كتب: محمد نجيب
لا عجب إذا رأيت طفلًا يرمي مجوهرات والدته أو أموال أبيه؛ فهو طفل لا يملك الحدس والقدرة على التمييز بين النفيس والرخيص، فإذا خُير الطفل بين 10 ورقات من فئة الخمسة جنيهات وورقة واحدة من فئة المئة، ماذا سيختار؟ بالتأكيد سيختار العشر ورقات.
هل تعجبت من حال الطفل؟
فى الحقيقة، لا يمكننا لوم الطفل؛ فهو لا يملك العقل الناضج ليستطيع التمييز بين كل هذه الأمور، لكن العجيب فى الأمر إننا نرى رجالًا من مطلع الشباب حتى الكهول يتبعون نفس نهج الطفل غير الناضج فكريًا، أشخاص جعلوا كرة القدم هى القضية الأسمى التى لا تزاحمها القضايا المصيرية المعنية بالمسلمين.
تطور كرة القدم:
فى الحقيقة نشأة كرة القدم غير معلومة بدقة لكن رواجها بدأ بعد الحرب العالمية الثانية حتى أصبحت أكثر رياضة تحظى بشعبية عالمية واسعة، وتطورت فأصبحت السلاح الناعم الأكثر تأثيرًا فى خداع الشعوب واحتلال عقولهم وصرفهم عما ينفعهم.
اليوم نرى شبابنا أصبحت حياتهم متمحورة حول كرة القدم ومشاهدة المباريات، متابعة التحليلات، متابعة أخبار الرياضيين، تضييع أعمارهم فى لعب الكرة، التعصب للفريق المفضل والمشاحنة والعداء مع مشجعي للفريق المنافس، الانغماس فى ألعاب المراهنة الالكترونية المنتشرة فى الآونة الأخيرة…إلى آخره من أشكال إدراج الادمان الكروي فى حياة الشباب المسلم.
تعرف أيضا علي…تعرف على أفضل الطرق للحفاظ على سلامك النفسي
آثار الإدمان الكروي على مستوى الفرد:
سنتناول نتائج الإدمان الكروي على مستوى الفرد والمجتمع حتى يتبين لنا خطورة الأمر:
– ضياع الأعمار فى التفاهات:
من آثار إدمان كرة القدم ضياع الأعمار فى التفاهات التى لا تفيد، بل تضر؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ». فلا تضيع عمرك فى متابعة الكرة الجلدية وهى تدخل فى الشبكة.
– موالاة الكفار:
من آثارها أيضًا موالاة الكفار؛ فتجد كثيرًا من الشباب يستميتون فى الدفاع عن اللاعبين الكفار ويقدسونهم ويضعوهم فى قيمة أعلى من قيمة شخص يجرى وراء كرة جلد.
قال الله تعالى فى محكم آياته: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
– تبدل القدوات:
الانغماس فى متابعة كرة القدم يؤدي لتبدل القدوات لدى الشباب، فلو سألت شاب عن العشرة المبشرين بالجنة ستسمع الصمت بأذنيك، لكن إذا سألته عن لاعب من أقصى الأرض سيذكر لك سيرته من يوم ولدته أمه إلى يومنا هذا.
– إلحاق الأضرار الصحية:
القلق والتوتر أثناء متابعة المباريات تمتد آثارهم لخارج المباراة، فتنتهي بالإصابة بالأمراض النفسية والعصبية، وأيضًا تؤثر على الحالة المزاجية؛ مما يضعف قدرة الفرد على الانتاج.
آثار الإدمان الكروي على مستوى المجتمع:
– تدني المستوى العام للأخلاق:
انتشار العداوة والبغضاء بين مشجعي الفرق المختلفة يؤدي إلى تدهور الأخلاق بين الأفراد.
– غياب الوعي العام:
المشجعون غالبًا تتمثل أقصى طموحاتهم فى تحقيق البطولات لفرقهم، دون أن يكترثوا للقضايا الهامة الأخرى.
– التأثير السلبي على الحالة الاقتصادية:
يمكن أن يؤدي الانغماس فى كرة القدم إلى تضييع الوقت والفرص الاقتصادية.
– إلهاء الجماهير:
تعتبر كرة القدم من أكثر الأسلحة الناعمة تأثيرًا؛ فهى كالدمية التى يلهي بها صناع القرار الجماهير عن أي حدث كان.
أعلم أيها القارئ أن مثل هذه الأشياء إنما هى للترفيه والترويح عن النفس، فلا تأخد من وقتك وتفكيرك أكثر من اللازم وأحرص على أن تشغل نفسك بما ينفعك فى الدارين فقال الشاعر:
“عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى وللمشتري دنياه بالدين أعجب
وأعجب من هذين من باع دينه بدنيا سواه فهو من ذين أخيب”