الأثار النفسية للحروب والصراعات
كتبت:- أسماء أشرف
بالتأكيد لا يخفى على الجميع ما تخلفه الحروب والنزاعات من خراب وتدمير لكل شيء وأى شيء، وما يظنه الكثيرين أن آثار الحروب تتوقف وينحصر تأثيرها فقط عند الجمادات والتخريب لكل ما هو مادى، وقد غفلوا نتائج الحروب على الإنسان وتأثيرها النفسى عليه.
ما هى آثار الحروب النفسية على الإنسان؟
عندما تشهد البلاد فترات من التأزمات والحروب يعانى الجميع من تأزمات معيشية ونفسية سواء أكانوا معاصرين للأحداث أو لا..متواجدين بالبلد المتأزم أو لا؛ فعلى سبيل المثال عندما تدور الحروب فى الغرب تتأثر اقتصادات دول الشرق، وتتابع الأزمات وعلى التوازى يتأثر أيضًا المتواجدين بالبلد المتأزم، ويكون التأثير الأشد وطاءً على الجميع هو التأثير النفسى؛ حيث يعانى الأشخاص ممن يشهدون الحروب من العديد من المشاكل النفسية سواء أكانوا أطفالاً أو حتى عجائز؛ فتكون الآثار كالتالى:
تعرف ايضا علي _ الإرهاب السياسي الأوروبي ضد الدول العربية
ما تأثير الحروب على الأطفال؟
يعتبر الأطفال من أكثر الفئات تأثراً بالحروب؛ حيث تستمر مشاهد العنف والدمار معهم مستقبلاً..تستمر معاناتهم حاضرة ومتمركزة فى أذهانهم لا ينسوها؛ فينشأون على مشاعر الخوف ومشاهد القتل..يصبحون أكثر حزناً وكآبة وأقل ثقة بمن حولهم..الأطفال ممن نجوا من الحروب يصبحون أكثر اضطراباً…أكثر تأهباً وقلقاً..أكثر شروداً..يصبحون أطفالاً عجائز فارغين من الداخل إلا من مشاهد ومظاهر الخراب.
ما تأثير الحروب على كلاً من البالغين وكبار السن؟
لا تترك الحروب شيئاً إلا وتؤثر عليه سلباً، فكيف بإن كنت شخصاً واعٍ ومسؤول … فالبتأكيد لن تنجو سالماً؛ حيث إنه وفى ظل الظروف المعيشية التى تشهدها البلاد فى حالة الحروب يتطلب منهم إعالة أسرهم ومواكبة الأحداث الجارية رغم ثقلها على نفوسهم … مما يسبب إصابتهم فى معظم الأحيان بالاكتئاب وحالات من الاضطرابات والقلق .. وقد يؤدى كل هذا لليأس من الحياة ومحاولة فعلية للانتحار.
ما تأثير الحروب على العائلات؟
وينتقل تأثير الحروب من أشخاص منفردة لعائلات مفترض إنها متماسكة؛ فتأتى الحروب لتدفع كل هذا الثبات والتماسك فى مهب الريح؛ لتتدمر الأسر وتُشرد العائلات .. وفى بعض الأحيان .. قد يُمحى وجود عائلات بأكملها من الأساس؛ ليكون مصير الجميع هو الهلاك.
ومن الجدير بالذكر أن التأثير النفسى ليس مقتصراً فقط على شعوب البلد المتأزم فحسب .. ولكن يمتد التأثير النفسى ليطال كل من له قلب يشعر به ومدرك لمعانى الإنسانية … فتؤثر به مشاهد الأطفال وبكاء النساء وانهيار الرجال..يؤثر به الاعتداء على الحرمات .. ويتملك منه احساس العجز وقلة الحيلة، وإنه ما باليد حيلة لإسعاف وإنقاذ الجميع من وطاءة الحروب وتبعاتها.