كتبت: حنين طارق
أرتبطت تقنيات الذكاء الاصطناعي الآن بكل المهن، وبكل المهام… وبحياتنا كلها على الأرجح… وأصبح استخدام أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي من الأمور التى يلجأ لها المرء حينما يرغب فى التخفيف على نفسه وإنجاز أعماله.
ولكن هل من الممكن أن تحل محل البشر بشكل فعلي حتى فى العلوم الإنسانية؟!
هل من الممكن أن نرى الإنسان يتحدث مع مجرد آلة عن حياته الشخصية ومتعلقاته ومعاناته؟
وهل من الممكن أن تؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحالة النفسية للبشر؟
تقنيات الذكاء الاصطناعي والصحة النفسية
أكتشف مركز “بيو” للأبحاث أنه يوجد جدل كبير حول مساهمة الذكاء الاصطناعي فى تشخيص وعلاج الأمراض النفسية… مع الأخذ بالإعتبار أن ذلك يثير قلق كبير من ناحية الخصوصية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ فمن المسلم به أن التكنولوجيا كما تأتى لنا بفوائدها فتأتى بسلبياتها أيضًا، أحيانًا ما تكون سلبياتها مُحتملة وأحيانًا قد يتفاقم الأمر ليصبح أكبر من مجرد شيء سلبي، بل شيء ضار ومؤذي ومخترق للخصوصية.
إذا حاولنا تخيل أن مريض ما يجلس أمامه آلة، أو يتحدث لها عبر إحدي التطبيقات الحديثة المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن أن يجد حلًا لمشكلة تحتاج حلًا إنسانيًا؟
هل من الممكن تخيل أن تلك الآلة مزودة بطرق علاجية فعالة وبإمكانها مساعدة المريض بالفعل؟
أم إنه مهما بلغت دقتها وفعاليتها لن تتمكن من الوصول لمستوى العقل البشري أو لخبرته النفسية؟
كلها إجابات من الصعب تناولها بشكل يجعلها تنحسر فى رأي واحد، وبالتأكيد ستتفكك الآراء بين من يرى أن تلك التقنيات أصبح بإمكانها فعل ذلك حقًا والإقتراب من مستوى العقل البشري بإتمام جميع المهام العادية، لذا فليس من المستبعد أن تقوم أيضًا بالعلاج النفسي أو على الأقل التشخيص بالمرض تبعًا لقاعدة البيانات المزودة بها، وهناك من يرى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي مهما بلغت دقتها لن يكون بإمكانها الوصول أبدًا لمستوى العقل البشري، وأنه لا مثيل له.
تعرف أيضا علي…ثورة الروبوتات: رحلة مستمرة من الابتكار والتحول
تقنيات فى مجال الذكاء الاصطناعي تخدم الصحة النفسية
أصبح هناك علاجًا بتقنية الذكاء الاصطناعي عن طريق الدردشة وذلك من ناحية العلاج السلوكي المعرفي ومحاولة الحد من أعراضهم، كما أن هناك بعض من الأبحاث أوضحت أن أدوات وخدمات الواقع الافتراضي بإمكانها معالجة بعض الأمراض النفسية مثل الرهاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والتوتر أيضًا، بالإضافة إلى الحبوب الرقمية التى تضم مستشعرًا يقوم بجمع البيانات، ويعطي المساحة لمن يقدمون الخدمات أن يراقبوا حالات المرضى وما إذا كانوا ملتزمين بالعلاج أم لا، ويذكر أنه فى عام 2017 وافقت إدارة الغذاء والدواء على أول حبة رقمية.
تأثير تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للبشر
هل فكرت يومًا فى أن تفقد عملك بسبب أن أحدهم يجيد إتقانه أكثر منك فيتم فصلك وتعيينه؟
حسنًا.. ماذا إذا كان أحدهم مجرد تقنية تكنولوجية فقط؟
هنا يكمن الخوف والقلق الذى تتسبب فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي للموظفين والعمال… خصوصًا فى أماكن العمل التى تعتمد على تقنيات تكنولوجية أكثر، فيشعر الموظفون بأن عملهم يمكن التعويض عنه بمجرد آلة، ويصابوا بالإحباط الشديد، وقد أوضحت الدكتورة “هيلجا علاء الدين” أستاذة علم النفس بجامعة بيروت أن الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي قد يكمن فى كثرة الإعتماد عليه واستخدامه وأنه قد يصل الإفراط فى العمل من خلاله إلى الإدمان، بالإضافة إلى التوتر والقلق اللذان قد يصاب بهما الفرد خوفًا من أن يحل محله الذكاء الاصطناعي، وفى هذه الحالة يُنصح بأن يتجه لأخذ استشارات طبية.