أخطر طفل فى العالم
كتبت:- ياسمين عزت
قد تتسأل كيف يمكن لطفل لم يبلغ من العمر ثمان سنوات أن يصبح قاتلاً متسلسلاً!
أو بالأحرى أن يرتكب جريمة القتل الأولى له فى السابعة من عمره، وبالرغم من صغر سنة فذلك لم يمنعه من ابتكار العديد من طرق القتل.
فمن يكون هذا الطفل؟
وما هى دوافعة لإرتكاب هذه الجرائم؟
وكيف يمكن تفسير حالته النفسية؟
هذا ما سنتعرف عليه فى هذا المقال.
وُلد “أمارجيت سادا” عام 1998 في منطقة بيكوساريا بيهار فى الهند، ومن ثم بعد انتقلت عائلته إلى قرية أخرى، وكانت الأسرة فقيرة للغاية، وقضى هذا الطفل معظم أيامه فى فقرٍ مدقع، ثم بعد سنوات قليلة أجبره والده على ترك المدرسة، مما قد أدى إلى إصابته بعقده نفسية جعلته يحقد على الأطفال الذين فى نفس عمره والذين حصلوا على فرصة لمتابعة دراستهم، ثم تطور ذلك ليتحول إلى شعور بالكراهية الشديدة والغضب،خصوصاً أن والده كان يسئ معاملته ويتعدى عليه بالضرب بسبب إصابته بالتبول اللاإرادي.
و فى عام 2006 بدأت قصة “أمارجيت سادا” مع جرائم القتل، حيث ارتكب أول جريمة له فى حق أخته الصغرى البالغه من العمر ستة أشهر فقط، أنتظر إلى أن نامت الفتاة الصغيرة، ثم أخذها إلى حقل مهجور ثم شنقها حتى ماتت، وليتأكد أنها قد ماتت بالفعل قام بأخذ قطعة حديد وقام بضربها بها على رأسها، وقبل أن يعود إلى المنزل قام بتغطية الجثة بالعشب والأوراق الميتة، وبعد أن بدأت الأسرة بالبحث عن الفتاة الصغيرة أصطحبهم إلى المكان الذى دفن فيه اخته فى الحقل، ولأن المسألة عائلية؛ فقد تسترت الأسرة على الأمر ولم تبلغ الشرطة عن الحادث.
أما الضحية الثانية فقد كان أبن عمه الصغير البالغ من العمر تسعة أشهر فقد تسلل إلى منزل عمه فى غفلة من أمه، ثم أخذ الطفل وقام برميه فى بحيرة بعيداً عن مسكن العائلة، وعاد بعدها إلى المنزل، وحتى بعد إكتشاف ما فعله مرةً أخرى فضلت العائلة التستر على “أمارجيت” ولكن يبدو أن ذلك ما شجع الطفل أمارجيت بإرتكاب العديد من الجرائم.
فبعد مرور سنة بالضبط وفى عام 2007 فقد قرر هذا الطفل الشرير أن يبحث عن ضحية جديدة وهذه المرة من خارج العائلة ولكن من نفس القرية التى كان يسكن بها كانت الضحية الثالثة فتاة أسمها “كوشابو” وهى أبنة أحد جيران عائلة “سادا”، فقد تركت الأم أبنتها البالغه من العمر ستة أشهر نائمة، ثم أنشغلت بالأعمال المنزلية، وعندما أنتهت الأم لم تجد طفلتها الصغيرة، ورغم البحث فى العديد من الأماكن لم تعثر عليها، ثم بدأ القرويون من أهل القرية يشتبهون بالفعل فى”أمارجيت”؛ لأنه كان عائداً إلى منزل أسرته ويداه ملطختان بالدماء، كما كانوا يشكون فى أنه متورطاً فى إختفاء أخته وإبن عمه، وهو ما جعل والدة الطفلة تتوجه إلى مركز الشرطة لتبلغ عنه ولكن فى البداية لم تصدق الشرطة ذلك، وقالت كيف يمكن لصبي صغير يبدو بريئاً أن يرتكب مثل تلك الجرائم البشعة.
إلى أن قرر “أمارجيت” من تلقاء نفسه الإعتراف بالقتل حتى أنه أخذ الشرطه بنفسه إلى المكان الذى أخفى فيه جثة الطفلة الرضيعة وقال أن: ” الطفلة الصغيرة كانت نائمة؛ فقمت بأخذها بعيداً وقتلتها بواسطة حجر”، ثم إنتظر إلى أن تأكد أنها ماتت بالفعل ودفنها وغطى المكان بالأعشاب والأوراق، وعقب اعترافه قامت الشرطة بأخذه إلى السجن وسألته عن سبب إرتكابه لتلك الجرائم ،لكنه لم يقل شيء وظل يحدق فى وجوه رجال الشرطة، ثم طلب بعض البسكويت فقدم له رجال الشرطة ما يريد ثم سألوه كيف قتل الأطفال، أجاب بهدوء بأنه كان يأخذهم إلى الحقول المهجورة ثم يضربهم بشدة على رؤوسهم بحجر حتى يتوقفوا عن التنفس.
تعرف أيضاً علي – أبشع الجرائم في تاريخ البشرية
وأثناء اعترافه كان رجال الشرطة فى حالة ذهول وصدمة مما يحدث، ثم قام رجال الشرطة بإحضار طبيب نفسى لفحصه لمعرفة ما يجب القيام به بعد ذلك، وبعد تشخيص حالته قال الطبيب النفسي للصحفيين بأن “أمارجيت” كان على الأرجح حزيناً أثناء إرتكابه لتلك الجرائم وقد كان يجد متعة فى إيذاء الأشخاص الأخرين، كما أشار التقرير النفسى أن “أمارجيت” كان لا يدرك مفهوم الصواب والخطأ والفرق بينهما، فى حين أنه من المفترض أن يبدأ الأطفال فى تمييز الصواب والخطأ فى سن الثانية، ثم بعد إجراء العديد من الإختبارات وأيضاً إجراء تشخيص يعرف بتشخيص اضطراب السلوك، وبموجب القانون الهندى فلا يمكن الحكم على طفل بالإعدام أو إرساله إلى السجن، ولكن تم إرساله إلى مرفق الأحداث الذى على ما يبدو كان لديه إمكانية الحصول على الأدوية والعلاج الذى يحتاجه لإضطراب سلوكه، ثم وضع فى الحبس الإنفرادي لمعظم الوقت؛ حتى لا يتفاعل مع الأطفال الأخرين.
ماذا حدث لأمارجيت بعد ذلك؟
أما عن مصيره بعد ذلك فأعتقد البعض أنه غادر المركز عندما بلغ 18 عام، وهو يعيش كرجل حر حالياً تحت أسم مختلف، ولا أحد يعرف مكانه وما الذى فعله.
كما يعتقد البعض الأخر أنه قد أتصل بوسائل الإعلام في عام 2015، وقال أنه يتواجد فى إحدى منشآت الأطفال فى الهند.
وهناك إعتقاد ثالث وهو أنه ظل منعزلاً بعد دخوله مركز رعاية الأطفال، إلى أن انتحر فى نهاية المطاف عبر رمي نفسه من النافذة، وهذه النظرية هى السائدة بكثرة.
فهل تعتقدون أن الإضطهاد والفقر الذى ظل يعانى منه الطفل فى أولى سنوات حياته هو السبب فى تحوله إلى قاتل متسلسل؟ وما رأيكم فى تصرفات الأسرة وتسترها على جرائمه الأولى؟