هنود السيلنام الأصليين: ذكرى شعب منقرض
كتبت: خولة الكلاحشي
هنود السيلنام، أو فى المعروفين أيضًا باسم “السكان الأصليين لباتاغونيا”، هم شعب من السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية، عاشوا في منطقة باتاغونيا، التي تقع بين الأرجنتين وشيلي بسلام دون ضرر أو اضرار، كان عددهم صغيرًا، لا يتجاوز 3000 نسمة، وكانوا يتميزون بطول القامة، والقوة البدنية، والقدرة على التكيف مع الطبيعة بشكل مميز .
قصة السيلنام ،ذكرى شعب منقرض تروي بشاعة البشر في أبهى صورها فقد عاش هنود السيلنام حياة بدائية بسيطة ، حيث كانوا يعتمدون على الصيد، والجمع، وتربية الحيوانات، مثل الخيول، والأغنام، والجمال. كانوا أيضًا بارعين في صناعة الأدوات،…مثل الأقواس والسهام… والسكاكين… والفؤوس.
في القرن السادس عشر، وصل المستعمرون الأوروبيون إلى منطقة باتاغونيا، وبدأوا في احتلال أراضي هنود السيلنام، واستغلال مواردهم الطبيعية.
أدى ذلك إلى اندلاع الصراع بين الطرفين، وقتل العديد من هنود السيلنام دون أي اعتبار لتفردهم و تميزهم و ندرتهم.
في القرن التاسع عشر، بدأ الأوروبيون في إرسال مجموعات من هنود السيلنام إلى أوروبا ، حيث تم عرضهم في حدائق الحيوان البشرية التى ابتدعوها لتقزيم و هتك كل ماهو مختلف أو نادر ، و كنوع من الترفيه على الأوروبيين العنصريين منذ الأزل . كان هذا بمثابة صدمة ثقافية كبيرة لهنود السيلنام، الذين لم يكونوا معتادين على الحياة في السجون المفتوحة بعد أن كانت الحرية أساس عيشهم و طبيعة موطنهم ، كان الاضطهاد و الانتهاك مصدر الم يومي لم يتحمله معظمهم هنود السيلنام.
في القرن العشرين، انخفض عدد هنود السيلنام بشكل كبير… بسبب الأمراض… والنزاعات… والتغيرات الثقافية.. في عام 1974… توفيت أنجيلا لويج، آخر هندية من هنود السيلنام، وانقرضت اللغة التي كانوا يتحدثونها.
تعرف أيضا علي…اشهر ١٠ لوحات حول العالم
أسباب اندثار هنود السيلنام
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى اندثار هنود السيلنام، منها:
- الاحتلال الأوروبي المضطهد : كان الاحتلال الأوروبي لمنطقة باتاغونيا بمثابة ضربة قوية لهنود السيلنام في ثقافتهم و طبيعتهم و عاداتهم ، حيث فقدوا أراضيهم، ومواردهم الطبيعية، وتعرضوا للقتل والاضطهاد الذي لا يمت للانسانية بشيء.
*أمراض الأوروبيين: كان هنود السيلنام غير محصنين ضد الأمراض الأوروبية … مثل الجدري… والحصبة…والسعال الديكي… مما أدى إلى انتشار الوباء بينهم وموتهم.
*النزاعات: اندلعت العديد من النزاعات بين هنود السيلنام والمستعمرين الأوروبيين… مما أسفر عن مقتل العديد من هنود السيلنام.
*التغيرات الثقافية: تعرض هنود السيلنام إلى التغيرات الثقافية التي أدخلها المستعمرون الأوروبيون… مثل تغيير اللغة، والدين، والعادات والتقاليد، مما أدى إلى فقدان هويتهم الثقافية وهو الالم المعنوي الذي افقدهم معنى الحياة بالنسبة لهم.
اندثار لغة السيلنام
كان هنود السيلنام يتحدثون لغة تسمى “تشون”…كانت هذه اللغة لغة غنية ومتنوعة… وكان هنود السيلنام يتمتعون بمهارات لغوية عالية. ومع ذلك، فقد انقرضت لغة السيلنام في عام 1974 مع وفاة أنجيلا لويج، آخر هندية من هنود السيلنام التي كانت حجة على معاناة شعب كامل جراء الاظطهاد والتمييز العنصري.
تعرف أيضا علي…اضطراب ما بعد الصدمة.. كيف ينجو سكان غزة؟
ذكرى لبشاعة البشر
يُعد اندثار هنود السيلنام مثالًا على اضطهاد الشعوب الأصلية في الأمريكتين… يُذكر هنود السيلنام اليوم كضحايا الاستعمار الأوروبي، ورمزًا للنضال من أجل حقوق الإنسان التى أصبحت صيحات في فراغ عالم لاعادل .
لا يزال هنود السيلنام يمثلون رمزًا للنضال ضد الاستعمار… يتم إحياء ذكراهم في الأرجنتين وشيلي من خلال المتاحف والنصب التذكارية بعد أن كتبوا بقسوة نهاية قصة السيلنام الأصليين.
لطالما كان هنود السيلنام شعبًا عريقًا، عاشوا في منطقة لكن تعرضهم للاضطهاد والإبادة كان دليلا صارخا على عدم تقبل الاختلاف أو احترام حريات الأقليات أو حقوقهم من قبل المستعمر المحتل الذي لم ولن يهنئ بشيء بعد اندثار شعب كامل دون أي فائدة ترجى .
كما إن اندثار هنود السيلنام هو تذكير بأهمية حماية الشعوب الأصلية … واحترام ثقافاتهم وتراثهم المميز.
