مقالات

الاعتياد النفسي…كيف تألف المشاهد الفلسطينية رغم حدتها

الاعتياد النفسي…كيف تألف المشاهد الفلسطينية رغم حدتها

كتبت:- حنين طارق

حتى اللحظة التى تقرأ بها هذا المقال، الحرب على غزة مستمرة، ولا يزال الدم النقي يُسال، حتى الآن تجويع الأطفال مستمر، شعورهم بالبرد القارص مستمر، لم ينتهِ شيئًا، وتلك المشاهد لاتزال أنت تمر بها على مواقع التواصل الإجتماعي فى كل يوم..

إذًا.. هل إنتهى تعاطفك؟

حسنًا دعنا لا نسميه إنتهاء؛ فلا يوجد إنسان بشري طبيعي يستطيع أن ينتهي تعاطفه تجاه المشاهد الدامية التي يشاهدها، ولكن هل تشعر بأنك اعتدت المشاهد؟، آلفتها؟… حتى أصبح تأثيرها عليك أقل شيئًا فشيئًا؟..
وعلى الرغم من ذلك تشعر بتأنيب الضمير، كيف أعتاد المشاهد التى يعيشونها!.. حسنًا، سأُطلعك على السبب..

“التبلد العاطفي”.. ما هو التبلد العاطفي؟
وما علاقته بغزة؟

التبلد العاطفي هى حالة إنخفاض تأتى للفرد فيما يخص التفاعل العاطفي… وتأتي فى الأمور التى لابد وأن يتعاطف معها المرء لكونها شديدة التأثير، ولكنه لا يشعر بذلك التعاطف بالنسبة المنطقية.

ما الفرق بين التبلد العاطفي واللامبالاة؟

لقد ذكرنا من قبل أن إنتهاء المشاعر من الصعب أن يحدث لإنسان بشري، ولكنه ليس مستحيلًا… فتلك تُدعى اللامبالاة وهى تختلف عن التبلد العاطفي… ففى التبلد العاطفي ينخفض التأثر والتعبير العاطفي تجاه الأمور أو الحوادث أو الأشياء التى تؤثر فى الفرد ولكن عاطفته لا تختفي نهائيًا، أما اللامبالاة قد تصل لعدم وجود عاطفة.

تعرف أيضا علي…معاناة العيش فى غزة

وما علاقة التبلد العاطفي بغزة ومشاهد الدمار والحروب وقتل الأطفال؟

مع مرور الوقت يصبح تأثير المشاهد النفسي أقل على الفرد… حتى يصبح ينظر إليها نظرة سريعة ولا يُطيل النظر تفاديًا للمشاعر السلبية أو التأثير السلبي الذى قد يشعر به، ولا يعتبر ذلك تصرفًا منافيًا لمساندة الحرب على غزة… فيجب التفريق ما بين قدرتك على المساندة والدعم وما بين طاقتك النفسية وقدرة تحملك على رؤية تلك المشاهد.

ومن الطرق التى قد تقلل التبلد العاطفي… نشر صور عن صمود الفلسطينيين وسط كل تلك الأحداث… وإبراز قوتهم ومقاومتهم للتخفيف من حدة الأمور، على لسان بني يونس.

لذا فأنت غير منافق إذا شعرت قليلاً بأنك وقعت فريسة للتبلد العاطفي… ولكن الأهم أن تتحكم فى مقدار تعاطفك ومدى مشاهدتك لتلك المشاهد الدموية حتى لا تعتاد، وتستمر فى الدعم والمساندة والنشر عن القضية ولا تيأس أبدًا، حتى وإن طالت المحنة.

ويجب علينا أن نعلم أن المحنة صعبة وطويلة، وتحتاج للكثير من الصبر والمقاومة… ويقوم بذلك شعبنا الفلسطيني بالفعل، دورنا الآن أن نساندهم وننشر عن القضية… ونستمر فى مقاطعة المنتجات التابعة للإحتلال، حتى وإن رأينا البعض من حولنا قد تناسوا أمر المقاطعة، يجب أن نثبت على موقفنا.

نشرك عن القضية… دعمك للقضية، مساندتك لها بالأشكال التى تستطيع أن تؤديها…كل ذلك يؤكد أنك تحاول القيام بدورك نحو القضية؛ لذا فلا تكل ولا تمل، وأثبُت وإن طالت المحنة.

تابعنا أيضا علي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock