مقالات

الذكاء الاصطناعي خطر يهدد البشرية، ويزيد من بطش الاحتلال الإسرائيلي

كتبت: ياسمين سمير صبرى

لقد أختلف كل شيء لم يعد للماضي وجود ولا حتى للحاضر وجود؛ إذ المستقبل يمد يديه ماحيًا فواصل الزمان والمكان دافنًا الخيال والمستحيل إلى التراب، متدفقًا كما تتدفق الدماء إلى عروقنا متغلغلًا فى أجسادنا واصلًا لعقولنا وأرواحنا معلنا ظهور “حروب الAI” المعروفة بحروب الذكاء الإصطناعي، وإن أردتم مثالًا حي..فليس هناك أفضل من إسرائيل التى استطاعت بسط نفوذها على غزة أكثر وسهل من احتلالها بواسطة تقنيات “الذكاء الاصطناعي، فكيف ذلك؟

كيف تستغل إسرائيل تقنيات الذكاء الاصطناعي فى حربها على غزة؟

 

تمكنت إسرائيل من تطوير أنظمة الذكاء الإصطناعي لديها خاصة المتعلقة بتسهيل القصف على المدنيين كخوارزميات “الكيميائي” و”الإنجيل” و”عمق الحكمة” و”اللافندر” ونظامي عسكريين “مصنع الإطفاء” و”مصنع النار”.

إذ ب“الإنجيل” يساعد على تحديد الأهداف الأكثر صلة بالهجوم تلقائيًا بوتيرة سريعة؛ حيث قصف 15 ألف موقع خلال ال35 يومًا الأولى من الحرب على غزة وسجل 100 هدف يوميًا.

 

بينما “مصنع النار” يساعد على تحسين خطط هجوم الطائرات والمسيرات وفقًا لطبيعة الأهداف، كحساب كمية الذخيرة اللازمة؛ مما ساعد على دقة القصف؛ حيث نقل عن وسائل إعلام إسرائيلية من مصدر عسكري أن صواريخهم ليست عشوائية “فعندما تقتل فتاة فى الثالثة من عمرها فى أحد منازل غزة فذلك لأن فرد من الجيش قرر أن موتها ليس مهمًا” مؤكدًا على إنهم يعرفون حجم الأضرار الناتجة عن كل قصف يحدث مهما كان أينما كان، حتى وإن كان جزءًا من العملية آليًا.

 

إذ بكلاهما يسيران جنبا إلى جنب لمساعدة إسرائيل فى عدوانها.

 

كما أنه يمكن للطائرات استخدام الذكاء الاصطناعي فى رسم الخرائط لشبكات الأنفاق التى حفرتها حماس تحت الأرض فى القطاع، والتى تمتد على مسافة أكثر من 500كم، ورصد البشر والعمل والرؤية تحت الأنفاق؛ مما يسهل من الاتصال، واستكمالًا لِمَ سبق ذكره فهي تستخدم أيضًا مسحوق سحري لتحديد الأهداف أحد أشكال التعلم الآلي المعروف ب”التعلم الإيجابي غير المسمى” فعلى سبيل المثال إذا كانت إسرائيل تعرف بعض الأشخاص من مجموعة الفصائل وبواسطة ممارسة المسحوق السحري لعلم البيانات لديهم فتمكنهم من العثور على الباقي بمعنى أنها تحدد هوية النشطاء وقادة حماس والتنبؤ بإمكانية التحقق إذا ما كان الشخص من الفصائل أم لا حسبما أفاد العقيد “يوآف” رئيس علوم البيانات والذكاء الاصطناعي فى الوحدة 8200.

 

 

تعرف أيضا علي…اغتراب الأوطان

 

أما عن “لافندر” فحسبما أفادت صحيفة الغارديان فهي قاعدة بيانات تحدد الآلاف من الأهداف المحتملة وكل هذا ليس من نسج الخيال؛ فقد أعلنت من قبل تصريحات رئيس علوم البيانات والذكاء الاصطناعي فى الوحدة 8200 العقيد “يوآف”، كما أن الدمج بين أنظمة “الAI” وأسلحة الطيران المسيرة جعل من هذه الهجمات من أسهل وأقل الهجمات تكلفة.

 

 

تقنية أخرى تقوم على إطلاق شباك المسيرات الإسرائيلية على المسيرات الفلسطينية بهدف تعطيل عملها، تقنيات تقوم بسحب البيانات من مجموعة متنوعة من قنوات المعلومات كوسائل التواصل الإجتماعي وإستخدام الهاتف لتحديد الأهداف، كما وجدت تقنيات استخدمت لأول مرة فى هذه الحرب لم يتم استخدامها سابقًا؛ فقد استخدام الجيش ولأول مرة تقنية “منظار تصميم معزز بالAI” التى تطورها شركة (سمارت شوتر) وتكمن قوة هذه التقنية فى جعلها لكل جندي حتى لو كان أعمى قناصًا وفقًا لِمَ أعرب عنه المسؤول العسكري الإسرائيلي.

 

 

بوجه عام فإن الAI فى هذا المجال ساعد على تحليل الكثير من البيانات الإستخبارية بسرعة فائقة، ومع استمرار الحرب طورت إسرائيل العديد من التقنيات فى قطاع التكنولوجيا؛ حيث أعرب “آفي هاسون”، رئيس شركة (ستارت آب نايشن سنترال) فى مجال التكنولوجيا، “عمومًا الحرب فى غزة تسبب مخاطر وكوارث لكنها فى المقابل تتيح فرصًا لإختبار تقنيات جديدة وتطويرها فى هذا المجال…فى ميدان المعركة والمستشفيات”.

 

 

لم يتوقف الأمر على إسرائيل فقط؛ فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية أبرز داعميها سياسيًا وعسكريًا فى الحرب على غزة، بالبدء فى تدريب جنودها على استخدام تقنية (سمارت شوتر) لإسقاط المسيرات.

 

 

لكن هل الحقيقة كما تبدو حقًا؟، هل إسرائيل هى من تمتلك “الذكاء الاصطناعي أم أن “الذكاء الاصطناعي هو من يمتلكها؟!

واقع مرعب وأجواء مشحونة بالقلق والخوف بشأن “الذكاء الاصطناعي..فما السبب؟

وجود الذكاء الإصطناعي أثار قلق الكثير من المنظمات الحقوقية خاصة مع ارتفاع حصيلة القتلى فى صفوف المدنيين فى غالبية ضحايا الحرب فى غزة؛ حيث أشارت “ماري ويرهام” الخبيرة فى قسم الأسلحة فى منظمة (هيومن رايتس ووتش) إلى وجود ومواجهة أسوأ وضع ممكن لجهة القتل والمعاناة…جزء منه تسبب به التقنيات الحديثة، وقد وصف “شوشاني” النظام المتبع بأنه مجرد قاعدة بيانات للتدقيق فقط مصممة لمساعدة التحليل البشري وليس لإستبداله وأن الجيش الإسرائيلي لا يستخدم أنظمة “الذكاء الاصطناعي التى تختار أهدافًا للهجوم، لكن أهذا صحيح حقا؟!

 

 

أصبح “الذكاء الاصطناعي من أكثر الأشياء شيوعًا فى عملنا وحياتنا وحتى حروبنا؛ فقد تطور أسرع من الأدوات اللازمة لإبقائه تحت السيطرة؛ مما أثار مخاوف الكثيرين؛ حيث أيد أكثر من 150 دولة قرار الأمم المتحدة بشأن تحديات ومخاوف استخدام الذكاء الإصطناعي وأنظمة التشغيل فى مجال التقنيات العسكرية الجديدة، لكن بعض الدول كإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا التى هى حاليًا تقود طريقها نحو تطوير ونشر هذه التقنيات، كانت مترددة فى فرش قيود جديدة بهذا الشأن يمكن أن تعوقها مستقبليًا.

 

تكمن مخاوف الدول الأساسية فى ضعف الرقابة؛ فقد صدر عن مجلة +972 المكالمة المحلية أن معدل دقة برنامج لافندر الذى يبلغ 90% أمرًا مقبولًا وما أثار الخوف هو ال10% المتبقية وهذه الأسطوانة لا يمكن الإستهانة بها؛ فمع حجم الحرب الجوية الإسرائيلية والزيادة الكبيرة فى الأهداف التى يوفرها “الAI” تزداد معها الأخطاء.

 

عالمنا يتغير للأفضل وللأسوء على حد سواء، فلم تعد المخاوف بشأن الروبوتات القاتلة مجرد خيال علمي؛ إذ أن العالم أتخذ مسلكًا لم يسلكه من قبل، فيا تُرى ما الذى سنفقده أكثر مع غزو الذكاء الاصطناعي؟ وماذا سيأخذ أكثر مما آخذ؟

 

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock