مقالات

أضواء الشفق القطبى تنير السماء ليلاً

أضواء الشفق القطبى تنير السماء ليلاً

كتبت:- مريم خميس

هل رأيت يوماً أضواء ترقص في السماء ؟

منذ قرون عديدة انتشرت الخرافات والأساطير حول أضواء تظهر في السماء ليلاً، أضواء غامضة،مخفية،ساحرة لا يعرف مصدرها أحد ، تارة تظهر باللون الأخضر وتارة أخرى باللون الأحمر وتارة تظهر بأكثر من لون معاً بشكل متناغم مع السماء والغيوم ..

ومن بعض الخرافات والأساطير الخاطئة حول هذه الظاهرة ...

في فنلندا قالوا أن الأضواء ناتجة عن ركض ثعلب بسرعة كبيرة عبر الثلج لدرجة أن ذيله أرسل إشارات إلى السماء .. وأعتقد الصينيون القدماء أنها نيران تنانين الخير والشر التى تتقاتل في السماء ..

ولكن كل هذه الإعتقادات خاطئة، فنحن نتحدث عن أجمل وأروع ظاهرة تحدث في السماء..

ظاهرة الشفق القطبى..

ما هي ظاهرة الشفق القطبي ؟

هي ظاهرة ذُكرت فى القرآن الكريم وأقسم بها الله عز وجل فى سورة الإنشقاق “فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ” الآية ١٦”..

وأسماها عالم الفلك جاليليو جاليلي بإسم ” أوروا بورياليس” والتى تعني بالاتينية ” فجر الشمال “.

أضواء الشفق القطبى تنير السماء ليلاً

أسباب حدوث ظاهرة الشفق القطبى؟

تحتوى الأرض فى باطنها على قلب من الحديد المنصهر الذى يدور بسرعة مما يحولها إلى مغناطيس عملاق يسمي” بالغلاف المغناطيسى” الذى يحمي كوكبنا من الرياح الشمسية من خلال جعل الجسميات تنحرف حول الأرض.. ويحدث عند اصطدام الجسيمات عالية الطاقة الأتية من الشمس بالذرات الموجودة في الغلاف الجوي. ينتج عن هذا الإصطدام طيفاً ضوئياً.

البروتونات والإلكترونات التى تصنع الشفق القطبى الشمالى والجنوبى تأتى من هالة الشمس.

وهى الطبقة الخارجية الأخيرة والأشد سخونة بالشمس .. حرارتها الشديدة تجعل ذرات الهيدروجين والهيليوم الموجودة بالشمس تهتز وتخرج البروتونات والإلكترونات بالتحرك بسرعة فائقة وتتجمع في شكل بلازما وهو غاز مشحون كهربائياً .. وتغادر بعيداً عن الشمس في كتلة متماسكة من البلازما تعرف بإسم الرياح الشمسية..

ولكن الأرض تمنع الرياح الشمسية من المرور إلى كوكب الأرض من خلال الغلاف المغناطيسى .. وبعد السفر ٩٣ مليون ميل عبر المجرة .. جسميات الشمس تنتج أخيراً “الأضواء الشمالية والجنوبية”.

تعرف ايضاً علي..البحر المضيء أو كما يطلق عليه البعض ”بحر النجوم”

حيث تتقابل الإلكترونات والبروتونات مع ذرات الأكسجين والنيتروجين و تتفاعل جسيمات الشمس مع الذارت .. عند تلامس الذرات الموجودة بالغلاف الجوى مع الجسيمات يتم تحفيزها و تطلق “الفوتونات” وتكون الفوتونات عبارة عن حزم طاقة صغيرة في شكل الأضواء الملونه التي تظهر في السماء..

وتنتج ذرات الأكسجين الألوان الحمراء والخضراء .. بينما ذرات النيتروجين تنتج الألوان الزرقاء والحمراء الداكنة والوردية والبنفسجية والبيضاء..

وهذه التفاعلات هى ما تصنع الشفق القطبي..

تظهر هذه الأضواء فى المناطق القريبة من الأقطاب الشمالية والجنوبية وأفضل وقت لرؤية تلك الأضواء هو الليل ويكون أكثر وضوحاً وجمالاً عندما تكون السماء صافيه .. ويتحرك الشفق القطبي بإستمرار أحياناً يكون ببطء وأحياناً يكون سريعاً ويتغير شكله.

ليذهل أعين الجميع حول العالم وليأتى الناس من بقاع الأرض لرؤيته فهذه الأضواء ليست بالسحر ولا الأسطورة بل إنها حقيقة وإبداع الله عز وجل في خلق كل شيء ..

تابعنا أيضاً/ من هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock