كتبت:- بومهدي نجاة
تعتبر مدينة الحديدة، واحدة من أهم المدن الساحلية فى اليمن، والتى تشتهر بتاريخها العريق وموقعها الإستراتيجي على البحر الأحمر.
كانت المدينة فى السابق تعتبر منجمًا للذهب؛ حيث كانت تعد وجهة مهمة للتجارة وصناعة الثروة، ومع ذلك وفى السنوات الأخيرة، تحولت الحديدة إلى وقود للمعارك الدامية فى اليمن.
– تأسيس مدينة الحديدة
يعود تأسيس مدينة الحديدة إلى 1454 وأشتهرت فى القرن الخامس عشر، وعرفت هذه المحافظة بكونها مركزًا لتجارة التوابل والبخور، ومع مرور الوقت أصبحت الحديدة من أهم المراكز لتصدير القمح والبن والذهب من خلال مينائها، ومن هنا حصلت المدينة على لقب “مدينة الذهب”.
ومع بروز الحضارة الإسلامية، شهدت الحديدة ازدهارًا اقتصاديًا وثقافيًا؛ حيث بنيت فيها العديد من المساجد والقصور الجميلة، وكانت المدينة تجذب العديد من العلماء والفنانين والتجار.
ومع بداية القرن العشرين، شهدت الحديدة تحولًا اقتصاديًا مع إكتشاف النفط فى المنطقة، وأصبحت المدينة مركزًا لصناعة النفط وتصديره.
– المدينة الفقيرة
تعرضت الحديدة لهجمات متكررة منذ سنة 2014، من قبل القوات الحوثية؛ مما أدى إلى دمار كبير فى المدينة ونزوح الآلاف من سكانها.ط، وأصبحت المدينة مسرحًا لمعارك طاحنة بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي والحوثيين.
وتأثرت الحياة اليومية فى الحديدة بشكل كبير من الحرب؛ حيث يعاني السكان من نقص فى الغذاء والماء والدواء، وتضررت البنية التحتية والمرافق العامة؛ مما جعل من الصعب على السكان العيش رغم أن هذه المدينة كانت تعتبر من أهم وأغنى دول اليمن لإطلالها على البحر الأحمر وتميزها بالثروة السمكية ومناجم الذهب.
– الأهمية العسكرية لمدينة الحديدة
تعتبر محافظة الحديدة للحوثيين ذات أهمية عسكرية كبيرة نظرًا لموقعها الإستراتيجي على الساحل الغربي لليمن؛ حيث يمتلك ميناء الحديدة أهمية إستراتيجية كبيرة ويعتبر ميناء الحديدة واحدًا من أهم الموانئ فى اليمن؛ حيث تمر منه معظم واردات البلاد من الغذاء والمواد الأساسية وبالسيطرة على الميناء، يستطيع الحوثيون فرض سيطرتهم على تدفق السلع والموارد الحيوية إلى باقي المناطق المحتلة.
كما أنه وبفضل موقعها على الساحل، توفر الحديدة قاعدة مثالية للحوثيين لتنفيذ عمليات بحرية كالتي تم تنفيذها مؤخرًا، وتهريب الأسلحة والمقاتلين.
من جهة أخرى تعتبر الحديدة بوابة للوصول إلى العاصمة صنعاء وباقي المناطق الداخلية المهمة فى اليمن؛ مما يجعلها مكانًا إستراتيجيًا لتنفيذ هجمات برية.
تعرف أيضًا على- ماذا تريد العراق من إستضافة القمة العربية 2025
– الحديدة والتصعيد
حسب ما أعلنت عنه وسائل الإعلام التابعة للحوثيون فإن الحديدة قد تعرضت لـ 14 غارة خلال يوم يوم واحد وهو ما يعتبر أعلى معدل من الضربات خلال يوم وذلك فى 5 فبراير الجاري، واستهدفت الغارات رأس عيسى والكثيب والزيدية والقاعدة البحرية.
و فُسِر هذا الإرتفاع فى عدد الغارات على المحافظة، أن مليشيات الحوثي قد قامت بنقل طائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية إلى مناطق جنوب الحديدة على الشريط الساحلي وكذلك داخل مدينة وميناء الحديدة.
– أهمية تحرير محافظة الحديدة
تحرير محافظة الحديدة من قبضة الحوثيين يعتبر أمرًا حيويًا لليمن والمنطقة بأسرها؛ إذ تعد الحديدة بوابة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية والسلع الضرورية إلى اليمن، وبالتالي فإن تحريرها يمثل خطوة حاسمة نحو تخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة التى يعاني منها السكان اليمنيون، وتوفير الغذاء والدواء والمساعدات الطبية اللازمة للملايين الذين يعيشون فى ظروف صعبة.
كما يمكن أن يسهم تحرير الحديدة فى قطع خطوط إمداد الحوثيين بالأسلحة والدعم الخارجي؛ مما يقلل من قدرتهم على الصمود ويعزز جهود التسوية السياسية وإحلال السلام فى اليمن.
