مقالات

الذكاء الإصطناعي فى الإعلام بين الواقع والمستقبل

الذكاء الإصطناعي فى الإعلام بين الواقع والمستقبل

كتب:- هانى المقطرن

لم تعد قضية المستقبل وتطوراته بعد اليوم حكرًا على العاملين فى المجال العلمى والتقني، بل بات واضحًا أن التكنولوجيا استطاعت اختراق كافة مجالات الحياة وخاصة المجال الإعلامى على كافة أصعدته؛ حيث فرضت التقنيات السريعة تبدلات عديدة خضع لها الجهاز الإعلامي بأكمله منذ بداية الألفية الثالثة مما دفعه لتبنى سياسة اتصالية وأنماط تأثير معينة تعمل على إحداث التأثير المطلوب.

ولعل أحدث ما توصلت إليه البشرية من نتائج الأبحاث والدراسات وما يحكى عنه الآن هو الذكاء الاصطناعي وليس غريبًا أن نقول أن الذكاء الاصطناعي أصبح المحرك الرئيسي لأفعالنا والمسيطر على حياتنا اليومية، وبالطبع هذا الأمر دفع القائمين على المؤسسات الإعلامية إلى العديد من التساؤلات حول مدى التغير الذى سوف يحدث فى البنية الإعلامية وفى رسم المشهد الإعلامى، وكيف سيؤثر ذلك فى عملية تلقى الجمهور للمعلومات والوقائع؛ فالمتابع لتطورات وسائل الإعلام عبر التاريخ يلاحظ أن كل وسيلة فرضت نمطًا معينًا برزت من خلاله وسيطرت على المشهد الإعلامي؛ فقد كان الإعلام فى الماضى احادى الإتجاه، ولكن بفضل الثورة التكنولوجية الهائلة تحول إلى إعلام متفاعل يقوم على التبادل والتشارك بين القائم بالاتصال والملتقي، وبالنتيجة أصبحت الرسالة الإعلامية أكثر عمقًا من خلال تدعيمها بتفاصيل وآراء ومشاركات وحقائق تثري محتواها وتساعد القارئ على فهم مغزى الأحداث.

الذكاء الإصطناعي فى الإعلام
الذكاء الإصطناعي فى الإعلام

تعرف أيضاً علي – تأثير التكنولوجيا على الصحة وكيف أنقذت الحياة البشرية

وأحد أهم إنجازات التى حققها توظيف الذكاء الاصطناعي فى مجال الإعلام وبالتحديد فى مجال المواقع الإلكترونية هو تدعيمه لصحافة الويب، والتى ساعدت فى وصول الخبر لملايين الناس خلال دقائق من نشره بالإضافة إلى إمكانية مواكبة الأحداث بإستمرار من خلال التغطية الصحفية الحية والفورية.

الذكاء الإصطناعي فى الإعلام

وبالطبع هذه التحولات التى حدثت، والتى سوف تحدث بالمستقبل هى بمثابة تنبيه شديد اللهجة لبعض القائمين على أجهزة الإعلام والسياسة الاتصالية بأن الحاجة للسير مع التيار الحديث باتت أمر واقع، وأن أية محاولة لمخالفة ذلك سوف تجعل هذه المؤسسة فى القاع، خاصًة فى ظل المنافسة الحادة ومحاولة كل وسيلة وأى مؤسسة أن تسلط الأضواء عليها لجذب أكبر عدد من المتابعين، وبذلك تضمن تحقيق المزيد من الإيرادات والأرباح التى تساعدها على الاستمرار.

ويلاحظ فى السنوات الأخيرة انعقاد العديد من الجلسات والورشات والمؤتمرات التى تجرى باستمرار فى كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية، وهذا يدل على مدى الأهمية التى بدأ الفاعلين فى العملية الإعلامية بمنحها لتطبيقات الذكاء الاصطناعي فى رسم المشهد الاتصالي، وإدراكهم أن تأثيراته لم يعد من الممكن حدها أو إيقافها بل أصبحت أمرًا واقعًا يجب التأقلم معه، ودفع الجمهور لإعتياد هذه الظاهرة، وبالتالى سوف تنقل وسائل الإعلام جمهورها إلى أماكن وشخصيات وأحداث يتم تخليقها تفاعليًا وسوف يحضرون بفاعلية فى ميدان وجودها وسيزول حاجز الزمان والمكان لأن الذكاء الاصطناعي سوف يتحوّل إلى وسيط للقيام بهذه المهمة.

وبالنهاية نلاحظ أن التوغل الزائد فى إشكاليات الذكاء الاصطناعي وتقنياته يحمل لنا الكثير من المعطيات التى سوف تسهم بشكل أو بأخر فى الإرتقاء بالأشكال والأساليب الإعلامية إلى مدارات من الصعب تخيّلها لأنها ستنتَج وتظهر تباعًا وميدانيًا على أرض الواقع، وما على القائمين على تلك الوسائط سوى الإستعداد.

تابعنا أيضاً هنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock