كتبت: ميرفت مصطفى
أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصةً للأطفال الذين ينشأون في بيئة مليئة بالأجهزة الرقمية كالهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وألعاب الفيديو، ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ازدياد استخدام هذه الوسائل، يزداد الجدل حول تأثير التكنولوجيا الرقمية على وعي الأطفال وتطورهم الذهني والنفسي.
– تأثير التكنولوجيا على الإدراك والقدرة الذهنية:
توفر التكنولوجيا الرقمية فرصًا تعليمية هائلة للأطفال؛ حيث تساعدهم على اكتساب مهارات جديدة وتحسين مهارات التفكير النقدي، التطبيقات التعليمية، على سبيل المثال، تسهم في تطوير القدرة على حل المشكلات وتعزز مهارات التعلم الذاتي، إلا أن الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى تقليص فترة التركيز وتشتت الانتباه، مما يؤثر على التحصيل الدراسي وقدرة الأطفال على الاستمرار في أداء المهام لفترات طويلة.
– تأثير التكنولوجيا على النمو الاجتماعي والعاطفي:
تؤثر التكنولوجيا الرقمية على تفاعل الأطفال مع الآخرين وعلى نموهم العاطفي.
قد يؤدي الوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات إلى تقليص فرص التواصل الاجتماعي المباشر وتكوين الصداقات في الحياة الواقعية. ومع أن بعض الألعاب والتطبيقات توفر تفاعلات اجتماعية عبر الإنترنت، إلا أنها لا تعوض عن المهارات الاجتماعية التي تُكتسب من التفاعل الشخصي، مثل القدرة على فهم تعبيرات الوجه واللغة غير اللفظية.
تعرف أيضا علي…الوقوف على عتبة عالم مبهم النتائج…أول إنسان آلي يظهر للعلن
– تأثير التكنولوجيا على الإبداع والخيال:
قد تؤدي التكنولوجيا إلى تحفيز الإبداع لدى الأطفال من خلال تطبيقات الرسم والكتابة والبرمجة، لكنها قد تضعف الخيال عند الأطفال الذين يعتمدون على المحتوى الجاهز من الألعاب والفيديوهات بدلًا من خلق عالمهم الخيالي الخاص. يؤدي هذا إلى ضعف القدرة على الإبداع والتفكير المستقل.
– مخاطر التكنولوجيا على الصحة النفسية والجسدية:
أظهرت الدراسات أن التعرض المفرط للتكنولوجيا يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للأطفال؛ حيث يربط بعض الباحثين بين قضاء أوقات طويلة على الأجهزة الرقمية وزيادة معدلات التوتر، والقلق، والاكتئاب بين الأطفال. ومن جهه آخرى، يمكن أن يؤثر الجلوس المطول أمام الشاشات على صحة العين والرقبة والعمود الفقري.
– تأثير التكنولوجيا على اللغة والقراءة:
يمكن الحديث عن تأثير التكنولوجيا على مهارات اللغة لدى الأطفال، فبينما تسهم بعض التطبيقات في تحسين المفردات والقراءة، قد تؤدي أيضًا إلى ضعف التركيز في القراءة التقليدية وتقليل التفاعل مع الكتب الورقية.
– التأثير على القيم والسلوكيات:
بعض المحتوى الذي يتعرض له الأطفال قد يحمل قيمًا أو تصرفات قد لا تكون مناسبة؛ فتجعل الأطفال يتجهون نحو العنف وتقليد هذه التصرفات الغير لائقة.
– التكنولوجيا كأداة لتحفيز التعاون والعمل الجماعي:
بعض الألعاب أو التطبيقات التعليمية تعتمد على العمل الجماعي، وهذه فرصة ممتازة لتطوير مهارات العمل ضمن فريق لدى الأطفال.
إن التكنولوجيا الرقمية تعتبر سلاحًا ذو حدين؛ فهي توفر فرصًا للتعلم والتطور، ولكنها تحمل أيضًا تحديات تؤثر على الوعي والصحة الجسدية والنفسية للأطفال، لذا، فإن التوازن بين الاستفادة من مزايا التكنولوجيا وحماية الأطفال من أضرارها يعد أمرًا حيويًا لضمان نموهم بشكل صحي وسليم.