤولة وأخلاقية. وذلك يتطلب تعاونًا بين الحكومات، والشركات، والمجتمع المدني.