كتبت: شاهندا سامي
في الآونة الأخيرة زادت معدلات الأمراض النفسية ومن أبرزها الاكتئاب، وذلك في كل أرجاء العالم، وهذا بسبب وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت كم هائل من الأمراض النفسية، وأيضًا زادت معدلات الأمراض النفسية مع انتشار الحروب والصراعات.
ومع كل هذا أصبحت الحياة مليئة بالصعاب والعقبات الشديدة؛ مما يجعل كل منا تحت تأثير الضغوط والتوتر والقلق والتفكير المفرط.
وتختلف قدرة كل شخص عن الآخر في تحمل هذه الضغوط؛ حيث أن بعض هذه الضغوط يستطيع الفرد تجاوزها، وبالتالي لا تسبب له أى مشاكل في المستقبل، وعلى الوجه الأخر يوجد أشخاص تتراكم عليهم هذه الضغوط للدرجة التي تمنعه من مواصلة الحياة، وقد يتطور الأمر إلى أن تتطور هذه الأعراض وتبدأ الرغبة في الانتحار لدى الشخص الذي يمر بتلك الفترة العصيبة.
ومؤخرًا أصبحنا نستيقظ يوميًا على خبر وفاة شخص بسبب كم الضغوط والقلق الواقع عليه، وتردد على سمعنا في الآونة الأخيرة أحاديث الأطباء عن خطورة تراكم الضغوط على الفرد وخطورة فرط التفكير والتوتر أيضًا؛ حيث أنهم يقولون إن الضغوط إحدى الأسباب لعدة أمراض منها توقف عضلة القلب، حدوث جلطات في الشريان التاجي، حدوث جلطات في المخ؛ مما يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.
تعرف أيضا علي…إدراك الوعي بالذات والمجتمع المحتقن…علم النفس يشرح الأزمة النفسية الدكتاتورية
ومن هنا نجد ضرورة مُلحة فى معرفة الفرق بين الضغوط الطبيعية المتعارف عليها، وبين الضغوط النفسية الشديدة والتى تحتاج الذهاب الفوري لمختص نفسي؛ لمعرفة سبب المشكلة وكيفية تجاوزها، وتخطي تلك المرحلة العصيبة وإعادة الأمل وبريق الحياة إلى هذا الشخص.
ويتم ذلك من خلال عدة طرق كالنصيحة أو الأدوية إذا استدعى الأمر.
ما هى العلامات التي تدل على إنك في حاجة إلى زيارة طبيب نفسي فورًا؟
– الشعور بالحزن وفقدان الشغف وعدم المقدرة على فعل مهامك اليومية.
– الشعور بالتوتر والقلق طوال الوقت من المستقبل، والتفكير الدائم في الأحداث المؤلمة التي حدثت لك في الماضي مع الشعور بالندم.
– يعد البكاء هو أحد أبرز علامات الضغط النفسي عندما يكون البكاء في أبسط المواقف.
– كثرة النوم أو قلة النوم.
– سرعة الغضب.
– فقد الشغف بالهوايات التي كانت تسعدك من قبل.
– فقدان الشهية تمامًا أو العكس.
– يعد من أخطر وأصعب العلامات على الفرد هو التفكير المستمر في الموت ومحاولة وضع تصورات لما سيحدث بعد الوفاة، وذلك يحدث غالبًا بعد فقدان أو وفاة شخص عزيز .
– الشعور الدائم بالوحدة .
– الشعور بالعجز وفقدان الأمل.
– سلوكيات غريبة كالتحدث مع النفس أحيانًا.
– اضطرابات شخصية كإدمان العلاقات.
– الضغط العصبي الشديد نتيجة لضغوط العمل أو ضغوط الحياة.
والجدير بالذكر أن تلك الأعراض يوجد منها ما يحدث لنا جميعًا، لأنها تحدث للشخص الطبيعي ولكنها لا تستمر مدة طويلة ولا تعطل حياته الاجتماعية ولا العملية، ولكن إذا استمرت هذه الأعراض مدة طويلة وأصبحت تعيق حياتك يحب الذهاب فورًا إلى مختص نفسي.
ويجب أيضًا على الأشخاص المحيطون ملاحظة إذا يوجد أى من العوامل السابقة في شخص قريب منهم، وهل أصبحت تلك الأعراض معطلة لحياة هؤلاء الأشخاص القريبين، حينها يجب أخذ المريض واستشارة طبيب فورًا.
بعد الذهاب للطبيب يتم وضع خطة علاجية مناسبة تشمل العلاجات المستخدمة والمدة المقترحة.
الانتظام على العلاج هو أهم العوامل التي تمنع الانتكاسة في وقت لاحق.
ما هى الخدمة التي سيقدمها لك الطبيب النفسي؟
الأمراض والاضطرابات النفسية كغيرها من الأمراض تصيب الفرد نتيجة لعدة أسباب، وإذا تم الذهاب إلى الطبيب مبكرًا سيكون الأمر أسهل على المريض من حيث التعافي السريع، لأن المرض النفسي كغيره من الأمراض أهم ما به هو التشخيص المبكر.
يساعدك الطبيب النفسي في التحدث بأريحية تامة دون نقد أو إلقاء اللوم على المريض، ويساعد في تحديد المشكلات الرئيسية وأسبابها وكيفية معالجتها.
ويساعد الطبيب في نصيحة المريض بعلاجات تحت إشراف طبي إذا لزم الأمر،؛ لتساعد المريض على تعديل أفكاره، وأحيانًا يقدم خطة سلوكية أو غيرها لتخطي المرض.
أحيانًا إذا تم التشخيص المبكر يكون ليس شرطًا أن يكون العلاج دوائيًا فقط؛ فهناك أنواع أخرى من العلاجات النفسية منها:
– العلاج بالرياضة.
– العلاج باليوجا.
– العلاج بالحركة.
– العلاج بالدراما.
– العلاج بالمسرح العلاجي.
وفي الختام، يجب عدم التراخي في أخذ خطوة الذهاب إلى طبيب نفسي إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة.
المرض النفسي ليس وصمة عار، المرض النفسي هو اضطراب يحتاج لتدخل من طبيب؛ لمعالجة الأفكار الخاطئة والعودة لممارسة الحياة مرة أخرى بشكلٍ طبيعي.
