اضطراب الشخصية ” الحدية “
كتبت:- آيه صلاح الدين محمد
الشخصية الحدية : هي الشخصية المزاجية التي تتسم بتقلب شديد في المزاج، حيث تتأرجح بين فترات من الإيجابية والانطلاق والسعادة والإنتاجية، تعقبها فترات من الحزن والكآبة والفتور والكسل والشكوى والغضب؛ فيؤثر تقلب المزاج هذا في مفاصل الحياة الأساسية للإنسان، مثل الجانب الوظيفي والدراسي والاجتماعي والعائلي؛ ويميل الشخص عندما يكون في وضع المزاج المنخفض إلى اقتراف العديد من الحماقات والقرارات الخاطئة، ويتأثر أدائه وإنتاجيته سلبا، وينفض الناس من حوله وينفرون منه.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية…
- النظرة الدونية للذات :
تشعر الشخصية الحدية أنها أقل من الآخرين، ولا تعرف قدر نفسها، ولا تثق بأفكارها، وتستمد قيمتها الذاتية من آراء الآخرين عنها.
- ضياع الهوية:
الشخصية الحدية لا تملك رؤية واضحة عن أهدافها، حيث يخضع كل شيء في حياتها إلي التغير، فهي لا تدري ماذا تريد ولا تتحلين بالصبر لتحقيق أحلامها في حال تحديدها له، بل ترغب في النتائج مباشرة.
- المبالغة في المشاعر وضياع التوازن:
الشخصية الحدية لا تعترف بالحلول الوسطى في حياتها؛ فعندما تكون سعيدة، تعبر عن فرحتها بطريقة هستيرية، مثل الضحك بجنون أو الرقص بطرق غريبة؛ ولكن عندما تكون حزينة، تتبنى أسوأ المشاعر السلبية وتعيش في جو من الاستياء المفرط، وتفسيرها لكل شيء مهما كان صغيرا، فهو تفسير سلبي؛ فيتحول القلق لديها إلى ذعر وخوف، ويتحول الإحراج البسيط إلى خجل وإهانة.
غالبا ما يعرضها سوء إدارتها لمشاعرها إلي نوبات الغضب والكآبة، فهي تتسبب تقلب مزاج حاد، إذ إنها تمر بفترات من الطاقة والسعادة التي قد تستمر لأيام، ثم تعقبها فترات من الكسل والتعاسة والشكوى.
تعرف أيضاً علي – جمال شعبان: كثرة المشي للمساجد يقلل الكوليسترول ويضبط كهرباء القلب
- السلوك غير المسؤول :
عندما تختبر الشخصية الحدية فترات المزاج المنخفض، تعيش المشاعر السلبية بكامل قوتها، الأمر الذي يجعلها تميل إلى القيام بسلوكيات مندفعة وطائشة وغير مسؤولة، كأن تقرر تعاطي المخدرات أو الخمر، وغيرها؛ وذلك بهدف التخفيف والهروب من وضعها النفسي المزري؛ ولكنها تشعر بالندم بعد ذلك، وتعود إلى دائرة المشاعر السلبية من جديد.
- إيذاء الجسد:
بسبب عدم قدرتها على التعامل مع مشاكلها السلبية، تميل الشخصية الحدية إلي إيذاء جسدها للتعبير عن البركان الداخلي الذي يعتمل في نفسها وكنوع من جلد الذات.
- عدم المرونة:
تتبنى الشخصية الحدية ثقافة التطرف في تعاطيها مع أمور الحياة وأشخاصها، فمثلا: في حال قام شخص ما بتصرف سلبي معها فإنها تنسفه تماما، ولا تسامحه البتة؛ الأمر الذي يعرضها إلى خسارة الأشخاص الإيجابيين في حياتها؛ فهي تبحث عن الكمال في الأشخاص ولا تعترف بمقولة؟ “الكمال لله وحده”.
كما يسيطر الخوف من الهجر على علاقاتها العاطفية وذلك لأنها شخصية مهزوزة الثقة بنفسها، وتهيمن عليها فكرة أن الطرف الآخر يهجرها في أي لحظة.
أسباب تشكل الشخصية الحدية
تزيد احتمالية إصابة الطفل باضطراب الشخصية الحدية في حال كان أحد والديه أو أقربائه من الدرجة الأولى مصابا به.
عوامل أخرى تضاف إلى العامل الوراثي
يوجد بعض العوامل الأخرى التي تعزز الإصابة باضطراب الشخصية الحدية مثلا:
العصبية : عندما يكون أحد الوالدين عصبيا،؛ سيعزز ذلك من احتمال إصابة الطفل بهذا الاضطراب.
العنف الجسدي والجنسي : يؤدي تعرض الطفل إلى اعتداءات جسدية أو جنسية في مراحل طفولته إلى زيادة احتمال إصابته باضطراب الشخصية الحدية، وذلك مع وجود العامل الوراثي في العائلة.
الإهمال : الطفل المهمش من الوالدين معرض بنسبة كبيرة للإصابة بهذا المرض مع وجود الاستعداد الوراثي في العائلة.
تعرف أيضاً علي – أعراض مرض الزهايمر والإصابة به وكيفية علاجه !
كيفية التعامل مع الشخصية الحدية
• على الأهل أن يعوا أن الشخص الحدي شخص يخفي الكثير من الضغوطات النفسية داخله التي تظهر بشكل تقلبات مزاجية حادة وسلوكيات طائشة ونوبات من الغضب والجنون، وسيل من القرارات الخاطئة؛ لذلك عليهم أن يحتووا ابنهم ويتقبلونه ويحبونه كما هو، فهو يعيش صراع كبير بين صد ورد، وحالة من عدم الاستقرار والأمان.
• على الأهل اللجوء إلى مختص نفسي لمساعدتهم في التعامل مع هذا الاضطراب، وتقديم المعونة للشخص المريض.
استثمار فترة المزاج المرتفع للشخص الحدي، مثل: تشجيع ومدح الأهل له على كل تصرف يقوم به، وتقديم الاهتمام والحب له.
• في حال وجود تهديدات أثناء نوبات الغضب، كأن يهدد المريض بالانتحار أو إيذاء نفسه، على الأهل محاولة تركه يعبر عن مشاعره السلبية ويخرجها خارج قلبه، كأن يسألوه عن الأمور التي تشعره بالضيق النفسي، بدلا من انتقاده ورفض تصرفاته.
على الأهل مراقبة ابنهم والتعامل مع اضطرابه من البداية، وذلك من خلال الإشارات التي تنذر بوجود خطب ما في ابنهم، مثل وجود خدوش أو حروق في جسده، وتهديده الدائم بالانتحار أثناء غضبه.
• بناء علاقة قوية دائمة مع الابن المريض، بحيث لا يكون هناك توبيخ أو لوم أو انتقاد، بل احتواء ودعم، حيث يفقد الأهل الابن باعتمادهم أسلوب التوبيخ والجدال والنصائح الجامدة، كما علي الأهل تبني نظام الأسئلة مع الابن كأن يسألوه، كيف كان يومك، لماذا تبدون أنك لست على ما يرام اليوم؟ أنا جاهز كي أسمعك.
على الشخص المرتبط بالشخصية الحدية أن يراعي كم الصراع التي تعيشه هذه الشخصية، وإحساسها المستمر بعدم ما، فيحاول أن يشعرها بالأمان، ذلك أن الشخصية الحدية قليلة الثقة في النفس، فتنسحب من العلاقة خوفا من الغدر.
وهكذا تنتهي المقالة بعنوان اضطراب الشخصية الحدية ونكون قد أوضحنا أسباب تشكل الشخصية الحدية، أعراض اضطراب الشخصية وكيفية التعامل معه.
في رأيك، من أكثر عرضة لهذا المرض، النساء أم الرجال؟