من هو مخترع الآيس كريم..اليك التفاصيل
كتبت: أية محمد حسان
الآيس كريم، أو المثلجات، هو واحد من أكثر الحلوى شهرة في العالم، ويعتبر رمزًا للمتعة والانتعاش، خاصةً في فصل الصيف.
ومع ذلك، فإن السؤال الذي يراود الكثيرين هو: من هو مخترع الآيس كريم؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب علينا تتبع جذور هذه الحلوى الشهية عبر التاريخ.
أصول الآيس كريم
تعود أصول الآيس كريم إلى آلاف السنين، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن الحضارات القديمة، مثل الصينيين والإيرانيين والرومان، كانوا أول من استخدم الثلج أو الجليد مع مكونات أخرى لإعداد مشروبات وحلويات باردة.
– الصين القديمة:
يُعتقد أن الصينيين كانوا أول من ابتكر فكرة الآيس كريم، حيث كانوا يخلطون الثلج مع الحليب والأرز لإعداد وصفة تشبه الآيس كريم الحالي، وقد نُقلت هذه الفكرة إلى مناطق أخرى من العالم عبر طرق التجارة.
هذه البداية كانت بسيطة ولكنها مثيرة للإعجاب في ذلك الوقت، وتطورت الوصفات بمرور الزمن، وتم تحسين القوام والطعم، ما جعلها تناسب المزيد من الأذواق.
– الامبراطورية الفارسية:
في بلاد فارس -إيران حاليًا-، كانوا يستخدمون الجليد المحفوظ في مخازن خاصة تحت الأرض، تُعرف باسم “الياخچال”، لصنع مشروب بارد ممزوج بماء الورد والسكر، كانت هذه الطريقة المبتكرة تمثل تطورًا في استغلال الموارد الطبيعية لصناعة الحلويات الباردة، وهذا المشروب لم يكن مجرد حلوى بل كان جزءًا من الثقافة الفارسية التي احتفت بالإبداع.
تعرف أيضا علي…أكلات تركية مشهورة في اسطنبول
– الرومان:
في روما القديمة، كان الامبراطور “نيرون” يُرسل عبيده إلى الجبال لجلب الثلج لخلطه مع العسل والفواكه، هذا الأمر يعكس مدى اهتمام الطبقات الحاكمة في العصور القديمة بتوفير رفاهيات الحياة، حتى لو تطلب ذلك جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلًا.
– الانتشار في أوروبا
دخلت فكرة الآيس كريم إلى أوروبا في العصور الوسطى، ويُعتقد أن التجار العرب والمسلمين ساهموا في نقلها خلال رحلاتهم التجارية، كما يُنسب إلى المطبخ العربي إدخال السكر كمكون رئيسي، مما ساهم في تحسين طعم الآيس كريم، والعرب كانوا يمتازون بالبراعة في استخدام المكونات الطبيعية لإعداد حلويات لذيذة، وكانت هذه المهارات تنتقل مع رحلاتهم التجارية والثقافية.
خلال القرن السابع عشر، بدأ الآيس كريم يأخذ شكله الحديث في إيطاليا، يعود الفضل في ذلك إلى الطاهي الإيطالي “برناردو بونتالينتي”، الذي قام بابتكار وصفة متقدمة تضمنت الحليب والكريمة، هذه الخطوة جعلت من الآيس كريم حلوى أكثر نعومة ودسامة، وأدخلته إلى القصور الملكية في أوروبا، حيث أصبح من أشهر الحلويات الفاخرة.
انتشار الآيس كريم في العالم
انتقل الآيس كريم من أوروبا إلى أمريكا في القرن الثامن عشر. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح انتاج الآيس كريم أسهل وأكثر شيوعًا، وكان الرئيس الأمريكي “توماس جيفرسون” من أوائل من ساهموا في شهرة الآيس كريم في الولايات المتحدة، حيث كان يحتفظ بوصفة شخصية له، هذه الوصفة كانت مزيجًا فريدًا من الحليب والقشدة والسكر، وكانت تُعد يدويًا في ذلك الوقت.
مع مرور الوقت، أصبح الآيس كريم جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الأمريكية، حيث انتشرت المتاجر التي تبيع الآيس كريم في كل مكان، كما ظهرت عربات الآيس كريم المتنقلة التي كانت توفر هذه الحلوى الشهية في الحدائق والشوارع، مما جعلها متاحة للجميع.
اختراع آلة صنع الآيس كريم
في عام 1843، قامت “نانسي جونسون”، وهي ربة منزل أمريكية، باختراع أول آلة يدوية لصنع الآيس كريم، مما جعل انتاجه أسرع وأسهل.
لاحقًا، ساهمت الثورة الصناعية في تطوير تقنيات التبريد، ما أدى إلى انتشار الآيس كريم على نطاق واسع.
هذا الاختراع لم يكن مجرد وسيلة لتسريع الانتاج، بل كان بداية لتحويل الآيس كريم إلى صناعة تجارية ضخمة.
مع ظهور الثلاجات المنزلية في القرن العشرين، أصبح بإمكان الأفراد إعداد الآيس كريم بأنفسهم في المنزل، مما زاد من شعبيته بشكل كبير.
الآيس كريم في العصر الحديث
اليوم، يعتبر الآيس كريم صناعة ضخمة ومتنوعة، تطورت النكهات والأساليب ليصبح لدينا مئات الأنواع التي تناسب جميع الأذواق.
تطورت أيضًا التكنولوجيا المستخدمة في انتاج الآيس كريم، حيث يتم استخدام آلات متطورة لتحقيق أفضل قوام وطعم.
لا يقتصر الآيس كريم على نكهاته التقليدية مثل الفانيليا والشوكولاتة، بل تطورت النكهات لتشمل خيارات مبتكرة مثل المانجو، والفستق، وحتى الآيس كريم النباتي الخالي من الألبان، كما أصبحت المثلجات جزءًا من المناسبات الاجتماعية والاحتفالات، مما يعكس تأثيرها الثقافي العميق على مستوى العالم.
يمكن القول إن الآيس كريم ليس مجرد حلوى، بل هو رحلة طويلة من الابتكار والابداع.