اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف ينجو سكان غزة؟
كتبت :- حنين طارق
منذ اليوم الأول في الحرب، وتصاعد تداعيات القضية حتى ما وصلنا إليه اليوم من قصف متتالي على أرجاء غزة، وقتل المئات بل الالاف من سكانها، وتدمير البيوت والمآوي التي كانت تكفلهم، فإذا ألقيت ببصرك ستجد هنا كان يسكن طفل ما ويلعب في هدوء بألعابه غير دارٍ بأن الاحتلال لم يسنح له بأخذ فرصته في عيش طفولته البريئة، وهنا تقنط الأم المسكينة التي تفكر ماذا ستعد اليوم لأطفالها من غذاء ولم تكن دارية أنهم اليوم سيموتون بدون أن يأكلوا.
ستجد الأب الذي يفكر في تسديد أمواله والديون من وراء معيشته وقوط يومه، وهو لا يدري بأنه بعد دقائق سيكون غير مضطرًا للتفكير في مثل هذه الأمور الحياتية، لأنه وببساطة ليس على قيد الحياة الآن!
تعرف ايضا علي – الإقتصاد المصري في حالة من الاضطراب
إذا كان من يموت في غزة شهيدًا، فكيف يمضي من يعيش؟، وما هو اضطراب ما بعد الصدمة بالأساس؟
يعد اضطراب ما بعد الصدمة هو استمرار ذكريات مزعجة ما في تفكير الشخص بشكل مفرط، ويبدأ اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ٦ أشهر من وقوع الحدث الصادم، ومن الممكن أن يتعرض صاحبه لكوابيس كثيرة تخص الحادث.
قد يحدث إثر حرب أو كارثة طبيعية أو التعرض لتحرش جنسي أو إعتداء ما، أو حدث قاسي في حياة الإنسان – ويعد ذلك نسبيًا لكل شخص -، كما أنه من أعراضه حدوث نوبات غضب كثيرة للشخص، صعوبة في النوم والتركيز، الخوف بسهولة من أي خطر، التفكير السلبي وعدم الإحساس إلا بالمشاعر السلبية، الشعور بالخدر العاطفي، فقد الاهتمام في أنشطة ما كان يستمتع بها الشخص في وقت لاحق، وعدم القدرة على تذكر لقطات معينة من الحادث فيما يعرف بفقدان الذاكرة الانفصالي.
إذًا فكيف يمكن لطفل أن يرى أمه تسقط أمامه من أثر القصف؟، كيف يثبت ليلقن أخيه الشهادة؟
كيف سيمضي هؤلاء الأطفال حتى وإن تحررت غزة؟
كيف تمر أمام عيونهم كل تلك المشاهد ويصمدون؟
جزء منهم تحت الأرض وجزء منهم فوق الأرض ويتصلون.. قلبًا وقالبًا.
لذا فيجب أن نذكر جميعًا هؤلاء الأطفال وأمثالهم من الكبار والشيوخ أيضًا بالدعاء.. نذكرهم بالدعاء ونقتدي بهم خير مثلًا.
