الأحداث الفلسطينية بين النضال والصمت
كتبت: أسماء أشرف
نتصارع منذ قرابة الخمس وسبعون عاماً .. انهارت دول، وفضلت أخرى الصمت، وما زالوا هم للأن يناضلون ويجاهدون فى سبيل العزة والكرامة قبل الأرض .. مازال إخواننا فى فلسطين يجاهدون لأجل رد الحقوق وإرجاع ما سُلب .. مازالوا يناضلون لأجل عيشةٍ إنسانية على أراضىٍ عربية وبالأخص فلسطينية.. مازالوا يعلموننا للأن كيف تكون العزة والإباء.. يعلموننا كيف تكون العروبة..
وما يعلمه جميعنا أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ عقودٍ طويلة من نكباتٍ متكررة من الظلم وسلب الحقوق، يعانون من إعتداءاتٍ صارخة لمحتلٍ غاشم، ومازالت للأن أوجاعهم تتجدد ودماءهم تراق بإستمرار، وبيوتهم تهدم عليهم كل يوم، حتى صار هذا كله اعتيادياً..!
تعرف أيضاً من هنا..القدس ما بين التاريخ والتحديات الراهنة فى ظل الحرب
وهنا تحدث المفارقة..
أن كل هذا من وجوهٍ متعددة للظلم والقمع والقتل والتخريب، يحدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع، يشاهد الجميع فلسطين تُضرب يومياً، وغزة تباد، ونابلس تبدلت رائحتها العطرية لروائح الدماء والتخريب، وجنين، وحيفا، ورام الله، وأريحا .
ويرى العالم كل هذا ولا يزال صامتاً متفرجاً .. يُمد المحتل بدعائم تخريبية للقتل ويترك إخواننا عُزل.. مستنزفين.. خائري القوى، ومن ثم يقف ليشاهد مرة أخرى..
يتمثل أمامي ما يحدث فى طفلٍ صغير يقف ليأكل حلواه بمنتهى السلام، ليأتي آخر ويضربه ليأخذ تلك الحلوى غصباً… الطفل المنهوب حقه يتيماً أما الأخر فبجانبه عائلة من اللصوص..!
تعرف أيضاً علي..“غزة: الأوضاع الإنسانية والتحديات اليومية”
تناقضات غربية لأجل قتلَىَ
ومن الجدير بالذكر أن الناظر لحريات الغرب المزعومة وقوانينهم الموضوعة شكلاً فقط لمجرد الخداع، ومحاولة إقناع الجميع بديموقراطية عفا عليها الزمن، يكتشف أنهم يناقضون أنفسهم لا يناقضوننا؛ ويتمثل هذا واضحاً جلياً فى نقاط عدة أبرزها:
- أن الاحتلال الفعلي لفلسطين تم فى العام 1948، وهو نفسه العام الذى أُصدر فيه الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وكأنهم بهذا يثبتون للجميع بأنهم يناقضون أنفسهم ويغالطونها؛ حيث إنهم صدقوا من جهة على الإعلان الخاص لحقوق الإنسان، وعلى الجهة الأخرى كانوا يقتلون الإنسان نفسه.
- يقرون بإنه لا يصح أن تقام دولة على أساس ديني، وفى الوقت ذاته يغضون الطرف عن ما يزعمون بأنها دولة، بالرغم من أنها قد أقيمت على أنقاض إنسانية، وسقيت دماء الأبرياء دعائم دولتها المقامة..!
- يحتم قانونهم الدولي بأن المدارس والمستشفيات هى أماكن آمنة، لا يتم المساس بها أثناء الحروب، وبالرغم من هذا رأينا العديد من المدارس والمستشفيات قد تم قصفها وتدميرها كلياً.
- يضع القانون الدولى والمنظمات الدولية الحقوقية معايير للحروب، ويتم تحريم أسلحة من الاستخدام، وعلى النقيد من هذا يُمد المحتل بجميع أسلحة الدمار الشامل تتقدمهم الأسلحة المزعوم تحريمها.
وعندما أدرك أبناء الوطن طبيعة الحال، وأنه يجب عليهم الصمود والمواجهة للانتصار؛ فقرروا الدفاع والزود عن أرضهم وحقوقهم المسلوبة، وما إن فعلوا هذا صاروا إرهابيين.. معتدين، يشيعون العالم خراباً..
ليكمن هنا التساؤل… أ من يدافع اليوم عن نفسه وحقه يصبح إرهابياً؟